كشفت مديرية أوقاف الخليل أن السلطات الإسرائيلية أبلغت رئيس سدنة الحرم الإبراهيمي الشريف بإغلاق الحرم بالكامل في وجه المصلين المسلمين يومي الأحد والاثنين المقبلين وفتحه أمام اليهود.
وقالت مديرية أوقاف الخليل في بيان لها أصدرته اليوم الأربعاء إن الجيش الإسرائيلي هو من أبلغ رئيس سدنة الحرم الإبراهيمي بأمر الإغلاق، مقابل فتحه أمام المستوطنين بجميع أروقته وساحاته، بذريعة الاحتفال بعيد 'العُرش' اليهودي الذي بدأ اليوم ويستمر أسبوعا.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أغلقت الحرم مرات عدة الأسبوع الماضي بمناسبة الأعياد اليهودية.
ويأتي هذا التطور تزامنا مع اقتحام مستوطنين صباح اليوم باحات المسجد الأقصى في ظل حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي بعيد مواجهات عنيفة مع فلسطينيين داخل وخارج باحات المسجد.
اقتحام الحرم
ودخل المستوطنون باحات المسجد في القدس المحتلة بعد ساعات من شروع قوات الاحتلال في منع دخول المسلمين للمسجد لتمكين مستوطنين من دخول الباحات.
وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن قوات الاحتلال استخدمت القنابل الصوتية والغاز المدمع والرصاص المطاطي أثناء المواجهات، مما أدى إلى إصابة عدد من الموجودين داخل المسجد الأقصى بينهم كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948.
واندلعت المواجهات إثر منع الاحتلال الفلسطينيين دون الستين عاما من دخول المسجد الأقصى, وذلك بهدف تأمين دخول المستوطنين باحات المسجد ضمن ما يعرف بعيد 'العُرش' الذي يقولون إنه يرمز للصعود إلى ما يسمونه 'جبل الهيكل' وتقديم القرابين عليه.
وأشار إلياس كرّام إلى أن قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لجموع المصلين كان عنيفا، وذلك بعيد ساعات من اجتماع نتنياهو بقادة الشاباك والشرطة وحديث عن منحه تعليمات بالانتشار الكثيف في القدس لوقف 'العنف الفلسطيني'، على حد تعبيره.
من جهتها قالت الشرطة الإسرائيلية إن ثلاثة من عناصرها أصيبوا جراء المواجهات، في حين قال شهود عيان إن عددا من المصلين أصيبوا بحالات اختناق في المسجد بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي القنابل المدمعة باتجاه المصلين.
وبحسب مراسل الجزيرة، فإن الأيام الثمانية المقبلة مرشحة لمزيد من الاقتحامات، وهي المدة التي يحتفل فيها اليهود بهذا العيد.
واقع جديد
في الموضوع ذاته حذّر مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين من تداعيات قيام الشرطة الإسرائيلية بمنع المصلين المسلمين من دخول المسجد الأقصى، مقابل السماح لمستوطنين إسرائيليين باقتحام المسجد، وقال إنها محاولة لفرض واقع جديد في المسجد.
وقال حسين إن 'الأمور صعبة للغاية، وواجب على العالمين العربي والإسلامي أن ينهضا للدفاع عن المسجد الأقصى بكل المستويات السياسية والقانونية، واستعمال كل ما يمكن من طرق لحماية المسجد الأقصى'.
ووصف المفتي الإجراءات الإسرائيلية بأنها 'تعسفية وظالمة ضد المسجد الأقصى'، وقال إنه 'من الواضح أن هناك نوايا سيئة لمحاولة فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، ولكنها إجراءات مرفوضة فالمسجد الأقصى للمسلمين وحدهم'.
ومنذ العام 1994 يُقسّم الحرم الإبراهيمي -الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام- إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين وآخر باليهود، وذلك بعد قتل مستوطن يهودي 29 مسلما أثناء تأديتهم صلاة الفجر يوم 25 فبراير/شباط من العام ذاته.
وتسمح إسرائيل للمصلين المسلمين بدخول الجزء الخاص بهم في الحرم طوال أيام السنة، في حين تسمح لهم بدخول الجزء الخاص باليهود عشرة أيام فقط في السنة، وذلك خلال الأعياد الإسلامية وأيام الجمعة وليلة القدر من شهر رمضان، بينما تسمح لليهود بدخول القسم المخصص لهم طوال أيام السنة، وبدخول الحرم كله خلال بعض الأعياد اليهودية.