09-01-2014
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
قسم الإســلامي العام
ارضو بقدر الله
ارضو بقدر الله
كثير ممن يشكون من القلق مصادر قلقهم ومشاكلهم أمور ليس منها بد , وهى من القدر الذى لا مرد له من الله ومشكلتهم تكمن فى عدم الرضا بالقدر ….
أو عدم التسليم به , أو عدم التكيف مع الوضع الجديد , ذلك أن عدم التكيف مع وضع ما بعد وقوع بعض الكوارث أو المصائب أمر يصيب بعض ضعاف الإيمان وهو أمر خطير جدآ وطريق إلى المرض النفسى .
لقد أرشدنا ديننا الحنيف إلى الاستعانة بالصبر عند مواجهة الشدائد , بل وبين لنا أن الابتلاء ببعض الفتن أمر وارد , ومن ثم يجب علينا أن نحسن التعامل معه والصبر عليه والرضا بما قسم الله تعالى ولا نجزع عند حدوث مثل تلك الشدائد .
قال الله تعالى :
” ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأمول والأنفس والثمرات وبشر الصبرين , الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه رجعون أولئك عليهم صلوت من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون “.
والمسلم الحق هو من يتحمل الشدائد بقلب ثابت , ويقين راسخ وصبر جميل فلا يجزع ولا يقول ما يغضب الله تعالى كقول بعض الناس مثلآ : لماذا أصاب أنا دون بقية الناس بهذه المصائب ؟ فهذا قول غير المؤمنين أما المؤمن فيعلم أن قدر الله خير له , فى دنياه وآخرته مهما كان هذا القدر يبدو فى ظاهره مصيبة عظيمة وحدثآ جللآ إلا أنه خير للمؤمن والله تعالى لا يقدر للمسلم إلا الخير دائمآ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” عجبآ لأمر المؤمن إن أمره كله له خيرن إن أصابته سراء شكر فكان خيرآ له وإن أصابته شراء صبر فكان خيرآ له ” .
والشكر والصبر جزاؤاهما الجنه … كما أن هناك وجها آخر للقدر ونحن لا نعرفه ولا ندركه يعلمه الله تعالى وقد يستبين لنا فى الدنيا وقد لا يستبين , لكن على المسلم أن يقول : قدر الله ما شاء فعل ويرضى بقضاء الله وقدره وعليه أن يعلم أن هذا القدر إن صبر عليه سيكون خيرآ وعاقبته حسنى وسيبدله الله خيرآ منه , وعسى أن تحبوا شئآ وفو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون
فقد يحدث لك مكروه ويكون فى ظاهره العذاب لكن فى باطنه الرحمة وستعلم نبأه بعد حين , فلا تعذب نفسك أخر المسلم بعدم رضاك بقضاء الله وقدره ولا تعذب نفسك بأن تقول لها لقد كنت أستطيع أن امنع هذا المر لو انى فعلت كذا فتظل تتحسر وتندم على ما فات ومهما ندمت , ومهما فعلت فلن تسترجعه فلماذا تبكى على اللبن المسكوب ؟؟.
لقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من مثل هذا السلوك اليائس الذى يعذب فيه المرء نفسه حين يظن أنه كان يستطيع أن يمنع القدر لو فعل كذا أو كذا
يقول صلى الله عليه وسلم :
” ولا تقل لو أنى فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله ماشاء فعل , فإن (لو) تفتح عمل الشيطان ” .
نعم كلمه ( لو ) تفتح عمل الشيطان فلا تظن أنك كان باستطاعتك منع ما حدث طالما أنه قد حدث بالفعل فهو قدر وكان لابد أن يحدث فلا تفكر فيه وفكر فيما بقى .
واعلم أن قدر الله نافذ لا محالة فإن صدقت به وصبرت وحمدت ربك واسترجعت فأنت بذلك من الفائزين الناجحين , أما إن جزعت واعترضت وحزنت وتسخطت فأنت من الخاسرين وقدر الله نافذ أيضآ فأولى لك أن تحمد الله تعالى وتسترجع عند أول صدمة للموقف , ولا تسخط ثم بعد ان تهدأ تقول : إنى صابر إنما ” الصبر عند الصدمة الأولى ” كما جاء فى الحديث الشريف واعلم ان الله تعالى يبتلى من يحب
وأن ” أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم المثل فالأمثل ” كما قال صلى الله عليه وسلم .
|
|
|
|
|