لكَ الخلقُ والنعماءُ، والأمرُ كلهُ ** فإيّاكَ نَسْتَهْدي، وإيّاكَ نَعْبُدُ
والان نعرّف الشاعر حسان بن ثابت فمن هو حسان بن ثابت ؟:
حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام ، ويُكنى ( أبا الحسام ) لدفاعه عن
النبي صلى الله عليه وسلم .
من الشعراء المعمرين ، الذين عاصروا الجاهلية والإسلام ، وما يهمنا
هو شعره بعد أن منّ الله عليه بالإسلام ، فقد امتزجت أشعاره بالحضارة
ومظاهرها الفكرية والإجتماعية ، حيث غلبت عليه الرقة واللين واللطف
وسهولة المأخذ ، وقرب الخيال ، وواقعية الصورة ، وإن كانت لم تخلُ
في بعض الأغراض من جزالة اللفظ وفخامة المعنى وجسارة العبارة
كما في الفخر والحماسة والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
ومعارضة المشركين والهجوم عليهم ، وتأثرت أشعاره بالفكر الإسلامي
فسادها الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني ، والإستعانة بالقرآن
وتشبيهاته ، واقتباس الألفاظ منه ومن السنة النبوية .
ويغلب على شعره الدعوة إلى التوحيد ، والتعمق في الحياة والكون
وشعائر الإسلام ، ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام
رضي الله عنهم ، ولم يلتزم مذاهب واتجاهات غيره من الشعراء ، ولم
يعمد إلى التكلف في شعره ، ولكن يرسله كما توحي به القريحة ، وكثيراً
ما اضطرته بعض المواقف إلى الإرتجال .
واتفق العرب على أن أشعر أهل يثرب هو ( حسان ) ، وقال عنه
أبو عبيدة رضي الله عنه : فُضِلَ عن الشعراء بثلاث :
( كان شاعر الأنصار في الجاهلية ، وشاعر النبي صلى الله عليه وسلم
في النبوة ، وشاعر اليمن كلها في الإسلام ) .
ولقد اعتز حسان رضي الله عنه في شعره بقومه وإسلامه ، ووقف
بجانب النبي صلى الله عليه وسلم يحارب بأشعاره ، ويؤرخ للأحداث.