الإعجاز النبوي والقرآني فى علاج الغضب والتمتع بصحة نفسية سليمة
الإعجاز النبوي والقرآني فى علاج الغضب والتمتع بصحة نفسية سليمة
الغضب من السلوكيات التى لا يخلو منها إنسان، وهو أمر طبيعي يحدث فسيولوجياً عن طريق إرسال المخ لتنبيهات عصبية إلى الغدة المسئولة عن إفراز هرمونات من شأنها إظهار سلوك الغضب لدى الإنسان.
وهناك أجسام لديها استعداد سريع للغضب، نتيجة للاستجابة السريعة للجهاز العصبى الذى بدوره يؤدى لزيادة فى ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والتنفس.
ولا يخفى على أحد الآثار السيئة للغضب على الجسم أو على السلوك العام للفرد، فإنفعال الغضب يزيد من انقباضات القلب ويجهده أكثر من اللازم، وهو بلا شك يؤثر بشكل خطير على القلب وربما يؤدى للجلطة القلبية
- وقانا الله وإياكم منها -
وأعلن أطباء ألمان بأن أكثر الأشخاص الذين توفوا بسبب الجلطة القلبية كان الغضب هو المسئول الأول عنها. ومن فضل الله تعالى أن الهدى النبوي والقرآني يرشدنا إلى القواعد التى نتبعها عند حدوث الغضب لتلافى تنامى تأثيره النفسى والجسمي فى حال زيادته عن الحد الطبيعى.
ومن تلك القواعد ما يلى :
1- "لا تغضب" فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :"قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة" قال: "لا تغضب". وعن أبي هريرة رضي الله " أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني فقال: "لا تغضب" فردد مراراً : "لا تغضب ". وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ لِي قَوْلاً وَأَقْلِلْ لَعَلِّي أَعْقِلُهُ، قَالَ : ”لا تَغْضَبْ“، فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ كُلُّ ذَلِكَ يُرَجِّعُ إلَيَّ ”لا تَغْضَبْ“ وعن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال : قلت يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله قال :"لا تغضب" .
2- الترغيب بحب الله ورضاه عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : ”ما من جرعة أعظم أجرا ثم الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله“ وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم الأشج - أشج عبد القيس- قائلاً له : " إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة " (رواه مسلم 2318 )
3- الترغيب بالجنة قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين فيزوجه منها ما شاء ". وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:"قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة" قال : "لا تغضب و لك الجنة"
4. ترغيب العرب ببيان الشدة والشجاعة في حجز النفس عن الغضب روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
5- الترهيب من فساد الإيمان وغضب الله عن أبي مسعود البدري قال: كنت أضرب غلاماً لي بالسوط فسمعت صوتاً من خلفي "اعلم أبا مسعود" فلم أفهم الصوت من الغضب، قال: فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول: "اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود" قال: فألقيت السوط من يدي. وفي رواية فسقط من يدي السوط من هيبته فقال: "اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام" ، قال: فقلت لا أضرب مملوكاً بعده أبداً. وفي رواية فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله، فقال "أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار" (رواه مسلم) وعن ابن حكيم عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا معاوية إياك والغضب، فإن الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل". عن عبدالرحمن بن أبي بكرة قال: كتب أبي (وكتبت له) إلى عبيد الله بن أبي بكرة وهو قاض بسجستان: أن لا تحكم بين اثنين وأنت غضبان. فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ”لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان“. رواه البخاري (6739) ومسلم (1717)
6- القدوة بالمثال: هديه صلى الله عليه وسلم في التحلم والتبسم في مواطن الغيظ والغضب للنفس
وهذه السمة من أخلاقه صلى الله عليه وسلم، واضحة في عدة أحاديث.
7- نهي الصائم عن الغضب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد، أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم". (متفق عليه)