في الهند، تسجل إحصائيات المنظمات الحقوقية 250 هجمة بالأسيد على النساء سنوياً. هجمات تؤدي إلى موت بعضهن وعزل أخريات، وممارسة التمييز بحقهن.من هؤلاء غيتا التي هاجمها زوجها مع طفلتيهما. تقول المرأة لموقع "كي بي آر" الإخباري، إنّ ثلاثتهن كن نائمات. ورشقهن الزوج السكّير بالأسيد، قبل عشرين عاماً، ما أدى إلى وفاة الابنة الصغرى وتشوّه المرأة وابنتها الأخرى التي فقدت البصر بشكل شبه كامل.تقول المرأة إنّ زوجها كان غاضباً لأنّها لم تلد له ذكراً. ورغم ما قام به، لم يسجن الرجل أكثر من شهرين، لتعود إليه زوجته من بعدها، لأنّها لم تملك أيّ فرصة أخرى. وما زال الزوج حتى اليوم سكيراً وشبه عاطل من العمل.تضيف أنّ أحداً لم يساعدها مع ابنتها. بل لطالما أطلقت عليهما النكات، وسخر الآخرون منهما. ولم تجد المرأة عملاً لها يؤمّن معيشة عائلتها سوى الخدمة المنزلية، التي تعرضت فيها لشتى أنواع الاستغلال.لكنّها اليوم، تنضم مع ابنتها إلى مشروع جديد، وحياة جديدة. فقد تسلّمت إدارة المطبخ في مقهى "شيروز".يعتمد المقهى المقام في مدينة آغرا الهندية، والذي انطلق أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على دعم مؤسسات المجتمع المدني، بخاصة المنظمات النسوية. فهو مخصص بالذات لعمل النساء المشوهات بالأسيد، واللواتي يواجهن الكثير من المصاعب في تأمين أسباب حياتهن.يستقبل المقهى الصغير الذي يضم بعض الطاولات، جميع الأشخاص. لتتناوب على خدمتهم نساء وجدن فيه فرصة جديدة للانطلاق في حياتهن بعيداً عن قيود المجتمع وتمييزه لهن.وبين الجدران التي تحمل لوحات ملونة، وأثاث القصب، يستقبل المقهى الكثير من الناشطين، وكذلك الأشخاص العاديين، الذين بدأوا يعتادون على المكان وموظفاته.فكرة المقهى أطلقتها حملة "أوقفوا هجمات الأسيد"، التي تتخذ من العاصمة الهندية نيودلهي مقراً لها. فقد تمكنت الحملة من جمع تبرعات بقيمة 25 ألف دولار أميركي، أمنت من خلالها استئجار المكان وتجهيزه.وعن فكرة المقهى، تقول الصحافية السابقة آلوك ديكسيت التي أطلقت الحملة: "الفكرة هي تمكين هؤلاء النساء من الاستقلال مالياً. وكذلك دمجهن في المجتمع. فقد عشن طويلاً مغطيات الوجوه، خجولات، يتحملن كافة أشكال المضايقة. ولأنّ وجوههن مشوهة، تجاهل الجميع مهاراتهن، ولم يمنحن أيّ فرصة لإبرازها. والقاعدة المطلوبة بسيطة: عدم تقييم الوجه.. بل الشخص خلفه". - See