[رحيق مختوم]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته واله واصحابه ومن والاهم وبعد: فلايجوز اعتماد فتوى المفتي الليبي المعزول الا بعد مناقشة ادلتها مع مشايخ ثقات معتمدين رسميين غير معزولين والمصادقة عليها من قبلهم; ولايجوز اعتمادها ايضا الا بعد مناقشتها مع ادلتها واستدلالها من مشايخ الازهر والمصادقة عليها من قبلهم; لماذا مشايخ الازهر بالتحديد؟ لان الوساطة المصرية غالبا ما تتكلل بالنجاح وخاصة مع الاسرائيليين والفلسطينيين؛ ولذلك ننصح الوساطة المصرية بالتحرك عاجلا والان وقبل اي وقت مضى من اجل وضع حد لاراقة الدماء في ليبيا قبل الوقوع في فخ كبير قاتل لامفر منه يستهدف جميع دول الحوض المتوسط والمغرب العربي وهو ابعاد خطر داعش والمرتزقة عن دول كثيرة مشتركة في هذه المؤامرة لانريد تسميتها الان؛ الا انها تسعى جاهدة لتامين بيئة بعيدة عن اراضيها تجمع الدواعش في امكنة تستطيع من خلالها التحكم بهم وضربهم لتختلط دماؤهم مع الدماء المغاربية والليبية والمصرية وذلك خير من ضربهم واختلاط دمائهم مع دماء الدول المذعورة الخائفة من خطرهم؛ ثم بعد ذلك تضعف مقاومة هذه الدول المغاربية والمصرية والليبية نتيجة الصراع والاقتتال الداخلي من جهة والصراع مع المرتزقة والدواعش من جهة اخرى الى ان تصبح هذه الدول لقمة سهلة من اجل فرص الوصاية عليها ونهب خيراتها واقتسام ثرواتها واستثمار موانئها لمدة خمسين عاما كما حصل لميناء طرطوس؛ فتهبط العملات الى ادنى مستوى ويصبح المغاربي والليبي والمصري مستعبدا للقمة العيش الاستعمارية؛ ونحن ايها الاخوة حاولنا ان نقرب الى اذهانكم في مشاركات سابقة ويبدو انكم لم تفهموا علينا ان اسياد المرتزقة والدواعش هدفهم نهب الخيرات والاستثمار بالدرجة الاولى والحصول على اعلى نسبة من الارباح ولن يلقوا اليكم الا الفتات؛ ولذلك هم يعملون جاهدين على الحفاظ على نسل الحيوان مهما كان متوحشا ويخافون عليه من الانقراض لانه يحقق مصالحهم في مجال السياحة؛ وهم ايضا يعملون جاهدين على الحفاظ على نسل الوحش مهما كان انسانا لانه يخدم مصالحهم في نهب خيرات البلاد التي يريدون الاستيلاء عليها؛ ولذلك يقومون بتدعيشه وتجريده من نسبة كبيرة من انسانيته؛ ولذلك اما ان تتحركوا من اجل افشال جميع مخططاتهم؛ واما ان تنجح مخططاتهم وتقبلوا العيش بعد ذلك خانعين ذليلين على ما تجود به هذه الاطياز الصليبية الجربانة من العسل الصليبي لتقوموا بلحسها؛ واياكم ان تصدقوا هذه الدعاية الصليبية الجربانة في عدم استهداف الشعب السوري بقانون قيصر الصليبي وانتم ترون بام اعينكم ما يحدث من تمييز عنصري داخل الاراضي الصليبية؛ ونترك القلم الان لمشايخنا المعارضين قائلين: بعث لنا احد الاخوة على وسائل التواصل مقطعا من فيديو يصور رجلا يقول عن نفسه: انه يقطع اجتماعا ضروريا في مجلس الوزراء من اجل ان يتواصل مع امه ويبرها؛ فتقول له امه منزعجة: لا يا بني لا اريدك ان تتواصل معي في المرات القادمة ولو على حساب دقيقة من هذه الاجتماعات المهمة؛ فما رايكم بهذا الابن البار؟ والجواب على ذلك: ان البار الحقيقي هو ام هذا الرجل؛ واما هذا الرجل فنحن نشكك في بره لماذا؟ لانه يجتمع مع الوزراء من اجل العمل على مصلحة ابناء شعبه من آباء وامهات وابناء واخوة واخوات واعمام وعمات واخوال وخالات الى آخر ماهنالك؛ فحينما يقطع هؤلاء جميعا ويقطع العمل على مصالحهم من اجل ان يتواصل مع امه: فهذا من الذين يقولون في انفسهم: الف ام تبكي ولا امي تبكي بل دعوا هؤلاء جميعا من ابناء شعبي يبكون ولا امي تبكي؛ فهل هذا من البارين بامهاتهم؟ ولذلك نحن نشكك بهذا البر ان لم نكن مخطئين؛ بعد ذلك ايها الاخوة يقول: ما رايكم بانسان بار بوالديه وقاطع لارحامه؟ والجواب على ذلك في الميزان يوم القيامة: فان رجح بره لوالديه على قطيعته لارحامه: والا فهو من الخاسرين الذين توعدهم الله تعالى في قوله/ افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم/ عافانا الله واياكم ايها الاخوة مما سياتي بعد هذا السؤال في سورة البقرة؛ نعم ايها الاخوة: ديننا لايقبل انصاف الحلول الا اذا كان الانسان بين خيارين احلاهما مر فيدفع ضررا اشد بضرر اخف؛ نعم ايها الاخوة: مع الاسف هناك مؤشر قوي على خسارة قاطع الارحام في الميزان يوم القيامة مهما كان بارا بوالديه وهو قوله عليه الصلاة و السلام (ما من ذنب اجدر ان يعجل الله عقوبته من قطيعة الارحام او كما قال عليه الصلاة والسلام؛ وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين