[رحيق مختوم]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته واله واصحابه ومن والاهم وبعد: فان رسول الله عليه الصلاة والسلام توفي ودرعه مرهونة عند يهودي؛ والناس في ايامنا ايها الاخوة يمرون بضائقة اقتصادية مادية شديدة عليهم ونخشى عليهم بسببها من الهلاك؛ وبناء على ذلك ومن باب السياسة الشرعية التي تراعي مصالح الناس الاضطرارية بسبب وجود حاجة ماسة وهي انقاذ حياة الناس من الموت جوعا ومرضا: نفتي الدول الفقيرة المنكوبة بتدني عملتها وغلاء اسعارها: بجواز تطبيع العلاقات مع اسىرائيل؟ من اجل التبادل التجاري؛ وسنرى ان كانت هذه الدول الطاغية تستطيع فرض عقوبات على اسرائيل: فهي تلقي باللائمة على نظام بشار من جهة وتحمله مسؤولية تجويع الشعب السوري: ومن ناحية اخرى تدعي هذه الدول المنافقة انها صديقة الشعب السوري وليست ضده مهما اتخذت من اجراءات ضد رموز فساده كما تدعي؛ وياويل الشعب السوري اذا فكر مرة اخرى في الخروج على ما تسميه شرعية: ولكن الشرعية لها مفهوم مختلف عند الشعب السوري وعند هذه الدول الظلامية ايها الاخوة: وهو الشرعية التي تنادي بها دائما من اجل الحفاظ على مصالحها واطماعها التوسعية ولو بتركيع الشعب السوري ورموز فساده ورموز اصلاحه ايضا: فلا يهمها من الفساد ولاورموزه شيئا مهما نخر في حياة الناس ودمرها ان كان يتفق مع مصالحها: فالحياة الكريمة حياتهم فقط ولم تخلق الا لهم؛ والضرب بعرض الحائط لحياة الناس جميعا ان كانت تهدد حياة الترف والثراء الفاحش عندهم؛ ولذلك فهي تلوح بالعقوبات المزعومة لرموز الفساد؛ وفي نفس الوقت تصغق تصغيقا خفيا حفيا بنفس اليدين التي تلوح بهما لرموز الفساد مشجعة لهم على ان يستمروا ويثابروا في غيهم وفسادهم؛ واما رموز الاصلاح: فهي لاتحتاج الى التلويح من اجل معاقبتهم؛ بل تصب عليهم فورا نار غضبها وحقدها وتتهمهم بالارهاب الى ان يتفقوا مع مصالحها ويلبسوا الحق بالباطل على الناس جميعا ويقولوا كلمة حق في غير موضعها الذي اراده الله بل ارادوا بها باطلا؛ فيلوحون لهم بالعقوبات مهددين لهم بقولهم ان عدتم عدنا؛ وفي نفس الوقت يشجعونهم على ان يستمروا ويثابروا في اصلاحهم المزعوم الذي يلمع كما يلمع الذهب وليس كل ما يلمع ذهبا؛ ثم يقولون لهم بوقاحة صليبية لامثيل لها اعطوا ما لقيصر لقيصر واعطوا لله ما له؛ نعم ايها الاخوة: وفي امثال هؤلاء يقول الله تعالى: وجعلوا لله مما ذرا من الحرث والانعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل الى الله وما كان لله فهو يصل الى شركائهم ساء ما يحكمون/ نعم ايها الاخوة: ونحن نرى ان رموز الاصلاح المزعوم هؤلاء هم خير الناس قدرة على تحقيق مصالحهم واطماعهم التوسعية؛ ونترك القلم الان لمشايخنا المعارضين قائلين: هل اكل لحوم الكلاب حلال؟ هل اكل لحوم الضباع حلال؟ سؤال ساله احد الاخوة؟ والجواب على ذلك: من قال ان الكلب طاهر بكل اجزائه وهم المالكية فعنده ان لحوم الكلاب اكلها حلال؛ ومن قال ان الكلب نجس بكل اجزائه وهم الشافعية والحنابلة ومن قال ان الكلب ليس نجسا بكل اجزائه وهم الحنفية فعند هؤلاء جميعا ان لحوم الكلاب اكلها حرام؛ نعم ايها الاخوة: ومن قال ان الخنزير نجس بكل اجزائه وهم الشافعية والحنابلة والحنفية ومن قال ان الخنزير طاهر بكل اجزائه وهم المالكية فعند هؤلاء جميعا ان لحوم الخنازير اكلها حرام الا للمضطر بدليل قوله تعالى: فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم/ قالوا :وياكل مقدار حاجته فقط؛ ولا يزيد على ذلك الا بمقدار الضرورة؛ والضرورة تقدر بقدرها عند انعدام مقومات العيش فقط؛ نعم اخي: واما الضباع فاكل لحومها حلال عند الشافعية فقط؛ وحرام عند المذاهب الثلاثة؛ فالذين يحرمون لهم ادلتهم؛ والذين يبيحون لهم ادلتهم ايضا من الكتاب والسنة؛ ونحن بدورنا لانفتي بفتوى الشافعية في لحوم الضباع ولا بفتوى المالكية في لحوم الكلاب الا في حالتين اثنتين: الحالة الاولى: وهي وجود الخوف والهلع والرعب في بيئة ما على حياة الناس من