بعدما نفذ التحالف الدولي عشرات الضربات الجوية ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وضد جبهة النصرة في سوريا، اتفق سكان ريف اللاذقية على رفض هذه الضربات ووصفوها بالانتقائية لأنها لم تستهدف مواقع النظام.
وقال أبو يوسف فلاح (سبعيني): إنه يرفض قصف السوريين تحت أي عنوان أو مبرر، مضيفا أن ما يحدث "انتهاك لكرامة المواطن، وإذلال له فوق إذلال النظام".
ووافقته الرأي أم جمعة زوجة أحد ضحايا الثورة السورية، وقالت إن الضربات الدولية "عمل إجرامي ما لم تستهدف قوات النظام التي قتلت مئات الآلاف من الشعب السوري وشردت الملايين".
ورغم رفض غالبية المواطنين لممارسات تنظيم الدولة، فإنهم لم يوافقوا على ضرب قوات التحالف الدولي له، ورفضوا ضرب الفصائل الإسلامية الأخرى كجبهة النصرة وغيرها بشكل قاطع.
وأشار مصطفى (معلم) إلى أن جبهة النصرة كانت ولا تزال "فصيلا يقاتل النظام بشجاعة وقدمت الكثير من التضحيات في سبيل إسقاطه"، داعيا إلى ضرب النظام بدلا من الجبهة.
أما المهندس الزراعي أحمد -وهو ينتمى إلى فصيل إسلامي يصفه بالمعتدل- فيقول "نحن قادرون على الحد من تطرف تنظيم الدولة وترويضه بما يجعله تنظيما مقبولا من عامة السوريين، غير أن قوات التحالف قطعت علينا الطريق إلى ذلك".
وأضاف أحمد "بما أن ضربات التحالف قد بدأت ولا نملك سلطة ردعها، فنتمنى أن يلتزم التحالف بضرب تنظيم الدولة وعدم ضرب الفصائل الأخرى لأي مبرر كان".
ودعا المحامي أبو سعيد إلى تحييد المدنيين وإبعادهم عن دائرة القصف والصراع، كما دعا إلى عدم استهداف مواقع تنظيم الدولة في المدن والقرى المأهولة، وتوخي الدقة في تحديد الأهداف.
وأضاف أبو سعيد في حديثه للجزيرة نت "كفى هذا الشعب ما سقط منه بقصف النظام وبراميله المتفجرة، فافعلوا ما شئتم بعيدا عنه".
وتصاعد غضب سكان ريف اللاذقية من ضربات التحالف الدولي، بعد ورود أنباء عن سقوط عدد من الأطفال والنساء في قرية كفر دريان بريف إدلب جراء غارة أميركية، وخرج العشرات إلى الساحة العامة في قرية كنسبا تنديدا واستنكارا.
وكان ناشطون قد دعوا عبر صفحات التواصل الاجتماعي إلى التظاهر بكثافة يوم الجمعة، "رفضا للعدوان وسقوط المدنيين".
ولم يبتعد رأي العناصر المسلحة لقوى المعارضة عما ذهب إليه المدنيون من رفض للضربات الغربية على الفصائل الإسلامية، حيث أكد أبو الوليد (قائد ميداني) للجزيرة نت أن الفصائل الإسلامية "شاركت الجيش الحر في معارك عدة، وأثبتت بطولة وشجاعة عالية، ونحن نرفض ضربها، ونريدها شريكا في إسقاط النظام".
ورغم تحفظات مجد (مقاتل على جبهة الساحل) على تنظيم الدولة، فإنه يرفض ضربه لأنه يعتبر ذلك "تقوية لعضد النظام".
وأكد مجد أن النظام السوري "بدأ يستغل الضربات ويشن هجمات برية، أحدثها هجومه من محور النبي يونس مساء الثلاثاء الماضي".
ودعا منسق إحدى فصائل الجيش الحر العقيد رامز الائتلاف الوطني لقوى الثورة إلى استغلال الظرف الذي أوجدته الضربات الغربية في سوريا، وتزويد الثوار بأسلحة متطورة تمكنها من قهر قوات النظام ودخول القرداحة ودمشق.
وأضاف رامز "لن نهتم بما تقوم به قوات التحالف الدولي، وسنستمر في محاربة النظام حتى إسقاطه ونيل الحرية التي خرجنا لأجلها".