الريسوني: قضية الصحراء المغربية مفتعلة وتدخل ضمن مخطط لإضعاف الأمة
قال الفقيه المقاصدي، الدكتور أحمد الريسوني - نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين-، إن قضية الصحراء المغربية قضية مفتعلة تسعى لفصل هذا الجزء عن الوطن وإقامة دولة منفصلة، مؤكدا أن هذه الفكرة لم تكن قائمة أبدا عند الصحراويين، وإنما "نبتت في الجزائر وتتلقى جميع أشكال الدعم منها".
وأضاف الريسوني، خلال ندوة تقديم كتاب "مغربية الصحراء: مقتضيات شرعية وحقائق تاريخية"، التي نظمتها حركة التوحيد والإصلاح، مساء أمس الجمعة 20 فبراير الجاري، ضمن فعاليات الدورة الحادية والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، (أضاف) أن قضية الصحراء تدخل ضمن مخطط استعماري عدائي يهدف لـ"إضعاف الأمة وتقسيم المقسم وتجزيء المجزأ وجعل الدولة الواحدة دولتين أو ثلاث".
ولفت عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، إلى أنه إذا تأملنا اسم الدولة الوهمية والمزعومة "الجمهورية العربية الصحراوية"، "نجده يدل على لاشيء"، مبرزا أن "العرب كلهم صحراويون بدؤوا في الصحراء وخرجوا من الصحراء فكل عربي هو صحراوي".
وزاد الريسوني موضحا أن الشعوب لها أسماء ترتبط بحضارتها وبأعراقها وبتاريخها، مؤكدا أن "ليس هناك شعب صحراوي، هناك عدة شعوب تقطن الصحاري،الانتساب إلى الصحراء يدل على عدم وجود انتساب حقيقي".
كما أوضح الفقيه المقاصدي، أن التاريخ لم يعرف أن "هناك كيانا ما قد أخذ استقلاله في وقت من الأوقات ولا أنه تميز بشيء"، مبينا أن "الأعراق التي في المغرب هي نفسها التي في الصحراء والديانة التي في المغرب هي نفسها التي في صحرائه والعادات والتاريخ كل شيء مشترك إلى أن جئنا إلى سنة 1975 بدأت تظهر هذه الفكرة".
وزاد الريسوني قائلا "لم يسبق لإخواننا في الصحراء أن قالوا نحن شعب خاص متميز لا بلغة ولا بعرق ولا بدين ولا كيان ولا هوية عبر التاريخ كله، فليقل لنا من يريد قامت الدولة الفلانية في التاريخ الفلاني في القرن الفلاني وكان يرأسها فلان هذا كله لا وجود له، فهناك اندماج تام طبيعي وعفوي على مدى قرون".
هذا واعتبر الريسوني، أن استعادة المغرب للأقاليم الجنوبية بالطرق المعروفة بالمسيرة الخضراء وغيرها من الوسائل "إنجازا ينبغي أن نتمسك به وندافع عنه لأننا ندافع عن وحدتنا التاريخية ووحدتنا الإسلامية وعن قوتنا وعن مصالحنا لأن مصالحنا الحقيقية"، مضيفا "نحن نلوم المغرب لا على أنه أنجز هذا الإنجاز، نلومه ونلوم أنفسنا لأنه كان هناك تأخر وتقصير، كان ينبغي ألا يسلم باستقلال المغرب إلا بجميع مكوناته بما فيها الصحراء وبما فيها سبتة ومليلية، ولو انتظرنا سنة أو ثلاث سنوات من المقاومة السياسية والمقاومة المسلحة لكان الاحتلال الفرنسي والاسباني قد سلموا للمغرب كل مكوناته".
واعتبر نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن التاريخ كله يؤكد أن هذه الفكرة "مفتعلة ومختلقة"، وضد طبيعة الثقافة الإسلامية والهوية الإسلامية التي توحد جميع المنتمين إليها"، محذرا من مخططات التقسيم والتجزئة التي اعتبرها سياسية عدائية استعمارية يعتمدها الأعداء عبر التاريخ "منذ قرون هم أصحاب تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ وجعل الدولة الواحدة دولتين أو ثلاث، وجعل الشعب الواحد شعوبا متقاتلة متناحرة، ونحن نرى منذ اتفاقية "سايكس بيكو" وعمليات التقسيم والمقص داخل في الخريطة الإسلامية برمتها من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والهند وشبه القارة الهندية".
واشار الريسوني إلى أن قضية الصحراء المغربية تمثل "قضية مجتمع وقضية أمة لا قضية دولة وحكومة"، مبرزا أن هذه القضية "أكبر حتى من المغرب يجب أن يعتبر بها ويفهمها إخواننا الجزائريون والتونسيون والموريتانيون وجميع المسلمين، أن هذه عملية تقسيم وتفتيت وإنهاك وقضاء على كل عنصر قوة للأمة الإسلامية ولشعوب هذه المنطقة".
وتجدر الإشارة، إلى أن الندوة عرفت مشاركة الأستاذين محمد يتيم والمقرئ الإدريسي أبو زيد الذين ساهما في الكتاب، وحضور رئيس حركة التوحيد والإصلاح الأستاذ عبد الرحيم شيخي، ونائبه مولاي عمر بن حماد، وعضو المكتب التنفيذي أوس رمال، بالإضافة إلى عدد من رواد المعرض الذين ملئوا جنبات قاعة حيفا التي استضافت الندوة.