عزيزتي الأم.. إنّ طريقة استعدادك لليوم الذي يبدأ فيه طفلك الذهاب للمدرسة لأول مرة له أهمية كبيرة فإذا لم تبدِ اهتماماً بهذا اليوم ، فإن طفلك كذلك لن يهتم به و إذا كنتِ تنتظرين هذا اليوم بقلق زائد فإن طفلك كذلك سيكون قلقاً مثلك، والأسلوب الأمثل أن ننتظر هذا اليوم على أنه يوم مثير ومبهج في حياة طفلك كأيام الأعياد المليئة بالإثارة والفرح، ومن ثم فإن طفلك سيستقبل هذا اليوم بنفس هذه الطريقة الصحيحة. وإذا كان الطفل يذهب على المدرسة أو الروضة لأول مرة، فلابد أن يقوم الوالدان وخصوصاً الأم بعمل التهيئة النفسية اللازمة له حتى يمر بتجربة الالتحاق بالصف الدراسي بشكل ثلث دون متاعب أو أزمات. ويتبلور هذا الاستعداد بتحضير الطفل قبل حلول الدراسة من خلال عدة أشياء تمارسها الأم مع طفلها في المنزل، مثل: - تنمية مهارات الطفل الأساسية: ساعدي طفلك على تعلم أشكال الحروف والأرقام، وأسماء الألوان، وعلميه كيف يقول اسمه وعنوانه ورقم هاتف المنزل. - القراءة واللعب والأناشيد: ابدئي بقراءة القصص لطفلك قبل النوم، فالقصص تنمي الخيال، وتحفز الذهن على التفكير، ولا مانع أيضاً من قضاء وقت ممتع معه في اللعب والغناء. علمي طفلك أناشيد الأطفال التي كنت تغنيها في الصغر وشجعي طفلك على تعلم وحفظ القرآن الكريم، فكل هذه الأمور تساعد على تنمية المهارات اللغوية لدى الطفل قبل دخول المدرسة.
- تحديد وقت لمشاهدة التلفزيون: لابد أن تكون مشاهدة التلفزيون محددة بوقت وساعة معينة، فالمبالغة في مشاهدة التلفزيون تقلل من الوقت الذي يمكن أن يقضيه الطفل في التعلم، وهذه الضوابط تشعر الطفل بالمسئولية والأمان أيضاً فهو وإن كان يتذمر من تحديد وقت للعب أو مشاهدة التلفاز أو الكمبيوتر إلا أنه سيتعلم إنجاز مهامه المطلوب منه أداءها حتى يتسنى له الاستمتاع بما يريد.
- الرحلات الأسرية: الذهاب في رحلة مع الأسرة من الأشياء التي تزيد من الارتباط بين أفراد الأسرة وتمثل أيضا وقتاً جيداُ لاكتساب الطفل خبرات حياتية جديدة. خذي طفلك في رحلة إلى المتحف أو إلى حديقة الحيوان وكوني مستعدة للإجابة على أسئلته الكثيرة! - تشجيع الطفل على الاندماج مع الآخرين: شجعي طفلك على التخلص من الخوف الاجتماعي من خلال اللعب مع الأطفال في مثل سنه، والاندماج معهم في اللعب الجماعي، فإن ذلك يكسبه أخلاقيات وسلوكيات اجتماعية لا يستطيع تحصيلها منفرداً، ويؤهله لبيئة المدرسة القادمة وكيفية التعامل مع زملائه. - التدريب على استعمال المرحاض: لابد من تدريب الطفل على قضاء حاجته والذهاب إلى الحمام بمفرده قبل أن يدخل المدرسة، ولا ننسى أهمية تعويد الطفل على آداب قضاء الحاجة، وأدب حفظ العورة، فينبّه الطفل إلى ضرورة حفظ عورته وألا يسمح لأحد مطلقاً بمرافقته عند قضاء الحاجة، كما يجب على الوالدين التأكد من صرامة المدرسة في تنفيذ هذه الضوابط حفظاً للأبناء من تعرضهم لسوء. - تعويد الطفل على نظام يومي ثابت: عوّدي طفلك على اتباع نظام يومي ثابت، من خلال تحديد أوقات الأكل، والأوقات التي يسمح له فيها باللعب، وموعد النوم كل ليلة؛ فكل هذه الأمور البسيطة ستساعد الطفل على معرفة ما هي قواعد الحياة المنظمة، وضرورة الالتزام بها. - النوم والتغذية السليمة: تأكدي دائماً من أن طفلك يحصل على تغذية سليمة من خلال توفير الأطعمة الصحية وتقليل تناوله للمشروبات الغازية والحلوى قدر المستطاع، كذلك ينبغي أن يحصل الطفل على قدر كافي من النوم كل يوم؛ مما يساعد جسمه على إعادة تركيب وتخزين جميع الخبرات الحياتية التي تعلمها طوال اليوم. – ساعدي طفلك ليألف المدرسة: بعض المدارس تدعو الوالدين للحضور إلى المدرسة قبل بدء الدراسة، وهذا الأمر جيد، وبوسعك المضي فيه قدما حيث إنها ستكون فرصة للقاء المعلمين والمشرفين . وسوف يساعد ذلك طفلك في إنشاء العلاقة بين المدرسة والمنزل بعد أن يشاهد والدته والشخص الذي سيتولى رعايته يتحدثان معا بهدوء وثقة، سوف يشعر طفلك بالأمان حول المكان والأشخاص الذين سيعيش معهم . – أشركي طفلك في شراء وتحضير