01-13-2015
|
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
قسم الحوار والنقاش العــام
مسيرة باريس .. تضامن الدول لا يخلو من المصالح
رصد تقرير صحافي تسابق دول عربية وأخرى غربية، إضافة إلى "إسرائيل"، إلى ارتداء قميص التضامن مع فرنسا في مواجهة الهجوم على مجلة "شارلي إبدو"، الذي وقع الأربعاء الماضي. وذكر التقرير الذي نشرته وكالة الأناضول أنه عقب هجوم شارلي ايبدو الأسبوع الماضي أخذت كل دولة على حدة قميص شارلي، "وطبعت عليه ما تشاء من أهداف سواء كانت طلب الحصول على تأييد دولي لمحاربة تيار بعينه، أو سعياً وراء دعاية داخلية سياسية، أو حتى اتخاذ إجراءات أمنية، لن يعارضها أحد في مشهد صارت فيه كل الدول تتضامن في ذات المسيرة، التي ترتدي قميصا مكتوبا أعلاه "مكافحة الإرهاب".
ورصد التقرير الذي كتبته هاجر الدسوقي، مساعي دول كتبت في عبارات على قميص "شارلي":
*سوريا: حذرنا من أخطار دعم الإرهاب ولاسيما الذي استهدف سوريا
البداية كانت مع سوريا، التي اتخذت حديث العالم عن مكافحة الإرهاب عقب الهجوم على المجلة الفرنسية، لتجد فرصة تثبت فيها صحة سياساتها في مواجهة ما تقول إنه "إرهاب" على مدار ٤ سنوات ماضية، بل وتلقي باللوم على عدم التنسيق معها، أو دعمها طيلة هذه الفترة، بخلاف دعم دول أوروبية للمعارضة السورية ضد النظام السوري.
واتضح اتجاه سوريا في استغلال الهجوم، عندما نقلت وكالة "سانا" الناطقة باسم النظام، الخميس الماضي، تصريحات لمصدر رسمي في وزارة الخارجية، لم تبيّن اسمه أو منصبه، قال فيها إن بلاده "حذرت مرارا وتكرارا من أخطار دعم الإرهاب ولاسيما الذي استهدف سوريا والمنطقة ونبهت بأن هذا الإرهاب سوف يرتد على داعميه وأن الأحداث والتهديدات التي طالت أكثر من مدينة أوروبية تؤكد قصر نظر السياسات الأوروبية ومسؤوليتها عن هذه الأحداث وعن الدماء التي سالت في سوريا"، بحسب مراسلة الأناضول.
وأوضح المصدر أن "سوريا تكافح بثبات الإرهاب التكفيري الظلامي وقدمت الضحايا من خيرة أبناء شعبها جراء الإرهاب القادم من وراء الحدود، وتجدد الدعوة إلى تصويب السياسات الخاطئة والالتزام بمكافحة الإرهاب بكل أشكاله وفق الشرعية الدولية (...) ومساءلة الدول التي قدمت ولاتزال تقدم مختلف أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية".
وتعد فرنسا واحدة من أبرز الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ويشن غارات جوية ضد مواقع لتنظيم "داعش" في كل من سوريا والعراق منذ أكثر من 4 أشهر.
وتصر باريس، كما واشنطن، على عدم التنسيق مع النظام السوري في الحرب التي يخوضها التحالف ضد "داعش"، بسبب الجرائم التي تتهم دمشق بارتكابها بحق السوريين منذ مارس/آذار 2011، وهو الأمر الذي وجدت دمشق فرصتها في التطرق له مع هجوم شارلي.
*مصر: إغلاق المواقع التكفيرية والإرهابية
وفي مصر تطرق كبار المسؤولين المصريين إلى الأوضاع التي تشهدها البلاد في مواجهة ظاهرة الإرهاب، حيث دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، الأمم المتحدة إلى إغلاق المواقع التكفيرية والإرهابية على شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال إجراءات وصفها بالصارمة.
