استطاع موقع التواصل الاجتماعي الجديد "تسو" الصعود بشكل ملحوظ إلى الصفوف الأولى للمواقع الأكثر زيارة في العالم العربي، في أقل من ثلاثة أشهر على ظهوره، بفكرته الجديدة في مقاسمة الأرباح، والدفع للمستخدمين مقابل نشاطهم في الموقع.
وأغرت فكرة الموقع الجديد الملايين من العرب، لتظهر بشكل واضح في كثرة الحملات التي ولدت داخل رحم فيسبوك تدعو لهجرة جماعية.
وموقع "تسو" الذي استطاع أخيرًا الوصول إلى أكثر من مليوني مشترك في وقت وجيز، هو شبكة اجتماعية جديدة، تم الإعلان عنها في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، برأس مال وصل إلى سبعة ملايين دولار أميركي، يتخذ من مشاركة العائدات المالية الواردة من الإعلانات طريقة للانتشار بين المستخدمين، عبر قيامه بالدفع مقابل إنشاء المحتوى الموجود على الموقع كالمشاركات والمنشورات وغيرها.
يحدث ذلك بعد خصم 10% والتي تعود إلى موقع "تسو"، ليربح المستخدِم صاحب المحتوى المنشور نصف الـ90% المتبقية، بينما يتم تقسيم النصف الباقي على المستخدمين الذين لديهم علاقة بدخول صاحب المحتوى إلى الموقع، وهكذا يمر الربح أساسًا عبر وجود شبكة كبيرة من الأصدقاء والمتابعين للمستخدم، وعبر المحتوى الذي ينشر.
وفي فترة وجيزة، أصبح الموقع الجديد حديث كل رواد الشبكات الاجتماعية، كل واحد يحاول الترويج لحسابه، والبحث له عن أصدقاء جدد يستطيع عبرهم جني الأرباح، مقابل شيء لطالما عملوه بالمجان على مواقع أخرى.
وانتشر الموقع الأخضر "تسو" داخل الدول العربية، خاصة المغرب ومصر، فهما يحتلان مراتب متقدمة كأكثر الدول زيارة للموقع على الإطلاق، وجاء المغرب في المرتبة الثانية عالميًّا من حيث مستعملي الموقع الاجتماعي الجديد بنسبة 14.6%، ليحتل الموقع المركز 38 كأكثر المواقع زيارة في المغرب، حسب "أليكسا" (الموقع المتخصص في متابعة ترتيب المواقع الإلكترونية عالميًّا).
وتربعت الولايات المتحدة الأميركية على رأس الدول بنسبة زوار وصلت إلى 19%، واليابان الثالثة بـ 10.8%، بينما المرتبة الرابعة والخامسة احتلتها كل من الهند ومصر بنسبة 8.6 و3.8 % على التوالي.
وقال عبد الهادي اطويل - مصمم ومطور المواقع الإلكترونية -: إن الشبكة الاجتماعية الجديدة مجرد فقاعة صابون ستزول قريبًا، معتبرًا أن الموقع لم يأت بأي إبداع أو جديد في تصميمه، بخلاف استنساخه خاصيات الشبكات الاجتماعية الأخرى وتقديمها للمستخدمين في أقل جودة.
واعتبر اطويل أن هدف هذه الشبكة (تسو) يبدو مغريًا وتبدو الفكرة جيدة، لكن في المقابل فإن ذلك قد يخلق فيها عادات جديدة وتحايل الأعضاء للحصول على المال، ولست أدري كيف ستبدو شبكة يجري غالبية أعضائها خلف المال، ولك أن تبحث عن شروحات لها وفيديوهات على يوتيوب لترى أن الكل يتسابق ليشارك رابط حسابه حتى يتم تسجيل آخرين من خلاله فيكون ذلك مكسبًا أكبر له. بحسب قوله.
من جانبه، نشر مروان لمحرزي علوي -مهندس معلومات- في حسابه على فيسبوك أسباب عدم نجاح الشبكة الاجتماعية الجديدة من وجهة نظره، معتبرًا أن الموقع من الصعب جدًّا أن يستمر فقط بـ10%من الأرباح، وحتى إن تجاوز ذلك فمن المستحيل أن يستطيع تطوير الموقع، خاصة من الجانب الأمني.