بالصور. الجالية المسلمة تحتفل بافتتاح أكبر مسجد في بروكسل
بالصور. الجالية المسلمة تحتفل بافتتاح أكبر مسجد في بروكسل
عاشت شوارع أحد أحياء بروكسل التي تضم سكانا أغلبيتهم من أصل تركي، على وقع الاحتفالات هذا الأسبوع بافتتاح أكبر مسجد في العاصمة الأوروبية، "مسجد السليمية" الجديد.
وقد اجتمعت تقريبا كل الجالية التركية القاطنة في بروكسل وفي أماكن أخرى أمام واجهة المبنى الجميل للاحتفال بحدث طال انتظاره.
ويقول غولال نهاد للجزيرة نت أحد المسؤولين عن اتحاد المراكز الثقافية الإسلامية في بلجيكا،
"نحن سعداء للغاية.. أعتقد أننا أعطينا قيمة مضافة لأبنية بروكسل بهذا المسجد الجديد، وأدعو الجميع لزيارته".
ورأى نهاد في البناء رمزا جميلا للتفاعل بين الجالية المسلمة ومدينة بروكسل، وقال إن هذا المسجد "بني بطريقة تمكن من إبراز الثقافتين، وهذا دليل على أننا إخوة في بلجيكا بين جميع الطوائف".
ويقدم المسجد مزيجا من الفن الحديث والفن العثماني، سهر على إنشائه شفيق بيركييه، وهو مهندس معماري تركي معروف في أوروبا، والواجهة ذات الألوان الفاتحة والمصقولة جدا تجذب الانتباه بشكل مباشر وتعطي رغبة حقيقية -حتى بالنسبة لغير المسلمين- في اكتشاف الداخل.
ويقول مانشو أحد سكان الحي "إنها وردة في هذا الحي، بل إن البعض يرى أن المبنى يعد متحفا"، كما يرى رئيس بلدية سان جوس إمير كير ذو الأصل التركي أن "هذا المشروع يمثل نموذجا ناجحا لأوروبا، ففي بلدان أخرى يقيم المسلمون الصلاة في الشوارع، وفي بلجيكا تتعاون السلطات مع الجمعيات الدينية من أجل إيجاد حلول".
وبالإضافة إلى كونه مكانا للعبادة، يمزج مسجد السليمية بين الدين والتعليم، كما فسر نهاد قائلا "إن الطوابق الثلاثة العليا من الطوابق الخمسة المكونة لهذا المبنى ستخصص لاستقبال الشباب بعد أوقات الدراسة الرسمية لتعلم الدين الإسلامي".
وأشار إلى أن المبنى يشمل أماكن للصلاة وغرفا للاستعمالات المختلفة والنوم وقاعة لتناول الطعام وموقفا للسيارات، بالإضافة إلى مكتبة. كما يعتمد المبنى على نظام خاص لاقتصاد استعمالات الطاقة، "وهو ما يجعل هذا المسجد نموذجيا في بلجيكا".
وقد بدأت أعمال إنشاء مسجد السليمية عام 2012، وكلف إنشاؤه 3.5 ملايين يورو (نحو أربعة ملايين دولار) سهرت على تمويلها جمعية إسلامية تركية تدعى اتحاد المراكز الثقافية الإسلامية في بلجيكا. وهذه الميزانية الكبيرة أصبحت أكبر مبلغ مخصص لبناء مكان للعبادة في بلجيكا في السنوات الأخيرة.
وكما يفسر مدير مشروع المسجد محمد كارت "ستكون هناك إمكانية استيعاب ما بين 300 و600 شخص للصلاة. وخلال اليوم يمكن استقبال مئة طالب للدراسة أيضا، كما يمكن تنظيم حفلات تضم مئتي شخص".
ويَذكُر كارت أنه "كان علينا من قبل نصب خيمة صغيرة على الرصيف من أجل استقبال الناس أثناء الصلاة، حتى لا يبقى المصلون في الشارع كما يحدث غالبا، للأسف".
ويعود إنشاء المبنى القديم لمسجد السليمية إلى حوالي 17 عاما. ولم يعد يستوفي معايير السلامة من جهة، ولا يتحمل ارتفاع أعداد الجالية المسلمة التي تمثل حوالي نصف سكان هذا الحي من جهة أخرى، وبسبب ذلك قرر اتحاد المراكز الثقافية الإسلامية تدميره وإعادة بنائه.
وجاء افتتاح المسجد بعد عام واحد من الاحتفال بالذكرى الخمسين لوجود المهاجرين الأتراك والمغاربة في بلجيكا.
كما تحتفل الجالية المسلمة هذا العام أيضا بمرور 41 عاما على الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي، وهو اعتراف سمح لهذه الجالية بالحق في حصول أبنائها على دروس في التربية الإسلامية في المدارس الرسمية، فضلا عن صرف الدولة رواتب الأئمة وتحمل بعض من نفقات المساجد.