قد ورد ذكر الكلب في القرآن في عدة مواضع:
قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) المائدة: 4
وقال تعالى: ﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا﴾الكهف:18
وقال تعالى: ﴿سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِٱلْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِراً وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِّنْهُمْ أَحَداً﴾الكهف: 22
وقال تعالى:﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَٱقْصُصِ ٱلْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾الإعراف: 176
في الآية الكريمة السابقة تشبيه من آتاه الله شيئاً من العلم فلم ينتفع به، وانسلخ عنه ليتبع هواه والشيطان، ويلهث وراء أغراض الدنيا الفانية بلهاث الكلب إن تحمل عليه بالطرد والزجر يلهث، وإن تتركه يلهث، والقصد في التشبيه التأكيد علة الوضاعة والخسة، ولكن يبقى التشبيه حاوياً " لحقيقة علمية " لم يصل إليها علم الإنسان إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين، ومفادها أن الكلب هو الحيوان الوحيد الذي يلهث بطريقة تكاد تكون مستمرة.
يقال: ( لهث ) الكلب إذا أخرج لسانه من الحر والعطش ويعرف اللهاث بأنه الانفاس السريعة الضحلة التي يأخذها الكلب عن طريق فمه المفتوح، ولسانه المتدلي إلى الخارج، وذلك من أجل تزويد جسمه بقدر كاف من الأوكسجين، وضبط كل من كمية الماء ودرجة الحرارة في الجسم وتهويته في حالات الحر الشديد، والسبب في ذلك أن جسم الكلب لا يحمل غدداً عرقية إلا في بطن أقدامه فقط، وهذه لا تفرز من العرق ما يكفي لتنظيم درجة حرارة جسمه، ولذلك يقوم الكلب أحياناً بلحس الأطراق وما يطول لسانه من جسمه وتبليله بلعابه، ومن بديع صنع الخالق سبحانه وتعالى أن لهاث الكلب يؤثر فقط على مقدمات الجهاز التنفسي ولا يقتضي الانتفاخ الكامل للرئتين. وعندما يبدأ الكلب في عملية اللهاث تنتقل سرعة تنفسه فجأة من 30 إلى 40 نفساً بالدقيقة إلى عشرة أضعاف ذلك (أي إلى 300. 400 نفس بالدقيقة).
أما عن عالم الطيور فهذا العالم عظيم يدل على أن الخالق عظيم.
قال تعالى:(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) الملك: 19
وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) النور: 41
قال تعالى:(أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) سورة النحل: 79
لقد أشارت الآيات إلى ناحيتين من نواحي الإعجاز الإلهي العلمي في القرآن في قوله (صافات) في سورة النور والملك، والتي تشير إلى تثبيت الطير لجناحيه وعدم تحريكهما أثناء الطيران وذلك من أجل الاستفادة من التيارات الهوائية. وقوله سبحانه وتعالى: (مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله) يشير إلى الأنظمة التي خلقها الله عز وجل في جسم الطائر التي تمكنه في الهواء والتيارات الهوائية من الطير في الجو بكل يسر. وبالنسبة لمكونات الطائر: فهناك الريش الذي يتكون من مادة بروتينية تدعى كيراتين وهي مادة متينة تتشكل من الخلايا القديمة التي هاجرت من مصادر الأوكسجين والغذاء الموجود في الطبقات العميقة من الجلد والتي تموت لتفسح المجال أمام الخلايا الجديدة. ويقول عالم الطيور (فيديوسيا)
أن الريش هو بنية متكيفة بشكل مثالي تقريباً مع الطيران، لأنها خفيفة، قوية وذات شكل منسجم مع الديناميكية الهوائية. وتختلف وظائف الريش حسب توزيعه على جسم الطائر فالريش الموجود على الجسم يختلف عن ذلك الموجود على الجناحين والذيل. وريش الذيل يعمل على توجيه الطائر وكبح الشرعة، بينما يعمل ريش الجناح على توسيع المنطقة السطحية أثناء الطيران لزيادة قوة الارتفاع عندما ترفرف الأجنحة وتطرح الطيور ريشها خلال فترات معينة من السنة لتحتفظ بقدرتها على الطيران. وهناك أيضا القصيبات والخطافات: فعند فحص ريش الطائر تحت المجهر يصاب المرء بالدهشة لأن المعروف أن هناك قصبة رئيسية لباقي الريش تتفرع عنها المئات من القصيبات في كل الاتجاهات لتحدد الديناميكية الهوائية للطائر، وتحمل كل قصبة الآلاف من الخيوط التي تدعى القصيبات وتتشابك مع بعضها بواسطة شويكات خطافيه بشكل يشبه شكل السحاب.
وعلى الطائر أن يحتفظ بأرياشه نظيفة مرتبة وجاهزة دائما للطيران ويستخدم الطائر الغدة الزيتية الموجودة في أسفل الذيل في صيانة الريش.
وأخيراً فإن القوة التي يتمتع بها جسم الطائر في غاية الانسجام مع بنيته فتجد عظامه مجوفة وذلك من أجل تخفيف وزنه ليمكنه هذا من سهولة الطيران. فعلى سبيل المثال: يبلغ الهيكل العظمي للحمامة 4.4% من وزنها الإجمالي.