لابد من وجود كفيل لهذه المظاهرات على عاتقه ومسؤوليته امام الحكومة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فلابد من الاستعانة بخبرة السلطات الامنية السعودية من اجل تنظيم المظاهرات السلمية العراقية واللبنانية وماذا كانت تفعل في منى وعند طواف الافاضة من اجل عدم تدافع الحجيج وعدم قتل بعضهم بعضا بهذا التدافع عند رمي الجمرات وابعاد العناصر المندسة قبل ان تقوم بتوسيع الطرقات والتسهيل على الحجيج: ومن الناحية الاخرى فلابد لمسؤولين عراقيين ولبنانيين رفيعي المستوى من تبني هذه المظاهرات السلمية وحمايتها بكل مايستطيعون من وسائل وملاحقة التجاوزات التي تحصل من عناصر مكافحة الشغب وتعقبها قبل ملاحقة المندسين وتعقبهم: ونحن نعجب اشد العجب من مقتدى الصدر ومن على شاكلته من رجال الدين الشيعة حينما كان متحمسا بقوة كبيرة وهو يدعو الى مكافحة الفساد: واما اليوم فلانسمع له الا صوتا خافتا من تحت الطاولة ومن وراء الكواليس: فهل سيترك بلاده نهبا للتدخلات الخارجية التي تنادي بشعارات براقة لامعة من حقوق الانسان وحقه في التعبير عن رايه بالمظاهرات السلمية: ولكن مع الاسف ليس كل مايلمع ذهبا من هذه الشعارات؟ لانها لاتخدم الا مصالحها: ولاتريد ان تصل الى مبتغاها الا بالفوضى والهرج والمرج دون ان نرى من مجلس الامن اعلانه لحجب الثقة عن حكومة فاشلة: بل يفرض الحصارات الظالمة على الحكومة وعلى الشعب معا: وربما تكون الحكومة مغلوبة على امرها ومظلومة اكثر من الشعب الذي يطالب بمكافحة الفساد فيها: ووالله الذي لا اله الا هو: لَعُبَّادُ الاصنامِ الذين كانوا يعبدون الحجارة في ايامهم ولايقرؤون كتابا سماويا: لَهُمْ خيرٌ من الذين يقرؤون التوراة والانجيل في ايامنا: حينما مزقوا صحيفة الحصار الظالم الذي كانوا يفرضونه على بني هاشم وفيهم رسول الله عليه الصلاة والسلام: وكانوا ياتون بالمساعدات الغذائية لبني هاشم ولو خلسة ولو سرا ولو بعيدا عن اعين الرقابة الجاهلية: بعد ذلك ايها الاخوة سؤال من احد الاخوة يقول فيه: هل ربنا سبحانه وتعالى موجود في جميع الاتجاهات؟ وما معنى قوله تعالى{وَهُوَ مَعَكُمْ اَيْنَمَا كُنْتُمْ(والجواب على ذلك: اَنَّ الله تعالى موجود بعلمه في جميع الاتجاهات العلوية والسفلية والجهات الاربع الشرق والغرب والشمال والجنوب: وَاَمَّا ذاتُهُ الْعَلِيَّةُ غَيْرُ الْمَحْدُودَةِ فلا توجد الا في الْفَوْقِيَّةِ الْعَالِيَةِ: وهي فوقية اخي عالية غير محدودة بدليل قوله تعالى{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ(فلايليق بذاته العلية اخي ولاجلاله ولاقدره: اَنْ يكون موجودا بذاته تحت قدميك: نعم اخي: وَاِنْ اَشْكَلَ عليكَ ماورد في الحديث القدسي في قوله تعالى [حَتَّى اَكُونَ رِجْلَيْهِ الَّتِي يَمْشِي بِهِمَا(فليس مراده هنا جل وعلا اَنْ يَنْزِلَ الى مستوى رجليكَ بذاته العلية و يتصاغرَ الى اَنْ يَحُلَّ بهما: بل مراده: حتى اَكُونَ مَعْبُوداً مِنْ رِجْلَيْهِ التي لايمشي بهما اِلَّا الى طاعتي: ومن عينيه التي لايبصر بهما ماحرمت عليه من النظر الحرام: بل يَقْرَاُ بهما ماينفعه من القرآن ومن دروس العلم: ومن سمعه الذي لايسمع ما يلهيه عن ذكري: ومن يديه التي يقدم بهما من الاعمال الصالحة مايقربه الي ويمتنع عن البطش بهما فيما لايرضيني: وملخص هذا الحديث في كلمتين: أي حتى اَكُونَ مُرَادَهُ في جميع اَعْضَاءِ جَسَدِهِ بما يرضيني: فَاِنْ تَمَلَّكَنِي قَلْبُهُ وَتَمَكَّنَ مِنِّي أَيْ مِنْ مَرْضَاتِي بِطَاعَتِهِ لِي تَمَلَّكْتُهُ وَتَمَلَّكْتُ بِقَلْبِهِ سَائِرَ جَسَدِهِ: نعم اخي: وقد اَضَافَ نَفْسَهُ سبحانه الى جَسَدِكَ اِضَافَةَ تَشْرِيفٍ لَا اِضَافَةَ حُلُولٍ وَلَا اتِّحَادٍ كما يزعم بعض الجهلة من المتصوفة: كما يقول صالح عليه السلام مثلا: نَاقَةَ اللهِ: وقد اضاف الله الى جلاله الناقة اضافة تشريف لها: فلو انه سبحانه اضاف نفسه بذاته العلية اضافة حلول واتحاد مع الناقة وبالناقة كما يزعم المتصوفة: فلايمكن بل من المستحيل قتلها: ولو انه فعل ذلك ايضا مع المسيح عليه السلام وَحَلَّ فيهِ فَمِنَ المستحيل قتلُه او صلبُهُ كما يزعم اليهود والنصارى: فليس من اللائق بجلاله سبحانه ان يخرج من المسيح المقتول ثم يعود اليه وهو في القبر في مكان سفلي تعلو عليه ارجل الناس واقدامهم: ولذلك فهو سبحانه دائما في العلو: ولانقول في جهة الْعُلُوِّ: وَاِنْ قلناها تجاوزا فهو في جهة علو غير محدودة: ولكننا لانقولها الا على سبيل التقريب الى الاذهان: وَاِنْ زَعَمَ النصارى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَخْرُجْ من المسيح اَصْلاً بل رافقه الى القبر: فلا يستطيعون الجواب على هذا السؤال ابدا وهو التالي: كيف يليق بجلاله جل وعلا سبحانه ان يتواجد بذاته العلية في مكان تعلوه ارجل الناس واقدامهم: فَاِنْ قالوا اِنَّ في الانجيل مايشير صراحة الى اَنَّهُ الْآَبُ مُتَّحِدٌ مع الابن ومع الروح القدس قلنا لهم: كان الاولى بنا نحن المسلمين اَنْ نقع في هذا المطب الشركي الخطير من خلال قراءتنا لمعنى سطحي غير مراد في الحديث القدسي الذي اَوْرَدْنَاهُ مِنْ قَوْلِهِ تعالى[حَتَّى اَكُونَ يَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَسَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَقَدَمَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا(ولكننا مع ذلك لم نقع في هذا الْمَطَبِّ وَنَجَّانَا اللهُ مِنْ كيد المتصوفة والشيعة الامامية والباطنية: فلماذا انتم وقعتم فيه؟؟؟ وصلى الله على نبينا محمد رسول الله وعلى جميع الانبياء والمرسلين: وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين