الحمد لله الجبار المعبود، الذي أباد بسطوته قوم نوح، وأهلك عادوقوم هود، وأعاد من بعد عاد دائرة السوء على ثمود، وسلط ضعيف البعوض على النمرود،وأغرق فرعون وقومه لما تلاطمت عليهم الأمواج الصدود، وأعمى بصائر الجاحدين ففيأعناقهم أغلال وفي أرجلهم قيود " فالذين كفرو قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوقرءوسهم الحميم * يصهر به ما في بطونهم والجلود.
واشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمدوهو علي كل شيء قدير
عز فلا تـراه الظنـون وجـل فلا يعتريهالمنـون تفـرد في مـلكه بالبقاء وكل الورى بالفناءذاهبون ويفعل في خلقه ما يشاء بغير اعتراض وهميسألون
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه منخلقه وحبيبه صاحب اللواء المعقود، والحوض المورود إذا ما شئت في الدارين تسعد فكثر في الصلاة علىمحمد وان شئت قبـول لها يقيـنا فختم بالصلاة علىمحـمد وقل يارب لا تقطع رجائي وكن لي بالصلاة علىمحمد وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديهواتبعهم بإحسانإلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين
إن ما يحدث الأن ليس مفاجئاً أو غير متوقع من يقرأ كتاب الله عز وجل ويفهمه وهو يفند أوصاف اليهود عليهم لعنة الله المعبود، وأن ثلث القرآن الكريم يحدثنا عن أفعالهم مع أنبياء الله تعالى، والافتراءات على الله عز وجل وسبه تعالى الله عما يقولون، فهل سوف يتورعون في ذبح الأطفال والنساء والشيوخ، وتقسيم الأراضي وهتك الأعراض واحتلال الأراضي وابتلاع المقدسات، فهم أفسد أهل الأرض ويسعون في الأرض فسادا. ويقدر الله عز وجل بأن يأتى سكير عربيد رئيس لدولة الطغيان التى وجدت على أشلاء الهنود الحمر لتكون أمريكا الجديدة التى تسيطر على العالم لا أقول كله بل على المخذولين منهم الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل، ومسخت عقيدتهم فصاروا أحذية في أقدام الكفرة، وكانوا سبباً في ضياع المقدسات بل ضياع الأمة الإسلامية والعالم العربي بأسره وهذه هي الخيانة بعينها لله سبحانه وتعالى ولرسولة صلى الله عليه وسلم.
عندما تصف أكثر المجلات عراقة، "كالإيكونومست"، صفقة القرن بـ "سرقة القرن"، فهذا يعني أننا لا نحتاج إلى جهد إلى توضيح المؤامرة التى خطط لها
العربيد الأمريكي والنجس الصهيوني، لا أقول بشرعنة احتلال القدس وفلسطين بل لتحقيق حلم اليهود بإقامة دولتهم الكبرى من النيل (المنهوب) إلى الفرات (المحتل) ، وما هذه الخطوة إلا البداية لتكملة هذا الحلم، والقادم سوف يكون أظلم وأخطر وذلك بوضع المنطقة كلها في حالة تناحر ومواجهة من الشعوب الحرة التى لا ترضى بالاستعمار والانتداب الجديد الذي يُفرض الآن على العالم العربي، وناهيك عن الخونة المتصهينين الذين ساعدوا هذا السارق ويجملون هذا الاحتلال ويلون الحقائق ويغيرون العبارات التى تخالف الواقع الأليم التى تعيشه الأمة الآن ومن قبل مائة عام.
إن التاريخ مهما زور وتبدل في الحقائق ثابته وإن اجتمعوا أن يقلبوا الباطل حق والحق باطل في التاريخ يشهد على أن اليهود كانت شرذمة مبعثرة في أنحاء الأرض، والذي خطط وسعى في تكوين دولة لهم في فلسطين هو "ثيودور هرتزل" الذي نقلت أشلاءه بعد موته إلى فلسطين ليدفن فيها تكريماً له.