وهي الدعوة التي تعتبر الأولى من نوعها للرئيس المصري الذي تقول حكومته إنها تتصدى لـ "جماعات إرهابية"، وهو الأمر الذي يدفع القاهرة لاستغلال أي حدث ذات صلة بالإرهاب للتأكيد على مشروعية مكافحته بوصفه ظاهرة عالمية، لتجنب أي انتقادات دولية سواء على الصعيد القانوني، أو الحقوقي.
وتأكيداً على هذا المعنى، كانت مبادرة وزير الدفاع المصري صدقي صبحي الذي قال لنظيره الفرنسي، جان إيف لودريان، خلال اتصال هاتفي معه الأسبوع الماضي، إن جيش بلاده "علي استعداد لتنفيذ أي مهام (لم يحددها) يتطلبها الأمر للقضاء على الإرهاب بشكل كامل".
مبادرة وزير الدفاع التي يعتبرها مراقبون استباقا لطلب القاهرة الدعم والتأييد من العالم في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين، جاء التأكيد عليه، من خلال حديث وزير الخارجية المصري أمس مع كبار المسؤولين الدوليين عن "الرؤية الشاملة التي تتبناها مصر في مواجهة الإرهاب"، و"دور مصر المحوري في مكافحته، وما حققته من نجاحات في هذا الصدد".
وخلال مشاركته، أمس، فى المسيرة الصامتة تضامنا مع فرنسا، أوضح شكري لقادة دول وزراء خارجية أن رؤية بلاده لا تركز فقط على التعامل الأمني والعسكري، وإنما أيضا تجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله، والتركيز علي الجوانب الفكرية والثقافية لدحض الأفكار الظلامية للتنظيمات الإرهابية"، حسب مراسلة الأناضول.
*إسرائيل: نقف مع أوروبا وعلى أوروبا أن تقف معنا
أما إسرائيل فسعت إلى الربط بني القوى التي تهاجمها وتهاجم أوروبا أيضاً، قبل أن تطالب بالدعم العالمي لمواجهتها، وهو الأمر الذي فصله فيما بعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتسمية تلك القوى بما يتناسب مع مواقف تل أبيب، بعض النظر عن الجهة التي نفذت الهجوم على المجلة الفرنسية.
وقال نتنياهو، في ختام اجتماع مع وزير الخارجية النرويجي، بورغي بريندي، في القدس الغربية الخميس، إن "العملية الإرهابية القاتلة التي ارتكبت بحق حرية التعبير تشكل أوضح مثال على استهتار الإسلام الراديكالي بالقيم التي نعتز بها، وأن القوى التي تهاجم أوروبا تهاجم أيضاً إسرائيل. نحن نقف مع أوروبا، وعلى أوروبا أن تقف مع إسرائيل".
وتابع: "المتطرفين يشكلون جزءً من حركة عالمية وهذا يلزمنا على الرد بشكل عالمي. أعتقد أن بفضل قوة إصرارنا وأفعالنا الموحدة نستطيع أن نتغلب على هذا التهديد الذي يوجه ضد حضارتنا المشتركة".
فيما ربط نتنياهو بعد ذلك، بين منفذي هجوم "شارلي إبدو" وبين حماس وداعش والقاعدة وحزب الله، مؤكدًا أن "الإسلام المتطرف يتحدى العالم أجمع".
خلال لقائه السفير الفرنسي في تل أبيب، باتريك ميزوناف، الجمعة الماضي، قال نتنياهو: "نخوض نفس الكفاح على قيمنا ومستقبلنا ونرفض أن يتم تخويفنا، ورسالتي هي أنه في باريس وفي القدس وفي أي مكان، القاعدة الأولى في مكافحة الإرهاب هي رفض الخوف".
وتابع نتنياهو: "للإرهابيين أسماء متنوعة حماس وداعش والقاعدة وحزب الله، لكنهم يشاطرون نفس التطرف المتعطش لسفك الدماء".
