حكمة روعة : صقران و أرنبان و نسران و حية و أسد و رجل مريض
صقران و أرنبان و نسران و حية و أسد و رجل مريض ..
جلس الشاب الصغير بجانب جاره العجوز بعد أن ألقى السلام عليه
حيث كانت تجمع بينهما صداقة قوية
وكان العجوز شيخا طاعنا في السن يشتكي من الألم والإجهاد في نهاية كل يوم
سأله صديقه ومم هذا الألم الذي تشكو منه ؟
تنهد الشيخ ونظر للشاب قائلا فوق كاهلي حمل كبير يا صديقي الصغير
ثم صمت للحظات قبل أن يتابع قائلا
لدي صقران يجب عليّ كل يوم أن أروضهما
وأرنبان يلزم علي أن أحرسهما من الجري خارجا
ونسران عليّ أن أدربهما وأقويهما
وحية عليّ أن أحاصرها
وأسد عليّ أن أحفظه دائما مقيّدا في قفصه
ومريض علي أن أعتني به وأخدمه
قال الصديق مستغربا ما هذا كله
لا بد أنك تمزح لأنه حقا لا يمكن لإنسان أن يراعي كل ذلك وحده يوميا
قال الرجل الشيخ إنني لا أمزح ولكن ما أقوله لك هو الحقيقة المحزنة
إن الصقران هما عيناي وعلي أن أروضهما باجتهاد ونشاط
على النظر للحلال وأمنعهما عن الحرام .
والأرنبان هما قدماي وعلي أن أحرسهما وأحفظهما من السير في طريق الخطيئة .
والنسران هما يداي وعلي أن أدربهما على العمل حتى تمداني بما أحتاج إليه
وأستخدمهما في الحلال ومساعدة الآخرين .
والحية هي لساني وعلي أن أحاصره وألجمه باستمرار حتى لا ينطق بكلام معيب مشين حرام .
والأسد هو قلبي الذي توجد لي معه حرب مستمرة وعلي أن أحفظه دائما مقيّدا
كي لا يفلت مني فتخرج منه أمور مشينة شريرة لأن بصلاحه صلاح الجسد
كله وبفساده يفسد الجسد كله .
أما الرجل المريض فهو جسدي كله الذي يحتاج دائما إلى يقظتي وعنايتي وانتباهي
إن هذا العمل اليومي المتقن يستنفذ مني صحتي وعافيتي
إن من أعظم الأمور أن تضبط نفسك فلا تدع أي شخص آخر محيط بك
يدفعك لغير ما ترغب أو تقتنع به أن كان مخالفا لأوامر الله وشرعه
واياك ثم اياك أن تدع أيا من نزواتك وضعفك وشهواتك تقهرك وتتسلط عليك
واعلم أنه لا يوجد أعظم مما خلقك الله لأجله وهو أن تكون عبدا له وملكا على نفسك