بنغلاديش خسرت بطلها العظيم! (عناية الله أسد سبحاني)
جاءت الأنباء تعلن في ليلة 23من أكتوبرأن البروفسور/غلام أعظم- أميرالجماعة الإسلامية ببنغلاديش سابقا- توفي في الساعة العاشرة من الليل، وهوفي السجن !
توفي – رحمه الله- وهويعاني آلام السجن في شيخوخته البالية ! في شيخوخة قدأكل عليها الدهروشرب، واستبدّ بها الضعف والوهن، وكانت مهدّدة بأمراض خطيرة وأوجاع متنوعة !
توفي –رحمه الله- وقد تجاوزت سنّه92 سنة، ولم يكن بجانبه في وقت وفاته من يساعده،و ويقوم بما يقوم به الرجل نحو صاحبه إذا كان في سكرات الموت !
ولعل الملائكة الذين هم أولياؤ الصالحين في الدنيا والآخرة، هم الذين صاحبوه في ذلك الموقف الحرج، وساعدوه في أمره، وحملوه بكل رفق وكرامة إلى ما ينتظره من جزاء كريم ونعيم مقيم بإذن الله ! فالعبد عبد شكور، عبد صبور دؤوب ! والرب رب غفور، رب رحيم ودود !
كان البروفسورغلام أعظم من تلاميذ الإمام أبي الأعلى المودودي وأصحابه، وكان من قيادات الجماعة الإسلامية، التي أسسها الإمام المودودي.
وبعد انفصال بنغلاديش من باكستان كان هوأمير الجماعة الإسلامية فيها.واستمر في هذا المنصب إلى أن وهن منه العظم، وشعر بعجزه عن حمل أعباء الإمارة، فاستقال من منصبه حتي يفسح المجال لأقوى منه، وأقدرعلى القيام بالمسؤوليات المتنوعة في الجماعة.
وكان البروفسورغلام أعظم من أصحاب الهمم العالية والطموحات الشامخة، وكان نشيطا مكيثا، لايعرف العجز والكسل، وكانت حياته كلها حياة سعي وجهد، وبذل وعطاء، وجهاد وكفاح في سبيل الله !
وكانت له شعبية كبيرة هائلة في بنغلادبش، وكان موضع ثقة وتقديرلدى الجميع، فقد قدم الكثيرالكثيرإلى شعبه الوفيّ النبيل، ولم يدخر وسعا في إصلاح أمورهم، وإقامة أودهم، وبذل النصح والمودة لهم.
وعاش لدينه وعقيدته، وعاش لقومه ووطنه أكثر مما عاش لنفسه ! وهذا الذي أسخط طغاة بنغلاديش، أعداء الله، وأعداء الرسول، وأعداء الصالحين من المؤمنين، فهم حكموا عليه بالسجن عدة مرات ! وفي المرة الأخيرة حكموا عليه بالإعدام، وهوابن تسعين سنة ! ثم بدّلوا الإعدام إلى سجن لتسعين سنة رأفة به، وإشفاقا على كبرالسن !!
وهكذا قضى الرجل شطرا من ربيع عمره الغالي في غياهب السجون، حتى أسلم روحه الطاهرة المؤمنة إلى ربه، وهو في السجن !
إن حياة البروفسور غلام أعظم كانت حياة كريمة سعيدة !
كانت حياة شامخة حافلة بجلائل الأعمال، وعظيم البطولات !
إنه عاش في الدنياعيشة الأحرار، ومات في سبيل دينه وعقيدته ميتة الأبرار !
إنه ضرب مثالا رائعا للجيل الحاضر،لشيبهم وشبابهم، وعلّمهم كيف يعيشوا بدينهم وعقيدتهم، وكيف يعيشوا بقيمهم ومبادئهم مع الجبابرة الطغاة !
فنحن نعتزّ بهذا الداعية الكبير، والبطل العظيم،ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يلحقه بالصالحين الصديقين، وينزله في أعلى عليين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.