الجدل يُصاحِب طردَ إيطاليا للإمام المغربي الذي دعا على اليهود
الجدل يُصاحِب طردَ إيطاليا للإمام المغربي الذي دعا على اليهود
قرار وزير الداخلية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو (الصورة)، بطردَ الإمام والخطيب المغربي، عبد البر راوضي (28 سنة)، من البلد الأوروبي، بسبب دعاءه على اليهود في إحدى خطبه بإحدى مساجد البندقية، أثار صخبا وجدلا في الأوساط الإيطالية كما المغربية، حيث اعتبرت السلطات المعنية بإيطاليا "الدعاء على اليهود" تحريضا على الكراهية ومعاداة للساميّة.
إيمانويل براتافيرا، النائب عن حزب اتحاد رابطة الشمال الإيطالي اليميني، قال، تعليقا على قرار الطرد، بأنه "صَائب"، مشيرا إلى وجود أفراد يحرضون على الإرهاب "باسم الله"، وفق تعبيره، فيما طالب بشدة التضييقَ على الدعاة، وعدم السماح بفتح مساجد جديدة في إيطاليا، مخافة تكرار السلوك ذاته، الذي اعتُبر "فتنةً" في المجتمع الإيطالي و"خطراً" على الأمن القومي الإيطالي، و"تمييزا" على أساس ديني.
أما عبد الله خزرج، وهو إمام في أحد مساجد مدينة تريفيزو، فدعا إلى منع نشر ما أسماها "رسائل العنف"، مقابل بث ثقافة الحوار، وفق تعبيره، وهو الموقف الذي سبق لوزير الداخلية أن كشف عنه عقب توقيعه على قرار طرد عبد البرّ أول أمس الثلاثاء، بالقول إنه "من غير المقبول إلقاء خطبة بمحتوى مُعادٍ للسامية بشكل واضح، وتنطوي على التحريض الصريح على الكراهية الدينية والعنف".
وانتقل الجدل الذي خلفه طرد الداخلية الإيطالية للإمام المغربي إلى مواقع التواصل الاجتماعية، منها موقع "فيسبوك" الذي اتفق عبره ناشطون افتراضيون مغاربة مع موقف الإمام، حيث ردد أكثر من مُعلّق الدعاء ذاته الذي كان وراء طرد عبد البر من إيطاليا، فيما برر آخر "أحقية" الدعاء المذكور في كون "إسرائيل تقتل مئات الفلسطينيين ولم يطردون سفير إسرائيل وإمام يدعوا بالموت فطردوه".
وتابع ناشط آخر، بلُغَةٍ يَظهر عليها "الافتخار" بدعاء الإمام المغربي، وقال "..مرحبا بك يا شيخنا في بلدك الذي يفتقد للأئمة مثلك، الله ينصرك مادمت تقول الحق نحن فخورون"، إلا أن معلقين آخرين نبهوا إلى ضرورة التفريق بين اليهود والصهاينة، كما أورد أحدهم "كنا نحن سنسمح لنصراني أو يهودي أن يدعو على المسلمين في بلادنا ؟؟ لا أظن ذلك، كما يجب التفريق بين اليهودي والصهيوني"، و"اليهود ماعندي معاهم تا مشكل... أصلا ليهود لحقاق راهم ضد اسرائيل.".
طرف ثالث من المُعلقين على الخَبر، أثنى على السلطات الإيطالية وجَوّ "الديمقراطية" الذي تعرفه البلاد، وفق زعمهم، ما يستحيل معه الإقدام على طرد الإمام المغربي للدعاء على اليهود، حيث علق مغربي قائلا " لا أظن أن السلطات الإيطالية تقدم على مثل هذا العمل ربما هناك أمور أخرى لا علاقة لها بالدعاء"، مضيفا "نحن طيلة شهر رمضان والشيوخ يدعون على اليهود والنصارى الغاصبين وما من جهة مشرفة على السلطة الإيطالية تدخلت".
وتابع فيسبوكي آخر "إيطاليا بلد ديمقراطي ويحترم شعائر ومعتقدات كل من يعيش على أرضه والدليل هو هذا الإمام الذي يمارس شعائره بكل حرية"، قبل أن ينتقد هذا الأخير قائلا "لكن أن يأتي هذا الإمام وفي خطبة الجمعة ويأمر بالقتل والجهاد فهدا لن يقبل منه..".