[نعمة حكيم]

عزيزي الشاب.. ما زالنا نهديك من بساتين النصائح أزهارًا يانعة، تعينك على رحلة الحياة خاصة في تلك المرحلة الفارقة والمحورية في حياة البشر ألا وهي مرحلة الشباب.. فخذها بقوة علها تكون منطلقًا نحو حياة أفضل وأروع وشباب أحلى وأجمل..
الزهرة الأولى: الحقيقة..
عزيزي الشاب، هل تمر بمشكلات عديدة في حياتك، بالطبع ستكون إجابة الكثيرين، نعم أنا أمر بالعديد من المكشلات..
جيد، هذا أمر طبيعي، لكن هل تعلم أن مصدر الكثير من هذه المشكلات هو عدم قولك الحقيقة؟!
إنك إذا تأملت في حياتك، مواقفك، تعاملاتك، مجاملاتك، ستجد أننا في كثير من الأحيان نتفوه بغير الحقيقة.. وفي بعض الأحيان يكون تفوهنا بغير الحقيقة لأجل الحفاظ على مشاعر الآخرين.. لكن للأسف يتسلل الكذب من أفواهنا في المجاملات والمشاعر وغيرها حتى يصبح عادة لدينا.
ولو الإنسان تأمل وتبصر؛ لعلم أنه إذا أخبر الناس ببساطة بحقيقة ما تعنيه؛ لأصبح الوضع أفضل، وتجنب الكثير والكثير من المواقف السخيفة، نعم إذا تفوهت بالحقيقة سيعرف الآخرون بصدق مكانهم منك، ويصبحون أكثر صراحة وصدقًا معك.
إن هذا من شأنه أن يجعل الآخرين يثقون بك، ويكفون عن توقع أنك تبدي خلاف ما تبطن، حينها لن يكونوا في حاجة لعمل اختبارات دائمة لكن لكي يكتشفوا نواياك.. حتى أنت لن تكون في حاجة لخلق أعذار لعدم فعلك أشياء لم تكن ترغب في عملها من البداية، أو تقديم مبررات لأنك فعلت الأشياء التي ترغب في فعلها، لأن الناس جميعًا سوف يعرفون هذه الأشياء.
تحقيق الذات
عزيزي الشاب، إن قولك الحقيقة في كل شيء حتى في التعبير عن نفسك، سيجعل مشاعر الاتساق تتدفق بداخلك، سيشعرك أن قولك الحقيقة وكونك ذاتك شيئان مترابطان على نحو لا يقبل الانفصام، ستختفي مشاعر الانفصام والتناقض والشعور أنك تحيا بعدة وجوه أو شخصيات.
(فالشخص القوي يقول ما يعني، أما الشخص الضعيف، فإنه يكذب كي يرضي الآخرين،
إن الشخص القوي يجعل الحقيقة مشكلة تتعلق بالآخرين، أما الشخص الضعيف، فإنه يُخفي الحقيقة داخله ويشكو من معاملته على نحو جائر.
ولكن ماذا لو أن قول الحقيقة يجرح مشاعر الآخرين؟ ليس من المفترض أن تقول للآخرين أنهم يبدون بُدناء، أو أغبياء، أو قبيحي الشكل, فأن ذلك لا يعدو كونه فظاظة منك.
إن قول الحقيقة التي من المفترض البوح بها هي حقيقة شعورك بما تقوله، ورغبتك فيه، وحبك له، ومقصدك منه.
أما إذا أساءت الحقيقة لمشاعر الآخرين، فإن المسئولية تقع عليهم في التعامل مع ذلك، قد لا يعجبهم ما تقول، ولكنهم سوف يحترمونك لصدقك، وسيحيون بصورة أفضل مما لو كذبت عليهم.
إذا كذبت من أجل أن تُسعد الآخرين، فإنهم لن يصدقوك، سوف تساورهم الريبة تجاه ما تقول، ويعانون من التناقضات التي يجدونها في حديثك، حينئذ سوف يطالبك بعضهم بتحديد ادعائك، والبعض الآخر سيقلل من شأنك ويحاولون الإيقاع بك. إن الناس يكرهون أن يكْذَب عليهم، لأن الكذب يجردهم من اختيارهم الحر وقدرتهم على الدفاع عن أنفسهم.
وتذكر دائمًا أن: توقل الحقيقة، فإنها وإن جرحت فإنها تجرح لمرة واحدة [فجر طاقاتك الكامنة، في الأوقات الصعبة، ديفيد فيسكوت].
وقد قال ديفيد فيسكوت: عش حياتك كي تجعل من الحقيقة صديقاً لك، إن الحقيقة هي بداية الحرية، إن الحقيقة هي الحرية، إن الحقيقة هي تفسير ذاتها، إن حقيقة واحدة تفسح المجال لما سواها من حقائق، إن الحقيقة تكمن بداخلك، لا تصارعها واعلم أن الاعتراف بالحقيقة لا يجرح إلا عندما ينبغي أن يكون ذلك، إن حقيقة واحدة صغيرة كفيلة باختراق كل خداعاتك الزائف، بل إن حقيقة واحدة قد تقوّم حياتك بأسرها.
إن الحقيقة هي علاج الحيرة، إن مجرد إخلاصك للحقيقة سوف يُشعرك بالراحة، إن قدرتك على سماع الحقيقة تعني قدرتك على فهم خبايا حياتك والتواصل معها، إن الناس لن يقولوا لك الحقيقة التي تستطيع سماعها، إن بمقدورك أن تنال حب الآخرين فقط عندما تستطيع سماع الحقيقة التي ترد على ألسنتهم.
لو كان الحب شيئاً، فإن ذلك الشيء هو الحقيقة، أينما تجد الحقيقة في أوضح صورها، تجد الضغط العصبي في أقل صورة.
إن الشجاعة تتولد عندما تبحث عن الحقيقة، إن العلاج يبدأ عندما تقبلها، قل الحقيقة حتى تتجنب الألم وتتمكن من محبة العالم مرة أخرى.
إنني أريد أن أعرف الحقيقة، إنني أريد أن أرى الحقيقة، إنني أريد أن أكون ما أنا عليه.