تبين الوثائق والمصادر التاريخية أن "عبد الحميد الثاني" كان على علم تام بالخطط الصهيونية تجاه فلسطين منذ 1882 بعد بدء الجماعات اليهودية بعقد اجتماعات سرية في بعض الدول الأوروبية والقيصرية الروسية من أجل تأسيس دولة يهودية تجمعهم وتراثهم وثقافتهم ودينهم ولغتهم في فلسطين وكان المُحرك الأساسي لهذه المؤتمرات والاجتماعات المفكر اليهودي "ثيودر هرتزل" الذي كتب كتاب الدول اليهودية عام 1896 وبين فيه أن "اليهود قومية بلا وطن، ولا تُحل قضيتهم إلا من خلال وطن جامع لهم ولا بد أن يكون هذا الوطن في أرض الله الموعودة "فلسطين" وإن لم ننجح بأخذ فلسطين يمكن أن يكون وطننا في أوغندا أو الأرجنتين ولكن لا بد أن يكون موعدنا في فلسطين الأرض التي وهبنا إياها الرب". كما بين ثيودور هرتزل ضرورة بذل كل الجهود من أجل إنجاح خطة تأسيس دولة يهودية في فلسطين، ولتحويل خطته النظرية إلى عملية قام ثيودور هرتزل بتاريخ 29 أغسطس 1897 بدعوة اليهود في جميع أنحاء العالم إلى الاجتماع في مدينة "بال السويسرية" لمناقشة قضية الوطن اليهودي وفي نهاية المؤتمر اتفق المجتمعون على ضرورة جعل فلسطين الوطن اليهودي الخالد والأبدي".
ومن أجل تحقيق هذا الهدف اتخذ المؤتمر بعض القرارات مثل:
1ـ تشكيل المنظمة اليهودية العالمية بقيادة ثيودر هرتزل لتجميع اليهود في جميع أنحاء العالم
2ـ تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين
3ـ اتخاذ السبل وجميع التدابير اللازمة للحصول على تأييد دول العالم للهدف اليهودي وتبنيه
4ـ تشكل الجهاز التنفيذي "الوكالة اليهودية" لمتابعة تنفيذ قرارات المؤتمر
وفي ذلك الحين كان السلطان عبدالحميد الثاني مُلمًّا بكل الإجراءات التي يقوم بها ثيودور هرتزل وذلك لأن السلطان كان يملك أقوى جهاز استخباراتي في ذلك الوقت، ولحماية فلسطين من الهجرات اليهودية أصدر السلطان عبد الحميد الثاني عام 1876 مذكرة قانونية بعنوان "مذكرة الأراضي العثمانية" وحسب هذه المذكرة القانونية منع السلطان عبد الحميد الثاني بيع الأراضي العثمانية وخاصة الفلسطينية لليهود منعًا باتًا وجهز وحدة شرطة خاصة للقيام بهذا الأمر ومتابعته، كما خصص السلطان أوقاتًا محددة وقصيرة لليهود الراغبين في زيارة فلسطين.
رأى هرتزل أن السلطان عبد الحميد الثاني عائق كبير أمام الأهداف الصهيونية بفلسطين فقرر التحرك دبلوماسيًا والعمل على إقناع عبد الحميد الثاني بكل الوسائل للحصول على وطن في فلسطين، ومن أجل الحصول على فرصة للقاء السلطان عبد الحميد حاول إقناع صديقه " نيوزلينسكي" ذو العلاقة الحسنة والطيبة مع السلطان عبد الحميد الثاني بالتوسط له لدى السلطان للقائه، قبل عبد الحميد الثاني وساطة "نيوزلينسكي" وقدم وصديقه "هرتزل" في يونيو 1896 والتقوا بالسلطان عبد الحميد الثاني، وكان السلطان يحرص على توثيق جميع اجتماعاته ولقاءاته.وحسب الوثيقة التي وثقت هذا الاجتماع؛ بدأ هرتزل قوله بتعبيره عن خالص احترامه وتقديره للسلطان الكبير عبد الحميد الثاني ومن ثم تطرق إلى موضوع فلسطين قائلًا "إن الأمة اليهودية ومنذ زمن طويلة تتعرض لأقوى وأبشع أنواع الذل والاستحقار والإقصاء، ومن أجل تخليصها من أنواع العذاب الشرسة هذه، فإن كل ما نريده هو قبولكم لهجرتهم لفلسطين لا لشيء سوى إنقاذهم من التمييز البشع الذي يتعرضون له في أوروبا والقيصرية الروسية وأتعهد لكم في مقابل قبولكم هذا بسداد جميع ديون الدولة العثمانية وحتى تزويد الميزانية والخزينة العثمانية بفائض عن حاجتها".
فرد عليه السلطان العثماني بالقول "لا أستطيع بيع حتى ولو شبر واحد من هذه الأرض، لأن هذه الأرض ليس ملكٌ لشخصي بل هي ملكٌ للدولة العثمانية، نحن ماأخذنا هذه الأراضي إلا بسكب الدماء والقوة ولن نسلمها لأحد إلا بسكب الدماء والقوة والله لإن قطعتم جسدي قطعة قطعة لن أتخلى عن شبرٍ واحد من فلسطين".