وكرر نتنياهو حديثه، خلال مراسم تأبين قتلى العملية التي نُفذت في متجر يهودي في باريس الذي نظم في الكنيس الكبير في باريس أمس الأحد، عندما قال إن "الإسلام المتطرف ممثلاً بداعش، حماس، بوكو حرام، القاعدة، النصرة، الشباب المسلم، وحزب الله يسعى لإحلال نظام الاستبداد المظلم على دول العالم، وإعادة الإنسانية ألف سنة للوراء"، مضيفاً أنه "لم يكن صدفة أن هذا التطرف يطمح لإبادة دولة إسرائيل منذ نشأتها، لأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".
ويأتي حديث نتنياهو ضمن مساع الجمع بين "الجهة الإرهابية" التي نفذت هجوم شارلي، وبين آخريين تراهم إسرائيل جماعات إرهابية، وتروج لهذا في كل مناسبة، وفي مقدمة تلك الجماعات حركة حماس.
ورغم أن هذا الهدف بدى واضحا للمتابع لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكن هدفاً أخر أظهرته وسائل الإعلام الإسرائيلي، عندما اعتبرت مشاركة نتنياهو، في مسيرة باريس الدولية ضد الإرهاب، استغلال لأغراض انتخابية، بحسب مراسلة الأناضول.
وكان نتنياهو قرر في 3 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حل الكنيست (البرلمان)، والتوجه إلى انتخابات مبكرة.
وصادقت الهيئة العامة للكنيست على مشروع قانون حل الكنيست، وتم تحديد يوم 17 مارس/ آذار المقبل، لإجراء انتخابات مبكرة.
وبعيداً عن تلك الأهداف التي قد تبدو غير مباشرة، وبعيدة الأمد، كان هناك استغلالاً لحظياً لارتداء قميص شارلي، ظهر مع دول طالبت بإجراءات فورية، كانت موقفة لأسباب عدة.
*إسرائيل وإيطاليا وإسبانيا والنمسا: تشديدات أمنية حول الممثليات الدبلوماسية والمنشآت.
ومن بينها إسرائيل حيث قررت تشديد الإجراءات الأمنية على ممثلياتها الدبلوماسية (محيط السفارات الإسرائيلية والوكالات الأمنية) في العالم بدعوى الحوادث الأمنية التي تشهدها فرنسا منذ ثلاثة أيام.
كذلك رفعت كل من إيطاليا وإسبانيا والنمسا، حالة التأهب الأمني، وتشديد الإجراءات الأمنية حول منشآت ومقار إعلامية.
*النمسا: تمويل إضافي لقوات الأمن النمساوية
وأكد رئيس الحكومة النمساوية فيرنير فايمان على ضرورة توفير تمويل إضافي لقوات الأمن، وأهمية وجود إطار سياسي لمكافحة الإرهاب.
*إيطاليا: إنشاء لجنة أوروبية لمكافحة الإرهاب
وفي إيطاليا بخلاف تلك الإجراءات، قال وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، السبت، إن بلاده بصدد اقتراح إنشاء لجنة أوروبية لمكافحة الإرهاب تضم جميع ممثلي أجهزة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب الحكومية في دول الاتحاد الأوروبي، وذلك في سبيل التبادل المستمر للمعلومات، بحسب تفسيره.
وكانت المفوضية الأوروبية (هيئة تنفيذية تابعة للاتحاد الأوروبي) اقترحت في فبراير/ شباط 2011، وضع سجل من شأنه إجبار شركات الطيران على إعطاء السلطات الأمنية في دول الاتحاد الأوروبي بيانات الركاب القادمين والمغادرين لدول الاتحاد، لمساعدة الأجهزة الأمنية في التحقيقات ومنعاً لوقوع جرائم إرهابية.
لكن الاقتراح رفض في أبريل/ نيسان 2013 من قبل لجنة الحريات المدنية في البرلمان الأوروبي بعدما وصف من بعض أعضاء اللجنة المذكورة بأنه "ينتهك الخصوصية بلا داع".
