قال الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام للاحتلال "الإسرائيلي" "الشاباك": إنه يتوجب التعامل مع محمد ضيف، قائد الجناح العسكري لحركة "حماس"، على أنه رئيس أركان أو قائد قوات.
وقال يعقوب بيري، الذي كان حتى عدة أشهر عضوًا في المجلس الوزاري المصغر "الكابينت"، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" "الإسرائيلية" اليوم الخميس: "في نهاية الأمر فإننا نتحدث عن رئيس الجهاز العسكري في حماس، وعلى الرغم من وجود الآلاف الاختلافات فإنه يتعين علينا التعامل معه باعتباره رئيس أركان، كقائد قوات".
وكان الاحتلال قد أقر للمرة الأولى أمس بإخفاقه في اغتيال ضيف في 20 أغسطس خلال الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على غزة.
وكانت زوجة ضيف وابنته قتلتا في هجوم على منزل في قطاع غزة استهدفه وهو ما أشار إليه بيري الذي كان عضوًا في "الكابينت" لدى تنفيذ محاولة الاغتيال.
وقال بيري: "إنه (ضيف) لا يبقى في مخبأ واحد، إنه يتحرك كثيرًا، ويحافظ على مستويات عالية من السرية".
وأضاف مبررًا الفشل في اغتيال ضيف: "الاستخبارات ليست رياضيات، تقريبًا جميع عمليات القتل المستهدف نفذت استنادًا إلى معلومات محددة، وقد نجحنا في جزء من الحالات وفي بعض الحالات الأخرى لم ننجح".
وضيف المولود في غزة في العام 1965 هو المطلوب الفلسطيني الأول للاحتلال منذ سنوات التسعينيات وقد تعرض لعدة محاولات اغتيال أدت إحداها في يوليو 2006 إلى إصابته بجروح خطيرة بعد استهداف منزل كان يوجد فيه.
ودعا بيري إلى "عدم إساءة تقدير ضيف"، وقال: "لقد اكتسب الرجل الكثير من الخبرة العملياتية، وأصيب بشكل خطير في إحدى محاولات الاغتيال ولديه حلقة من النشطاء من حوله يوفرون الحماية له".
وأضاف الرئيس الأسبق لـ"الشاباك": "ما من شك أنه ناشط معقد، ويمكن قول أمر آخر عنه: إنه رجل محظوظ جدًّا".
من جهته، فقد قال الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات "الموساد" داني ياتوم: إن ضيف وأمثاله "يبذلون كل جهد لعدم جعل حياتنا سهلة، إنهم يختبئون، يتجنبون استخدام الهواتف النقالة، لا يتحدثون إلى محطات الإذاعة، وهذا ما يجعل من الصعب جدًّا الوصول إليهم".
ورجح ياتوم أن ضيف لم يكن في المنزل عند محاولة الاحتلال اغتياله في شهر أغسطس الماضي، وقال: "لو كان هناك عند تنفيذ الضربة لكان قد مات، وأعتقد أن هذا يعني أنه لم تنقذه معجزة، إنه بحاجة إلى الحظ للبقاء على قيد الحياة ونحن بحاجة إلى الحظ للنجاح في قتله".
ولفت ياتوم إلى أن "ضيف أصبح أكثر حذرًا، وقد تعلم من تجارب الاغتيال السابقة".