طرح موقع "كورا" الأميركي، المتخصص بالأسئلة والبحث عن الإجابات، السؤال الآتي: ما هي صفات المدير التنفيذي لإدارة الشركات والمؤسسات الكبرى؟ تعددت الإجابات المتعلقة بالصفات الأساسية، التي يجب أن يتحلى بها المدير التنفيذي، إلا أنها أجمعت على ضرورة أن يكون المدير التنفيذي موهوباً، مفكراً وقادراً على القيادة.
اعتبر دون بوخاري، وهو مدير إحدى الشركات في الولايات المتحدة، أن الصفات الثلاث الرئيسية التي يجب على المدير التنفيذي أن يتحلى بها، تتعلق بما يلي: الحساسية والعاطفة، الفعالية، والتعليم.
وبحسب بوخاري، فإن هذه الصفات الثلاث تجعل من المدير التنفيذي إنساناً ناجحاً في قيادة مسيرته العملية، فالشعور بالعطف، والإحساس بالآخرين يعتبران الركيزة الأولى لتقريب المدير من فريق عمله، كما يتطلب أن يكون المدير التنفيذي فعالاً قادراً على إدارة الأمور والأزمات بفاعلية وسرعة. أما بالنسبة إلى الميزة الثالثة، فهي القدرات العلمية والمؤهلات التي تعطيه دافعاً لقيادة الشركة بنجاح.
من جهته، قال برنارد سميث، وهو أحد الباحثين في الولايات المتحدة الأميركية، إن المدير التنفيذي، وهو أعلى سلطة في الإدارة، يتمتع بالعديد من الصفات، إلا أن أهم تلك الصفات تتعلق بما يلي:
- قدرته على نشر حالة من التفاؤل والطمأنينة بالرغم من وجود المخاطر والشعور بالخوف.
- الظهور بالاسترخاء برغم التوتر.
- التعامل بدقة وموضوعية مع المخاطر المحيطة.
واعتبر سميث أن هذه المؤهلات تجعل المدير التنفيذي قادراً على إدارة شركته بشكل فعال، والتحليق بها من مكان إلى آخر في ظل المنافسة الحادة التي يمكن أن تتعرض لها شركته في السوق.
إلى ذلك، اعتبرت فاينيت تانيجا، وهي مخططة استراتيجية، أن المدير التنفيذي هو ذلك الشخص القادر على الإجابة على هذه التساؤلات في أي وقت وأي زمن، وتتمحور التساؤلات فيما يلي:
على ماذا ترتكز الشركة؟ وإلى أين نسير بها في المدى المتوسط والبعيد؟
كيف يمكن للشركة أن تستجيب للمنافسة الحادة في الأسواق؟
وبحسب تانيجا، فإن هذه الأسئلة تحدد المعايير المطلوبة لتولي قيادة منصب المدير التنفيذي، وبمجرد الإجابة عن هذه الأسئلة، فإن المدير التنفيذي قادر على مواجهة الصعاب في أي وقت من الأوقات.
أما أندرس ليسدورف، مدير تنفيذي لإحدى الشركات "Sensorsix"، فقد أشار إلى أن "التخطيط" هو الصفة الأولى والأهم التي يجب أن يتحلى بها المدير التنفيذي، معتبراً أن القدرة على التخطيط للمستقبل، والمضي في تنفيذ المخططات هما الأساس الأول لنجاح عمل المدير التنفيذي.
إلى ذلك، أوضح نيال مكوين، مدير عمليات رقمية، أن الصفات الأهم في المدير التنفيذي تتجلى من خلال:
1- الاستراتيجية التي يضعها في عمله.
2- القيادة، وهي تنبع من خلال فن التعامل، والثقافة لإدارة المشاريع.
3- القدرات التعليمية، والقدرة على التطور.
4- الابتكار والإبداع.
وأشار تقرير بعنوان "المدراء الجدد يحتاجون إلى فلسفة يقودون بموجبها"، نشر في موقع هارفرد بزنس ريفيو، إلى أن الفلسفة الخاصة التي يتمتع بها المدير تحدد نجاحه في تولي الوظيفة التي يترأسها. وبحسب التقرير، فإن الفلسفة تعني تبنّي طريقة منسجمة في التفكير. فقلّة من الناس يخصّصون الوقت المطلوب ليكوّنوا فلسفتهم الشخصية. ومعظم المدراء يعملون بطريقة مبنيّة على ردّ الفعل، حيث أنّهم يتجاوبون مع القضايا بناءً على أحاسيسهم الشخصية، وتجاربهم في الماضي، ولذا فإن بناء فلسفة خاصة في العمل، تجعل من المدير التنفيذي إنساناً ناجحاً.
كما أشار التقرير إلى نقطة هامة أخرى، تتعلق بـ "قيادة الخادم"، وهي العبارة التي أطلقها روبرت غرين ليف قبل 35 عاماً، وتعني أن الخادم يمتلك المقدرة الكامنة على منح الكثير، فعندما يتبنّى المدير عقلية الخادم، ويستبعد مصلحته الذاتية، يمكنه فعل الكثير لكي يجعل الآخرين يثقون به، كما أن ذهنية قيادة الخادم تكون في أقوى حالاتها عندما تُطبق في سياق إدارة الموظفين، والتفكير بأن الموظفين يعملون لصالح المؤسسة ولصالح أنفسهم، ودور المدير كخادم في تيسير العلاقة بين كل موظف والمؤسسة، وهنا ينجح المدير التنفيذي في المهام الملقاة على عاتقه -