ارتكب سلاح النظام الجوي، اليوم الثلاثاء، مجزرتين جديدتين في الغوطة الشرقية، بريف دمشق، راح ضحيتهما 12 قتيلاً، كما أُصيب العشرات بجروح، في وقتٍ لقي فيه أكثر من 10 عناصر من قوات النظام مصرعهم، جرّاء اشتباكات مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في مدينة دير الزور.
وشنّ الطيران الحربي هجوماً، ظهر اليوم، على وسط بلدة عين ترما، ما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين، وجرح أكثر من 17 آخرين، في حين قضى خمسة مدنيين، وجرح 50 آخرون، في غارة استهدفت مدينة عربين القريبة.
ونقل الأهالي الجرحى، إلى مستشفيات ميدانية في الغوطة الشرقية، التي تفتقر إلى معظم الأدوية والمعدّات الطبية، نتيجة الحصار المطبق على الغوطة منذ أكثر من عام.
"
أسفرت غارة ظهر اليوم، على وسط بلدة عين ترما، عن مقتل سبعة مدنيين
"
وشهدت مدينة عربين يوم الخميس الماضي، مجزرة سقط فيها 28 قتيلاً ونحو 225 جريحاً، بينهم 15 طفلاً، في قصف طال سوق المدينة الشعبي. وقد كثّف الطيران الحربي قصفه على المدينة، منذ اندلاع اشتباكات بين قوات النظام، وفصائل المعارضة على محور عربين ـ حرستا، في بداية الشهر الجاري.
في موازاة ذلك، تناقل ناشطون إعلاميون على مواقع التواصل الإجتماعي، اليوم، نداءات استغاثة لإنقاذ حي الوعر، في مدينة حمص، الذي يعاني من أوضاع إنسانية صعبة، نظراً "إلى ما يتعرّض له من قصف مدفعي وصاروخي عنيف، من مقرّات قوات النظام المحيطة به، والتي تحاصره منذ ما يقارب العام ونصف، عدا عن التهميش الإعلامي وانشغال العالم عنه".
وأفاد الناشط الإعلامي من حمص، ميسرة الحيلاوي، لـ"العربي الجديد"، أن "قوات النظام قصفت اليوم حي الوعر، بالأسطوانات المتفجّرة، والرشاشات الثقيلة، من مقرّها في الكلّية الحربية، ما تسبّب بأضرار مادية كبيرة. كما قضى خمسة مدنيين أمس الإثنين، نتيجة استهداف الحي بـ12 إسطوانة متفجرة، وعشرات قذائف الهاون، فضلاً عن عمليات القنص المستمرة".
ويعتبر حي الوعر الواقع غربي حمص، آخر معاقل المعارضة في المدينة، إذ يضمّ عدّة كتائب إسلامية، وأخرى تابعة لـ"الجيش الحرّ"، كما يقطنه نحو 300 ألف نسمة، معظمها عوائل نازحة من أحياء حمص القديمة المدمّرة.
من جهةٍ أخرى، قُتل أكثر من 10 عناصر لقوات النظام، اليوم، في معارك مع "داعش" بالقرب من معبر حويجة صكر المائي في دير الزور.
وقال عضو لجان التنسيق المحلية في دير الزور، محمد حسّان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام حاولت التسلّل إلى معبر حويجة صكر المائي، الخاضع لسيطرة داعش في مدينة دير الزور، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، ترافقت مع قصف مدفعي وجوي لقوات النظام على المنطقة، وانتهت بمقتل عشرة عناصر للأخير".
"
أعلنت فصائل عسكرية معارضة عن معركة "القصاص العادل"، ضد قوات النظام
"
ويُعدّ معبر حويجة صكر المعبر الأخير الذي يربط بين مدينة دير الزور وريفها على الضفة المقابلة لنهرالفرات. ووفقاً لمصادر محلية، فإنّ "داعش" أصدر أمس قراراً بإغلاق المعبر أمام المدنيين، أيام الأربعاء، والجمعة، والأحد، من دون توضيح سبب ذلك.
إلى ذلك، أعلنت فصائل عسكرية معارضة عدّة، اليوم، في بيانٍ بثّته على موقع "يوتيوب"، عن معركة "القصاص العادل"، ضد قوات النظام، للسيطرة على مناطق تابعة للأخيرة في ريف القنيطرة.
وتضمّ الفصائل العسكرية، كلّاً من غرفة عمليات "فجر التوحيد" و"غرفة الفيلق الأول"، كما تهدف لإحكام السيطرة على بلدة جبا، وتل كروم، والمدرسة الشرعية، والحاجز الرباعي، وسرية منط الفرس، في ريف القنيطرة.
وفور إعلان المعركة، اندلعت اشتباكات عنيفة على الجبهة الشمالية الشرقية لريف القنيطرة، ترافقت مع سبع غارات شنّها طيران النظام الحربي، فيما لم تحقّق فصائل المعارضة أي تقدّم يذكر حتى اللحظة.