أدواته المدرسية: اذهبي معه عند شراء حقيبته المدرسية الأولي، أدواته، مقلمته، حذاء المدرسة.. لا تتردي في ذلك حتى إذا لم يكن لهذه الأشياء استخدام فهي ذات دلالة رمزية. فكري في شراء الأحذية والملابس التي يمكنه ارتداؤها وخلعها وحده (الأحذية ذات اللاصق على سبيل المثال) لا تشتري ذات الأشرطة والأحزمة، ابتاعي ملابس نظيفة لكن غير قابلة للاتساخ بسهولة لممارسة الأنشطة . – استمعي بتعاطف لمخاوف طفلك وما يقلقه: اسمحي لطفلك أن يعبر عن عدم رغبته في الابتعاد عنكما، والذهاب إلى مكان لا يعرفه، هذا الأمر مهم كي يشعر أنك تستمعين إليه وليشعر بالطمأنينة، وقد تكون هذه فرصة مواتية لك لتحكي له ذكرياتك عن يومك الأول في المدرسة، ولتوضحي له ما إذا كان هذا الأمر صعبا بالنسبة لك أم لا وكيف وصلت إلي هناك ؟ - تكلمي مع طفلك حول فائدة هذا الانفصال في المستقبل: عليك أن تكوني قادرة على مشاركة مشاعرك مع طفلك، وأن تقولي له أنك أيضا حزينة لعدم تواجده إلي جانبكم وأنه سيكون علي ما يرام في المدرسة مع المعلم وزملائه الصغار، هكذا سيكتشف الكثير من الأشياء الجديدة الجميلة، وأنه سوف يتعلم كيف يتعايش مع غيره من الأطفال وأنه من الجيد أن يكون مع كبار غيركما، كل هذه الأمور سوف تشعر طفلك بثقة أكبر عند دخوله المدرسة فى يومه الأول. - لا مانع من استشارة الأهل والأقارب والأصدقاء ممن لديهم أطفال في نفس عمر طفلك، كما يمكنك أيضا استشارة الأطباء المختصين والمعلمين لمساعدتك في تحضير طفلك لحياة مدرسية ناجحة بإذن الله.
وفي أول يوم في الدراسة : - عليك أن تشعري طفلك بالهدوء والطمأنينة وعدم الاستعجال . - عوّدي طفلك منذ اليوم الأول على تناول وجبة الإفطار في المنزل . - في اليوم الأول يفضل أن يذهب الطفل إلى المدرسة بصحبة أحد الوالدين أو كليهما، لما في ذلك من إشعاره بالأمان والثقة. - لنتفق أن من أصعب المواقف التي يواجهها الطفل في اليوم الأول هو لحظة فراقه عن والديه حين ينصرفا ويتركاه في المدرسة، لذلك فإن عليكِ أن تودعيه وتنصرفي على الفور دون تردد أو اهتمام زائد ولكن مع ضرورة أن تؤكدي له أنك ستعودين في نهاية اليوم الدراسي لتصطحبيه إلى المنزل، وهذا التصرف الحاسم له أثره في جعل الطفل يتأقلم سريعاً مع المناخ الجديد عليه. - عليك أن تذهبي لإحضار طفلك في الموعد والمكان المحدد تماماً، ثم استقبلي طفلك بهدوء، وبعد أن يأخذ قسطا من الراحة، اسمحي له بالتنفيس والحديث، ولكن لا تنهالي عليه بالأسئلة، لا تبالغي في القبلات حتى وإن كانت تواتيك الرغبة الشديدة في ذلك.
- اسأليه عما فعل خلال اليوم الدراسي، وأعطه فرصة للإجابة على أسئلتك بعبارات وليس بكلمة نعم أو لا، ولتكن ردود أفعالك متجاوبة مع حديثه بالتشجيع أو المدح أو المناقشة الفعّالة مهما بدا كلامه ساذجا وبريئا. ...وفى الأيام التالية عوّدي طفلك على تجهيز أدواته وحقيبته في المساء كل ليلة استعداداً لليوم الدراسي التالي. - أيقظيه مبكراً بقدر كاف بحيث لا يضطر للاستعجال في فترة الصباح، ثم تناولي وجبة الإفطار مع طفلك على مهل. - احرصي على تعويد طفلك على الذهاب إلى الحمام قبل التوجه إلى المدرسة. - عودي طفلك أن يخرج من المنزل في الوقت المضبوط تماماً بحيث يدرك طابور الصباح في المدرسة. - عند الانصراف من المدرسة نبّهي على طفلك مشدداً:
- أن يكون دائماً في صحبة الآخرين عند الخروج من المدرسة. - ألا يتحدث إلى الغرباء و لا يتلقى حلوى أو هدايا من أشخاص لا يعرفهم. -ألا يخرج مع أي شخص لا يعرفه حتى لو قال له إن أباك أو أمك أرسلني إليك. وأخيراً عزيزتي الأم.. اعلمي أن حياة طفلك الجديدة في المدرسة هي وقت خاص به، وخطوة هامة في بناء شخصيته، حيث يتعلم العيش والبقاء خارج نطاق الأسرة، ومن ثم لكي ينمو طفلك بشكل سليم، من الضروري أن يكون له عالمه الخاص، وسترين أنه يشاركك قصص المدرسة، وأحداث يومه فيها، فلا تقولي له أنكِ (افتقدتيه)، لأنه قد يشعر بالذنب، قولي له ببساطة أنك فخورة به لأنه استطاع أن يعيش في هذا اليوم علي أفضل نحو ممكن.