لكن مع حادث هجوم شارلي، بدا هكذا مطلبا، ضروريا، وذريعة قوية، لتكرار اقتراحه، كما فعلت إيطاليا.
*أمريكا: إرسال قوات برية قتالية للمشاركة في الحرب ضد داعش
وعلى صعيد الولايات المتحدة، كانت الذريعة دافعاً أكبر لطلب عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري، جون مكين، حيث دعا إلى ارسال قوات برية قتالية للمشاركة في الحرب ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.
جاء ذلك عند حديثه أمس الأحد عن داعش وعودة المقاتلين إلى أوروبا والولايات المتحدة أو أي بلدان أخرى، قائلاً: .. اذا ما نظرت إلى داعش، فسترى خطراً في عودة هؤلاء الناس إلى أوروبا والولايات المتحدة، أو أي بلدان أخرى وارتكاب أفعال إرهابية .. هؤلاء مقاتلون أشداء ومتطرفون، ولقد اظهروا يوم أمس (يقصد في الهجوم على شارلي ابدو) أنهم قادرين على تنفيذ عمليات بشكل محترف جداً"، حسب مراسلة الأناضول.
*تونس وتركيا وبريطانيا: جميعنا قد يواجه هذا الخطر
وبعكس هذه الأهداف المباشرة وغير المباشرة، فضلت بعض الدول التلميح إلى ما قد تواجهه من خطر مستقبلي، ومنهم تونس، وتركيا، وبريطانيا.
ففي تونس قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الخميس الماضي، إن "مجابهة آفة الإرهاب تقتضي التضامن الدولي والتنسيق على المستويين الإقليمي والعالمي".
أما في تركيا، قال وزير الدفاع التركي "عصمت يلماز"، السبت الماضي،: "إن تركيا كدولة تضررت كثيرًا من الإرهاب، تتفهم أكثر من غيرها الحس الذي يشعر به الشعب الفرنسي وحكومته"، مؤكدًا أن "بلاده تقف إلى جانب فرنسا في حربها ضد الإرهاب، الذي يعد العدو المشترك للإنسانية، وينبغي التعاون في مكافحته، قائلًا: "إن التعاون الدولي ضد الإرهاب بات ضرورة".
وفي بريطانيا كان الموقف أوضح حيث قال رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية الداخلي "إم 15"، أندرو باركر، إن تنظيم القاعدة، يخطط لهجمات ضد الدول الغربية وبينها بريطانيا، تؤدي إلى مقتل عدد كبير من المدنيين.
وأضاف باركر، خلال كلمة ألقاها أمام عدد من الخبراء في المؤسسات البحثية، في العاصمة البريطانية لندن الجمعة الماضية، أن الهجمات المحتملة يمكن أن تستهدف نظام المواصلات العامة والأماكن الشهيرة، وتتسبب في إيقاع عدد كبير من الضحايا، لافتاً إلى أن الهجوم يعد "تذكيرا رهيبا" بوجود أشخاص راغبين وعازمين على إيقاع الأذى بنا.
*تركيا: لو لم توضع عراقيل أمام عضويتنا في الاتحاد الأوروبي لاختلف الوضع
وإلى جانب كل ما سبق، كان هناك تلميح آخر إلى مسعى نحو الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، وهو ما ظهر في تصريح رئيس الوزراء التركي داود أوغلو في أثناء تعقيبه على الهجوم قائلاً: لو لم توضع العراقيل أمام تركيا واندمجت مع الاتحاد الأوروبي، عقب استفتاء قبرص عام 2004، لما شاهدنا هذا المستوى من التوترات الثقافية اليوم.
وقتل 12 شخصًا، بينهم رجلا شرطة، و8 صحفيين، وإصابة 11 آخرين، الأربعاء الماضي، في هجوم استهدف مقر صحيفة "شارلي إبدو"، الأسبوعية الساخرة في باريس، أعقبه هجمات أخرى أودت بحياة 5 أشخاص خلال الأيام الثلاثة الماضية، فضلًا عن مصرع 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات.
مفكرة الإسلام
|
|
|
|
|