ما الحكم الشرعي في استعمال المساحيق وأدوات التجميل للمرأة في نهار رمضان ؟
مكياج المرأة في رمضان ..
وحكم الشرع !!!
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا :
يجب أن تعلم الأخت السائلة بأن الأصل ألا تظهر زينتها إلا على زوجها ومحارمها ؛
قال تعالى ) :وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (
النور 31 .
وقال تعالى):وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى( الأحزاب 33.
وهذا مأموره به المرأة المسلمة في رمضان وغير رمضان ؛
وإذا حدث منها في شهر رمضان فالإثم أشد لأنها إذا خرجت متبرجة وقد وضعت أدوات التقبيح هذه على وجهها ونظر إليها الرجال من الراجح أن تكون سببا في فساد صيام بعضهم .
ومنافيا أيضا لحديث الصادق المصدوق : "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"
فالزور هنا قولا وعملا ويشمل المعاصي كلها .
مع العلم بأن شهر رمضان فترة زمنية يتمتع فيها المسلم بالصفاء الروحي والتشبه بالملأ الأعلي ويتجرد فيها أو يتخفف من مطالبه المادية .
فهو يمسك عن الطعام والشراب والمباشرة الزوجية من طلوع الفجر إلي غروب الشمس احتساباً لوجه الله العظيم .
وقال عليه الصلاة والسلام: (قَالَ اللهُ : كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ لَهُ إلا الصِّيَامَ ، فَإِنَّهُ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِه , وَالصِّيَامُ جُنَّـةٌ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفـُثْ ، وَلا يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِم , وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْك , لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا : إِذَا أَفْطَرَ فَـرِحَ ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِه(
رواه البخاري .
وهذا التجرد أو التخفف من الماديات ومطالب الشهوة مطلب شرعي مقصود ...
وقد أقسم عليه الصلاة والسلام علي أن تغير رائحة فم الصائم تكون نكهته في الآخرة أطيب من المسك. فقال :
"والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
ثانيا:
أما وضعه في البيت للزوج خلال النهار فأولى تركة حتى لا تكون سببا وذريعة بأن يقع بها زوجها في نهار الصيام ؛
والمرأة المسلمة المأموره بأن تدع ضروريات الحياة من مأكل ومشرب فترة زمنية امتثالاً للأمر الإلهي لا تجد حرجاً أو ضيقاً نفسياً في أن تهجر المغالاة في التجمل أو استعمال المساحيق مراعاة لأدب الصيام وحرمة الوقت واستشعاراً لجلال الفريضة
ثالثا :
أما وضعه بعد الإفطار من باب التجمل للزوج فهذا هي مأموره به قال تعالى :
)أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ؛ عَلِمَ اللَّـهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ؛ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ ؛ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ(
البقرة 187.