كل شاب طبيعي يسعى ليستثمر قوة الشباب الوافرة في بناء ذاته وتحقيق أهدافه وأحلامه، والشاب النبيه هو من يسعى ليتعلم ويتعلم ثم يترجم العلم والأفكار إلى واقع، لذا كانت هذه الإرشادات جزءًا من التعلم الذي يحتاجه كل شاب لبناء ذاته وتحقيق أحلامه..
أولًا: أنت تستحق
عزيزي الشاب.. أنت تستحق الأفضل بلا شك.
فهل تعتقد ذلك؟!
حتى إن كنت تعتقد أنك لا تستحق الأفضل، فأحب أن أخبرك بأن هذا ليس صحيحًا وبأنك تستحق الأفضل وإن كنت لا تعتقد ذلك.
تسأل بعض الشباب: ألا تستحق أن يعاملك الآخرون معاملة سيئة، فيقول: بلا .. نعم أنت تستحق ألا يعاملك الآخرون معاملة سيئة.. لكن..
لكن الحقيقة المؤلفة عزيزي الشاب، أن كل إنسان في هذه الحياة لا يستحق سوى ما يقبله لذاته، فماذا تقبل أنت لذاتك؟!
فلماذا تشتكي إذًا، إنك تستحق ما تجبرك نفسك على تحمله والتساهل معه، أما الآخرون فلا تتوقع دائمًا أن يغيروا ذواتهم.
(إنك لا تختار الأقل سوى لأنك لا تعتقد أنك تستحق الأكثر والآن يجب عليك أن تخطو نحو اكتساب الإيمان والثقة بأنك تستحق. إن إيمانك بأنك تستحق يجعل الآخرين يعطونك ما تستحقه, ويفتح لك العالم ليعطيك ما تستحقه.
إنك تستحق أن تعطى أفضل ما لديك مثلما تستحق أن تنال أفضل ما لدى الآخرين، إن العالم يستحق أن يصغي إليك، وفي الحقيقة إن العالم "يحتاج" إلى أن يصغى إليك.
ربما يكون السبب في إحساسك بعدم استحقاقك أنك لا تمن الآخرين ما يكفي مما هو مقدر لك أن تمنحه لهم.
فلتردد إذًا: إنني أستحق كل الخير الذي يمكنني تخيله، وكذلك كل المتعة التي يمكنني أن ألقاها ،وكذلك صحبة الأصدقاء، وحبي لذاتي كل الخير، إنني أستحق) [فجر طاقاتك الكامنة في الأوقات الصعبة، ديفيد فيسكوت].
ثانيًا: ترويحة
هذه ترويحة على طريق بناء الذات، فالإنسان يحتاج بين وقت وآخر إلى ترويحة تبث فيه الشوق إلى العمل من جديد..
وترويحتنا هي ترويحة احتفال وبهجة, تقول لك:
ابتهج بأنك على قيد الحياة.
بأنك ما زلت صامدًا مقاومًا رغم كل الهزات والضربات.
بأنك ترى الطيور بجمالها والأزهار برونقها وروعتها.
بأن بيتك يحوى وجبتك القادمة.
بأنك تشم رائحة الشتاء وترى جمال الطبيعة من حولك.
بأن الآخرين يتذكرونك.
بأنك تتذكر الآخرين.
بأن هناك من يحبك.
بأن هنانك من تحبه.
بأنك سامحت الآخرين.
بأن قطرات الأمطار تسقط حاملة معها الغفران.
ابتهج بكمالك وقصورك ابتهج بوجودك ابتهج بإنسانيتك.
ثالثًا: لا تجادل
قالوا وصدقوا بأن: "الجدال عقيم".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم لبيت في ربض الجنة، لمن ترك المراء وإن كان محقًا).
تصرخ وتصرخ ولا فائدة من الجدال، ولن يفضي إلى نتيجة، فلماذا تجرح حنجرتك إذًا؟!!
هل يا ترى لتثبت بأنك رائع؟
بأنك قادر؟
أم ماذا؟
إذا كنت تعتقد أنك قد غيرت آراء الآخرين بصياحك في وجوههم، فإنك تخدع نفسك، إنك لم تفعل شيئًا سوى أنك استأسدت عليهم، إن الترهيب يولد الاستياء، علاوة على ذلك، فإنك لا تستطيع أن تجعل الجميع يحبونك .
إن محاولة كسب حب شخص ما من خلال الجدال شيء يدعو للسخرية إن لم يكن ضارًا بك، فعادة ما تصبح مجادلاتك لكسب حب الآخرين ضررًا يحيط بك، إنك عندما تحاول إقناع شخص ما بأن يمنحك حبه، إنما تدعوه إلى استغلالك بل وتحدد له الثمن الذي ستدفعه مقابل استغلالك.
إنك عندما تجادل شخصًا تحبه، ينتهي بك الجدل بالشعور بالذنب والاحتياج في نفس الوقت, ومحاولة إقناع نفسك بأنك الشخص الذي جرحته يستحق منك ذلك.
والأسوأ من ذلك، أن كلًا منكما ـ أنت ومن تحب ـ تكونان في حاجة للعاطفة المتبادلة، لكنكما غير قادرين على الاعتراف بذلك أو قبوله، إن ذلك الإحساس بالذنب قد يجعلك تشعر بأنك غير محبوب على الإطلاق.
إنك لا تحسم أي شيء على الإطلاق عندما تجادل شخصًا آخر، بأنك فقط تدفع نفسك ومن تحب لأقصى حدود الإحباط، وتحولكما اللحظة إلى إبداء أسوأ ما لديكما.
إن كان لا بد أن تصرخ، فأطلق صرخاتك في الهواء، فعلى الأقل لن يجعلك ذلك محبطًا حينما تذهب جهودك هباءً، لن تشعر بالذنب لخروجك عن نطاق السيطرة على ذاتك.
وليكن حالك: إنني ادع الآخرين كي يكونوا ذواتهم، إنني أدع مجالً للاختلاف،إنني أستمتع بالاختلاف بيني وبين الآخرين ولا يدفعني ذلك إلى إثارة النزاعات معهم، إن انتصاري الحقيقي يكمن في أن أكون نفسي) [فجر طاقاتك الكامنة في الأوقات الصعبة، ديفيد فيسكوت].
محمد السيد عبد الرازق