ويُقال بأن هرتزل زار إسطنبول مابين 1896 إلى 1902 5 مرات وأفنى كل مابوسعه من أجل الحصول على موافقة عثمانية بالسماح لليهود بالهجرة لفلسطين ولكن دون جدوى ويُقال ايضا ً بأن السلطان عبدالحميد أمر بتشديد الإجراءات الأمنية على فلسطين وأمر بتشديد الإجراءات الأمنية على تنفيذ قانون "الإرادة الثانية" الذي صدر عام 1883 والذي نص على جعل 80% من أراضي فلسطين أراضي وقف تابعة للدولة و20% أرض ملك خاص، ومن ضمن هذه الأراضي الخاصة كانت عائلة سرسق اللبنانية تمتلك 0,3% منها أي 0,3% من مساحة فلسطين كاملة وباعت عائلة سرسق هذه الأراضي لليهود بشكل غير مباشر وتمكن اليهود من الحصول على أول قطع أرض بشكل رسمي من خلال عائلة سرسق.
القدس هي أرض الأنبياء والمرسلين والصالحين، والأقصى بيت الله عز وجل، وهو ملك لله تعالى ومشاع للمسلمين جميعاً دون تميز بين شعب وشعب والدفاع عنه واجب على كل مسلم في شتى بقاع الأرض ومن يفرط فيه هو خائن لله تعالى ولرسولة صلى الله عليه وسلم، ومن يساوم عليه ليتنازل عنه سوف يتنازل عن مكة والمدينة، فمكة حرم الله تعالى والمدينة حرم رسوله صلى الله عليه وسلم والقدس حرم المسلمين ومن يفرط في حرمه وعرضه يفرط في حرم الله تعالى وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذه هي مقدسات المسلمين وشعار شعائرهم وديناتهم ومن معتقداتهم. ورحم الله السلطان المظلوم عبد الحميد الثاني حينما قال: " القدس قبلتنا الأولى مدينة بشرى معجزة الإسراء، إن ماتت القدس وسقطت سقطت بلدان الإسلام كلها وتموت بلدان الإسلام والمدن تموت عندما يصمت الأذان في السماء، تموت البلدان عندما تتلوث أسواقها بالمال الحرام، تموت عندما تصول الفتنة في شوارعها. وإن لم نستطيع حماية عزة القدس فقد فقدنا عزتنا، القدس بيتنا". رحمك الله تعالى نعم القدس بيتنا ولن نفرط فيه ولو على دمائنا، ولن يكون ذلك بالعبارات والشجب والشكوى للغرب والشرق، بل يكون بالنفير العام وشد الرحال إلى القدس ورفع علم الجهاد حتى يطهر من الأنجاس.
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِثَوْبَانَ
« كَيْفَ أَنْتَ يَا ثَوْبَانُ إِذْ تَدَاعَتْ عَلَيْكُمُ الأُمَمُ كَتَدَاعِيكُمْ عَلَى قَصْعَةِ الطَّعَامِ يُصِيبُونَ مِنْهُ ». قَالَ ثَوْبَانُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا قَالَ « لاَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ يُلْقَى فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنُ ». قَالُوا وَمَا الْوَهَنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ « حُبُّكُمُ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَتُكُمُ الْقِتَالَ ».
إن أول طريقة عملية من أجل مواجهة هذه السرقة وحدة صف القادة المختلفين على من يقود الشعب الفلسطيني وتكون له السلطة والقيادة، هذا وقت غلق الملفات العالقة والتى سبب من أسباب الفرقة والتناحر التى يستفيد منهما اليهود.
قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)آل عمران:103
وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) الأنعام:159
ثم على القادة أن يعلموا بأنه لن يرجع الحق الفلسطيني العربي بالمفاوضات والجلسات، بل ينتزع الحق بالقوة وردع المعتدي السارق وهذا واضح لا خلاف فيه، ثم بعد ذلك تأتى الآلية في تحقيق هذا الهدف والشعب الفلسطينى جاهز لهذا لا يحتاج إلى دفع، بل يحتاج إلى قائد مخلص مؤمن بأن القضية قضية دينية عقائدية في المرتبة الأولى. والأمر الثاني على الشعوب العربية الحرة فضح ودحر الخونة الذين يتواطئون مع اليهود في ضعف هذا الأمة وهوانها وضياع حقها.
اللهم إنا نبرأ إليك يا الله من حولنا وقوتنا، ونلجأ إلى حولك وقوتك، اللهم عليك بالمتخاذلين والظالمين المعتدين، انزع عنهم عافيتك، واقصم ظهورهم ورد كيدهم في نحورهم وعجل بهلاكهم ياقوي ياقهار، اللهم نصرك الذي وعدت والتمكين لنا في الأرض يا الله.
وأخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين