سؤال الفتوى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت بعض الفتاوى من أحد المشايخ يقولون بأن القتال الدائر بين الحوثيين والتحالف قتال بغي وأن من قتل من الحوثيين شهداء لأنهم ماتوا حتف أنفهم ، فهل هذا صحيح ؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قبل الإجابة على هذا السؤال ، لأبد أن أبين ما هو قتال البغاة وأحكام أهل البغي، حتى نفهم حكم ما يدور الآن في أرض اليمن طهرها الله من رجس الحوثيين.
هناك أحكام ذكرها جمهور أهل العلم في الحكم على نوع القتال هل هو قتال بغي ، أوقتال فتنة ، أو قتال ردة ، أو قتال خوارج ؟ ، والذي يهمنا الآن من هذه الأنواع أحكام قتال البغي وهي كما يلي :ـ
1ـ إن يكون القتال بين طائفتين من المسلمين والدليل في ذلك قوله تعالى : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىظ° فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىظ° تَفِيءَ إِلَىظ° أَمْرِ اللَّهِ غڑ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا غ– إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الحجرات : 9
2ـ أن يتم الصلح بينهما وإن كان قبل القتال فهو أولى، وإن وقع الصلح بعد القتال ولم ترجع طائفة من الطائفتين إلى حكم الله وما نزل عليه أهل الصلح وبغت على الطائفة الأخرى تُقتل هذه الطائفة الباغية.
3ـ فإن رجعت الطائفة الباغية بعد قِتالها وطلبت الصلح يُصلح بينهما بالعدل دون جور.
هذه هي أحكام قتال البغي ، وحتى نعلم الحكم الصحيح يتم تنزيل هذه الإحكام على الحوثيين ، وبالبحث والتقصي يتضح لنا بأن الحوثيين ليس من أهل البغي لعدة أمور منها:
1ـ الحوثيين ليس من أهل السنة والجماعة بل هم فرقة من الفرق الضالة المفارقة للإسلام وأهله ، بل هم أشد خطراً من اليهود والنصارى على دين الإسلام.
2ـ الحوثيين عبارة عن جماعة من المليشيات المسلحة الإرهابية وذراع عسكري للروافض مثل مليشيات حزب اللات في لبنان والتجمع الشعبي في العراق ، يريدون فرض ولاية الفقيه بقوة السلاح ، وجر البلاد الإسلامية إلى منازعات عسكرية ، ثم تحويلها من مذهب أهل السنة والجماعة إلى التشيع.
3ـ إن الحوثيين جماعة مارقة من الإسلام بحكم تشيعها ، تحارب قوات التحالف وهم أهل السنة والجماعة ، والقتال بينهم قتال عقيدة بين مارقين ومسلمين .
وعليه لا يصح القول بأن هذا القتال قتال بين طائفتين من المسلمين وأنه قتال بغي. بل وجب على كل الدول الإسلامية كلاً حسب استطاعته، أن تحارب هذه المليشيات الحوثية لأنها حرب عقائدية وحكمهم حكم الخوارج.
أما عن تعين من قتل في هذه الحرب بأنه من الشهداء ، فمذهب أهل السنة والجماعة في من يموت من المسلمين في أي حرب عدم نعته بالشهيد وتعينه ، ولكن نحسبه عند الله شهيد ، فنعت المعين بالشهادة لا يكون إلا بدليل ونص من كتاب أو سنة أو عينه الله عز وجل ، أو رسوله صلى الله عليه وسلم .
هذا من مات من أهل السنة والجماعة ، أما من مات من الفرق الضالة الخارجة عن الإسلام مثل الحوثيين فلا يندرج تحت هذا الحكم ولا نحسبه شهيد ،بل لقى حتفه ونحمد الله عز وجل على هلاكه ، ونسأل الله أن يهلك باقي هذه العصابة المارقة ويطهر الأرض منهم .
إنه ولي ذلك والقادر عليه