شنّت المقاتلات الأميركية تسع غارات جوية ضد مقاتلي "الدولة الإسلامية"، (داعش)، مساء أمس السبت، في العراق قرب مدينة أربيل، عاصمة كردستان، وسد الموصل، بحسب بيان للقيادة الأميركية الوسطى.
وتنفّذ قوات من الجيش العراقي و"البشمركة" الكردية، مدعومة بغطاء جوي أميركي، هجوماً واسعاً على مناطق شمال غرب الموصل، منذ فجر أمس السبت، تستهدف السيطرة على سد الموصل الاستراتيجي على نهر دجلة الذي يبعد 50 كيلومتراً شمال غرب الموصل. وتخشى الحكومة العراقية من استخدام "داعش" لسد الموصل كورقة ضغط كبيرة على بغداد، حيث بإمكان السد، حال فتح بوابته، إغراق العاصمة ونحو 45 بالمئة من مدن البلاد، وفقاً لمسؤولين عراقيين.
وقال مسؤول عسكري كردي بارز، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "القوات الكردية، ترافقها وحدات قتالية من الفرقة السادسة والحادية عشر في الجيش مع غطاء جوي أميركي، باشرت عملية التقدم نحو السد من خلال الطريق الجبلي القديم الرابط بين أربيل والموصل".
وأوضح العقيد حميد البرزنجي، وهو على رأس إحدى الوحدات القتالية الكردية المكلفة بالعملية، أن "العملية، التي أعدّت من قبل فريق مستشارين أميركيين وقادة كرد، تضمن، في حال نجاحها، عزل عناصر (داعش) في منطقة سنجار ومحاصرتهم من كل الاتجاهات".
وأوضح أن "استغلال مقاتلي التنظيم الجبال كحصون لهم، جعلنا نعمد إلى حصارهم وقطع طرق الانسحاب أو التقدم عليهم".
وبيّن أن "الساعات العشر الأولى من العملية نتج عنها تحرير نحو 53 كيلومتراً من الأراضي الزراعية والقرى القريبة من السد، بما فيها محطة الكهرباء الهايدروليكية الملاصقة للجهة الشرقية من السد، وتوقفت عند هذا الحد بسبب حلول الظلام وتحصن المسلحين في مواقع ضيقة يصعب التعامل معها ليلاً".
وأشار إلى أن "الطائرات الأميركية توقفت عن قصف المنطقة المحيطة بالسد بسبب مخاوف من انهيار، وقد تقتصر بعد ذلك على المعالجة بواسطة الصواريخ الخفيفة الموجهة أو القنابل الفراغية التي لا تشكل خطورة على أسس السد".
ويعتبر سد الموصل خامس أكبر سد بالعالم، ويبلغ طوله 3.2 كيلومترات وارتفاعه 132 متراً، ويبلغ مستوى المياه من نهر دجلة، التي يحبسها السد، 330 متراً فوق مستوى سطح البحر. وتعتبر سيطرة "داعش" على السد بمثابة قنبلة موقوتة تهدد بإغراق مدينة الموصل والمدن المجاورة لها فضلاً عن إمكانية إغراق بغداد بالكامل في غضون 12 ساعة بعد فتح أو انهيار السد.
وأشار البرزنجي، الى أن "مهمة تحرير السد ستكون معقدة وصعبة للغاية، في ظل عجز الطيران عن التدخل خوفاً من انهيار السد الذي يتحصن فوقه المسلحون. لذا نأمل أن تنجح الخطة البرية التي تم إعدادها لاستعادة السيطرة عليها قبل أن نتقدم إلى مدن زمار، بعشيقة، تلعفر والموصل". وأضاف أن "العملية قد تأخذ وقتاً أطول من المتوقع".
إلى ذلك، أعلن المستشفى الجمهوري في مدينة الموصل، مساء أمس السبت، عن مقتل 11 مدنياً بينهم ثلاث نساء وطفلان بقصف جوي شنته مروحيات تابعة للجيش الحكومي في بلدة تل الرمان، التي تبعد 20 كيلومتراً غرب الموصل.
وقال رئيس الأطباء في المستشفى الجمهوري في الموصل، ثامر السبعاوي، إن "غالبية الضحايا الذين سقطوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، كانوا من المدنيين، ولا يعرف حتى الآن عدد المسلحين الذين يقتلون خلال القصف أو المعارك على وجه الدقة بسبب نقلهم إلى المقابر من قبل رفاقهم من دون المرور بالمستشفى".