في خطوة غير مسبوقة اعتبرها مراقبون صفعة للاحتلال "الإسرائيلي"، تبنى المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) قرار تثبيت تسمية المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف كمترادفين لمعنى واحد، كما يدعو القرار "إسرائيل" كقوة قائمة بالاحتلال إلى عدم إعاقة مشاريع الإعمار في المسجد. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أعدت مسودة القرار، الذي تقدم به مندوب الأردن الدائم لدى "اليونيسكو" مكرم القيسي، بالتنسيق مع الجانب الفلسطيني، وحشدت الدعم والتأييد اللازم له. وأشارت إلى أن القرار، الذي تبناه تنفيذي المنظمة خلال اجتماعاته الأخيرة في باريس يتضمن مكاسب كبيرة للفلسطينيين والمسلمين فيما يتعلق بملف القدس في "اليونيسكو".
ويعتبر القرار صفعة لـ "إسرائيل" لأنّه يوسّع نطاق المسجد الأقصى من حدود المسجد (تبلغ 300 متر مربّع) إلى كامل حدود الحرم الذي يضم مسجد قبة الصخرة وبواباته (بحدود 144 ألف متر مربّع).
ويأسف القرار لعدم وقف "إسرائيل" كقوة قائمة بالاحتلال الحفريات المستمرة في القدس الشرقية، ويدعوها لوقف تلك الحفريات وحظرها، وفقًا لالتزاماتها بموجب أحكام وقرارات واتفاقيات اليونيسكو ذات الصلة. كما يدعو إلى وقف الانتهاكات "الإسرائيلية" المستمرة والمتعلقة بالإغلاقات، والحد من دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، والمحاولات لتغير الوضع القائم ما قبل العام 1967.
وحققت فلسطين من خلال القرار العديد من المكاسب، والتي يرد بعضها لأول مرة في قرارات «اليونيسكو»، ومنها توثيق اسم المسجد الأقصى المبارك - الحرم القدسي الشريف كمترادفين لمعنى واحد، حيث حاولت السلطات "الإسرائيلية" سابقًا التمييز بين هذين المصطلحين، واعتبار أن المكان المقدس للمسلمين هو فقط المسجد القبلي «الجامع الأقصى»، والإشارة إلى تلة باب المغاربة على أنها جزء من المسجد الأقصى المبارك - الحرم القدسي الشريف، حيث كانت تذكر في القرارات السابقة كجزء من البلدة القديمة فقط بما يتوافق مع الموقف "الإسرائيلي".
هذا فضلًا عن مطالبة "إسرائيل" بوقف إعاقة مشاريع الإعمار الهاشمي والسماح بتنفيذها فورًا، والمطالبة بإعادة فتح باب الرحمة أحد أبواب المسجد، الذي أغلقته السلطات "الإسرائيلية" منذ عام 2003 وإجراء الصيانة العاجلة واللازمة له.