الجوع ولايجدون الا لحوم الضباع والكلاب والخنازير؛ فعليهم ان يقتصروا على لحوم الضباع فقط؛ فان لم يجدوا الا الكلاب والخنازير؛ فعليهم ان يقتصروا على لحوم الكلاب فقط؛ الا اذا كانت الحاجة ماسة شديدة الى وجود كلاب للصيد والحراسة؛ فعليهم في هذه الحالة ان يقتصروا على لحوم الخنازير غير مسرفين وعاملين بقوله تعالى في كل حالات الرخاء والشدة/ كلوا واشربوا ولاتسرفوا انه لايحب المسرفين/ نعم ايها الاخوة: واما الحالة الثانية: فهي وجود الهلع والرعب والخوف على حياة الناس من افتراس الضباع المتوحشة والكلاب المسعورة لها ولاطفالها وضعفائها; فهنا يجب علينا ان نعترف بفضل الفقهاء الشافعية والمالكية بسبب اباحة لحوم الضباع والكلاب للاكل; فقد انقذوا حياة الناس بسبب هذا التراث الفقهي الحكيم الذي يعود الناس على التغلب على الخوف من آكلي اللحوم البشرية ويشجعهم على اصطيادها بل وعلى اكل لحومها عند توفر الشروط الصحية المطلوبة ويقول للناس: لماذا تجعلون سبيلا الى الضباع والكلاب ليكونوا اكلة للحوم البشرية؟ لماذا تجعلون من انفسكم لقمة سهلة لهم؟ لماذا لا تكونون انتم من اكلة اللحوم الحيوانية المتوحشة؟ لماذا لا تجعلون من هذه اللحوم المتوحشة التي لا ترحمكم ولا ترحم اطفالكم غذاء لكم في النهار قبل ان تكونوا انتم واطفالكم غذاء لهم في الليل؟ لماذا لا تتدربون ولو قليلا على افتراس ضبع متوحش وصيده بل وعلى اكل لحمه ايضا قبل ان تسوقكم الاقدار الى غابة فيها دب متوحش يريد ان يفترسكم وانتم جامدون في اماكنكم لانكم الى الان لم تدربوا انفسكم بتربية اسلامية فقيهة حكيمة على مذاهب اهل السنة والجماعة من اجل التغلب على عقدة الخوف من هذا الدب المتوحش الذي ستكونون لقمة سهلة في احشائه ان لم تفعلوا؟ هل ما زلتم الى الان تحت تاثير التربية الشيعية الباطنية والامامية التي مازالت الى الان تخاف من لحم الانثى مهما كانت صغيرة كالارنب مثلا لانها تحيض او لانها ملعونة بزعمهم؟ نعم ايها الاخوة: الصحابة والازواج لم يسلموا من لعنهم: فكيف سيسلم الحيوان من لعنهم؟ فكيف سيقاوم هؤلاء دبا متوحشا ان كان الخوف ما زال يتملكهم من انثى لانها تحيض؟ نعم هؤلاء الذين يسمون انفسهم جنود الاسد يخافون من لحوم الانثى ويحرمونها على انفسهم بل ويخافون من عابديها في الهند ولايخافون من الله وعباده؛ نعم ايها الاخوة: هل ما زلتم الى الان تحت تاثير التربية الصليبية التي ترحم الحيوان مهما كان متوحشا وتخاف عليه من الانقراض؟ ولاترحم الانسان مهما كان مسالما وديعا ولاتخاف عليه من الانقراض بل تبيده باقوى الاسلحة الفتاكة؟ بل ولاترحم الا المجرمين وتخاف عليهم؟ بل وعلى حضاراتهم الطاغوتية الفرعونية من الانقراض وتساهم بالغالي والرخيص من اجل شراء مواد لتحنيطهم والمحافظة على موميائهم وآثارهم؟ فهل يتجرا احد منكم ايها الاخوة بعد ذلك على قتل دب متوحش يريد افتراسه؟ بل هل يتجرا على الهرب منه ناجيا بنفسه؟ انها التربية الصليبية التي تتاجر بدماء الناس وارواحهم من اجل جلب الاموال السياحية الهائلة التي تحبس الوحوش في حدائق الاقفاص الحيوانية وتحبس ضحاياها جثثا هامدة تحت التراب مصداقا لقوله تعالى/ واذا الوحوش حشرت/ نعم وحوش بشرية حشرها الله في ارض فلسطين وما حولها وجاء بها لفيفا؛ ووحوش حيوانية محشورة في حدائق صليبية؟ والذي يحذر من شرها ويحذر الناس منها يقال له ارهابي؟ وهؤلاء الذين يتهمون الناس بالارهاب يريدون ان يعيش الناس جميعا تحت رحمة الطواغيت من السكارى والمحبحبين والمحششين الذين يقومون بتعذيب الناس في السجون بلا رحمة؟ وقد آن الاوان لوضع حد لظلم هؤلاء؛ ولا سبيل الى ذلك الا ان يشعروا بتعديد حقيقي لهم ولذويهم ولعائلاتهم واولادهم وان يوضعوا في دائرة الخطر والاستهداف عند قدومهم الى السجن وعند خروجهم منه ايضا والا يناموا مرتاحين ولا آمنين ابدا؛ ولكننا بحاجة اولا الى معرفة اسمائهم والى تقييم ممارساتهم التعسفية بحق المساجين؛ وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين