إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
ومن البدع ما ظهر منها ومابطن
وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آل بيته وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين
أما بعــــــــــد
مقدمــــة
إنَّ العين لتدمع وإنَّ والقلب لينزف دماً عندما نبصر حال الأمة وخاصة شبابها وفتياتها إلا من رحم الله وهم يفرطون في ثوابت دينهم القيم ويمضون ويسيرون دون وعي في دهاليز الضياع والتقليد الأعمى دون وعي وفهم لسنن الكافرين من قليل أو كثير وقد انسلخوا من دينهم وتنكروا لتاريخهم وأسلموا بانقيادهم لليهود والنصارى.
قال تعالى:ï´؟ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ï´¾ النساء: 144
قال تعالى:ï´؟يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينï´¾ .المائدة 51
قال تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُممِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ï´¾ . التوبة 23
وقال تعالى: ï´؟ وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ï´¾ الأنفال:73
وقال تعالى: ï´؟ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ المجادلة: 14ـ15
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم .
قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن ؟! )) رواه البخاري
حقيقة عيد الحبفالنتاين
وهذا العيد " عيد القديس فالنتاين " وحدده النصارى في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير من العام الإفرنجي لعقيدة محددة ذكرت في تاريخ أعيادهم وله ارتباط وثيق بعقيدة النصارى وبوثنية الرومان، والنصارى متخبطون في نسبته وفي بدايته هل هو من إرثهم أم هو من إرث الرومان الذين كان لهم من الآلهة ما يشتهون فالرومان قد جعلوا بزعمهم للحب إلهاً ... وللنور إلهاً ... وللظلام إلهاً ... وللنبات إلهاً ... و للمطر إلهاً ... وللبحار إلهاً ... وللنهار إلهاً .... وهكذا .
أساطيرالنصارى حول هذا العيد
يقال منذ 1700 سنة عندما كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان قام أحد قديسيهم وهوالمدعو " فالنتاين " بالتحول من الوثنية إلى النصرانية فما كانت من دولة الرومان إلا أن أعدمته ولما دار الزمان واعتنق الرومان النصرانية جعلوا يوم إعدام " فالنتاين " مناسبة للإحتفال وبذلك تخليداً لذكره وندماً على قتله .
وقالوا إنَّ يوم 14فبراير يوم مقدس لإحدى الآلهات المزعومة عندهم والتي يعتقد فيها الرومان وهي الآلهة المدعوة : يونو ، ويقولون إنها ملكة الآلهة الرومانية واختصوها عندهم بالنساء والزواج قالوا: فناسب أن يكون يوم احتفال يتعلق بالزواج، والحب .
وكان عند الرومان إحدى الآلهات المقدسات تدعى : ليسيوس: ذئبة وقد قدسوها ، لماذا يقدسون هذه الحيوانة " الذئبة "؟ يقولون إن ليسيوس أرضعت مؤسسي مدينة روما فيطفولتهما ، ولهذا جعلوا هذا التاريخ عيداً يحتفلون به ، وحددوا مكاناً للاحتفال وهومعبد " الحب " وسموه بهذا الاسم لأن الذئبة ليسيوس رحمت هذين الطفلين وأحبتهما .
ويقولون إن الإمبراطور الروماني " كلوديوس " وجد صعوبة في تجنيد جميع رجال روما للحرب ، فلما بحث عن سبب عدم مطاوعة الناس له في التجنيد تبين له عدم رغبتهم في ذلك هو أن الرجال المتزوجين كانوا يكرهون أن يتركوا أهليهم ويخرجوا معه فما كان منه حينئذ إلا أن منع الزواج وضيقه فجاء القس " فالنتاين " ليخالف أمر الامبراطورفكان يزوج الناس في الكنيسة سراً فاعتقله الامبراطور فقتله في الرابع عشر من فبراير 269 هكذا قالوا في أساطيرهم ، وبعد أن مضت هذه السنون الكثيرة نأتي إلى زماننا اليوم حيث تراجعت الكنيسة عن ربط عيد الحب بأسطورة الذئبة " ليسيوس " وجعلت العيد مرتبطأً بذكرى القديس " فالنتاين " ولتأثر النصارى بهذا العيد فإنهم قد نحتوا يمثلون هذا القديس" فالنتاين" ونصبوا هذه التماثيل في أنحاء متفرقة من دول أوربا ،لكن الكنيسة أيضاً تراجعت مرة أخرى عن عيد " فالنتاين " وتركت الاحتفال به رسمياًعام 1969م .
الحب في الإسلام
الحب من طبيعة الإنسان ، فالحب عمل قلبي ، ولذا كان الحب موجود منذ وجد الإنسان على ظهر هذه الأرض ، فآدم يحب ولده الصالح ، وابني آدم كان ما بينهما بسبب المحبة ، وتظل المحبة على وجه الأرض ما بقي إنسان .
