3 أعوام على مقتل ''القذافي''.. وليبيا على صفيح ساخن
كتب ـ محمد الصاوي:
عندما تذكر سيرته يتبادر إلى ذهنك تعليقاته الغريبة والكوميدية التي لا تليق بمثل هذا المنصب الذي كان فيه، ألقابه التي منحها لنفسه وتصرفاته الغريبة بين الرؤساء والملوك العرب، لكن من المدهش ايضاً أن الأنظمة الحاكمة التي عاصرته، ارتضت التعامل معه على هذه الشخصية وعلى نظامه الشاذ سياسيًا، إنه الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، الذي ظل على كرسي الحكم في ليبيا لأكثر من 40 عاما، أصابه خلالها الهوس بجمع الألقاب في دولته والقارة الإفريقية والدول الإسلامية بشكل عام.
تمر اليوم الذكرى الثالثة لمقتل صاحب ''الكتاب الأخضر'' والذي كان بمثابة دستور للشعب الليبي من تأليف العقيد القذافي، الذي في مسقط رأسه في مدينة سرت، ومعه اللواء أبو بكر يونس جابر وزير دفاعه، وابنه المعتصم معمر القذافي، على يد مقاتلي جيش التحرير الوطني، ونُقل جثمانه إلى مدينة مصراته، لتنتهي حقبة حكمه التي استمرت 42 عامًا.
واجه القذافي شبح الثورة الليبية بالعنف حتى لا تمتد إلى ربوع ليبيا، ولكن عنفه ساعد على انتشار الثورة، كما أن عدم تقديره الصحيح للموقف عمل على سرعة سقوطه، ولكن رغم سقوط القذافي مازالت الأوضاع فى ليبيا متوترة، 3 سنوات والدمار مازال يخيم على المشهد هناك، ومازالت التهديد بانقسام الدولة قائماً، بعد اشتعال الصراع القبلي، الكر والفر سمة المشهد الليبي حالياً.
الصراع الدائر الآن بين الجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر وبين المتطرفيين، يشير إلى استمرار الوضع المتدهور في ليبيا لفترة طويلة، ويبدد آمال الشعب في الاستقرار والتنمية.
''ليبيا على صفيح ساخن'' هو التعبير عن الحالة السياسية في الدولة العربية الشقيقة، الحكومة الليبية القائمة لم تعد مسيطرة على الصراع وغير مؤهلة لحسمه، الصراع المسلح بدا يهدد الأخضر واليابس هناك، انتشار السلاح والفراغ الأمني والسياسي يحول دون تحقيق الهدف الأدنى من الثورة ضد القذافي ألا وهو الاستقرار.