، ولما كانت المحبة بتلك المنزلة جاء الإسلام ليهذبها ، ويجعل هذا الرباط من أجل الله ، فالمؤمن يحب من أجل الله ويبغض لله ويوالي لله ويعادي لله ،وهكذا الحياة كلها لله " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين "
آيات المحبة في القرأن الكريم
قال تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُنِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) آل عمران31
وقال تعالى: ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب) البقرة 165
وقال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) النساء : 14
وقال تعالى: (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ) طه: 39
وقال تعالى : (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين ) يوسف: 30
المحبة في السنة النبوية
عن أنس رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أنيكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار.) في الصحيحين
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ) رواه أبو داود
وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا ً : (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله ). رواه الطبراني وحسنه الأرناؤط
في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (إذا أحب الله عبدا دعى جبريل فقال يا جبريل إني أحبه فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل فيأهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل: من هم لعلنا نحبهم ؟ قال : هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور، على منابر من نور، لايخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس ، ثم قرأ: " ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون " فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس، وألوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء،يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم؛ انعتهم لنا. فسر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي فقال: هم ناس من أفناء الناس، ونوازع القبائل، لمتصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابرمن نور فيجلسهم عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) أخرجه ابن حبان بإسناد صحيح وأحمد ورجاله ثقات.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل : ( المتحابون في جلالي لهم منابر من نوريغبطهم النبيون والشهداء) رواه الترمذي
من أقوال المتحابين في الله
قال عمربن الخطاب رضي الله عنه: عليك بإخوان الصدق فعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء. وكان يذكر الرجل من إخوانه في بعض الليل، فيقول: يا طولها من ليلة، فإذاصلى المكتوبة غدا إليه، فإذا التقيا عانقه. وكان يقول إذا رزقكم الله ـ عز وجل ـ مودة امرئ مسلم فتشبثوا بها.
وكان ابن مسعود رضي الله عنه: إذا خرج إلى أصحابه قال: أنتم جلاء حزني.
وكان بلال بن سعد يقول: أخ لك كلما لقيك ذكّرك بحظك من الله خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك ديناراً.
وقال الحسن البصري : إخواننا أحب إلينا من أهلينا،إخواننا يذكروننا بالآخرة وأهلونا يذكروننا بالدنيا.
قال الإمام الشافعي رحمه لله: من علامات الصادق في أخوة أخيه أن يقبل علله ويسدد خلله ويغفرزلته.
وقيل:خير الإخوان من أقبل عليك إذا أدبر الزمان عنك.
إذا الحب في الله رابطة من أعظم الروابط ، وآصرة من آكد الأواصر فلنعض عليها بالنواجذ في هذا الزمان الذي قل فيه المحب المخلص والصديق الوفي والأخ الصادق .
ومن عجـب ٍ أني أحـن إليهم * * * وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها * * * ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
أتســعدنا بقــربكم الليـالي * * * وصبح الوصل يمحو القاطعات ِ
الأعياد عند المسلمين
للمسلمين ثلاثة أعياد لا رابع لها وهي
الأول: عيد الأسبوع : وهو يوم الجمعة،خاتمة الأسبوع، هدى الله له هذه الأمة المباركة، بعد أن عمي عنه أهل الكتاب ـ اليهود والنصارى ـ فكان لهم السبت والأحد
.قال ابن خزيمة ـ رحمه الله تـعــالى: ( باب الدليل على أن يـوم الجمعـة يـوم عيـد، وأن النهـي عن صيامه إذ هـو يـوم عـيــد ) حديـث أبي هريـرة - رضي الله عنه - قال: سمعـت رسـول الله - صلى الله عليه وسلم- يقـول: ( إن يـوم الجمعـة يـوم عيـد؛ فـلا تجعلـوا يـوم عيدكم يـوم صيامكـم إلا أن تصومـوا قبله أو بعده)
* الثاني: عيد الفطر : من صوم رمضان، وهــومرتب على إكمال صيام رمضان، الذي فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهويـــوم الجوائز لمن صام رمضان فصان الصيام، وقام فيه فأحسن القيام، وأخلص لله تعالى فـي أعـمـالــه، وهو يوم واحد ـ أول يوم من شهر شوال ـ.
* الثالث:عيد النحـر: وهـو ختـام عشـرة أيام هـي أفضـل الأيام، والعمـل فيها أفضـل مـن العمل في غيرها، حتى فاق الجهاد في سبيل الله ـ تعالى ـ الذي هو من أفضل الأعمال.
النهي عن الاحتفال بغير أعياد المسلمين
عن أنس رضي الله عنه قال: " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: "ما هذان اليومان؟" قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر" رواه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وصححه ابن تيمية والألباني.
قلــــــت
وهذا الحديث نهي صريح عن مشاركة أهل الكفر والمشركين في أي عيد لهم وقد شرع الله لنا أعياداً خاصة بنا كي نعبد فيها ربنا عز وجل بالذكر والدعاء والأكل والشرب والفرح من خلال عقيدتنا لتوحيد الله عز وجل بخلاف أهل النحل الذين يبتدعون أعياداً لهم من أجل الدنيا الفانية أو الأشخاص أو الأماكن أوالنَّعرات الكاذبة . ونسأل الله العافية والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة .
وأختم بهذه الأبيات الرائعة للإمام الشافعي رحمه الله :
إذا المرء لا يرعـاك إلا تكلفــا * * * فدعهولا تكثر عليه التأسفــــا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة* * * وفي القلب صبرللحبيب ولو جفـا
فما كل من تهـواه يهواك قلبـه * * * ولا كل من صافيته لك قد صفــا
إذا لم يكـن صـفوالود طبيعـة * * * فلا خيـر في ود يجيء تكلفـــا
ولاخير في خِل ٍ يخـون خليـله * * * ويلقـاه من بعـد المودة بالجـفـا
وينـكر عيشا ً قد تقـادمعهـده* * * ويظهـر سرا ً كان بالأمس قد خفا
سلام ٌ على الدنيا إذا لم يكـن بها * * * صديق ٌصدوق ٌصادق الوعدمنصفا
وتقبلوا مني حبي لكم جميعا في الله
وغدا نلقى الأحبة
محمد صل الله عليه وسلم
وصحبه رضي الله عنهم أجمعين