أما دليل السنة النبوية
الحديث الطويل الذي رواه البخاري وغيره
عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم ليلة أسري به قال : "بينما أنا في الحطيم ـ وربما قال في الحجر ـ مضطجعاً ، إذ أتاني آت فقدَّ ـ قال : وسمعته يقول : فشقَّ ـ ما بين هذه إلى هذه فقلت للجارود وهو إلى جنبي ما بعيني به ؟ قال : من ثغرة نحره إلى شعرته ـ وسمعته يقول من قصته إلى شعرته ـ فاستخرج قلبي ، ثم أُتيت بطست من ذهب مملوءَ ة إيماناً ، ففُل قلبي ، ثم حُشي ثم أُعيد ، ثم أُتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض ، فقال الجارود : هو البُراق يا أبا حمزة ؟ قال أنس : نعم ـ يضع خطوة عند أقصى طرْفه ، فحملت عليه ، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح" الحديث.
ثانيا:
أما من ناحية تعينها في يوم أو شهر أو ليلة فهذا مالا دليل عليه.
قال ابن تيمية رحمه الله: " لم يقم دليل معلوم لا على شهرها ، ولا على عشرها ، ولا على عينها ، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ، ليس فيها ما يقطع به ".
قلت:
ليس هناك دليل على تعينها أو الاحتفال بها لا زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن الصحابة والسلف الصالح، ولو كان هناك تصريح أو دليل لعلمنا به أو وصلنا. ومن المعروف في الأصول: " بأنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة" وهذا متفق عليه بين العلماء لأن التأخير فيه تكليف للمكلف بما لا يطيق ، ثم فيه كتمان للعلم وهذا لا يجوز في حق النبي صلى الله عليه وسلم ولا في حق الصحابة رضوان الله عليهم.
ثالثا:
أما حكم الإحتفال بهذه الليلة
1ـ مما تقدم من عدم المعرفة بها وتعينها فكيف يحتفل بها وهي مجهولة وغير معلومة وهذا من باب العقل ، ثم لم يرد الإحتفال بها من باب النقل ، فعليه يكون قد تم ابتداع فعل لم يثبت عنه فعل أو قول من الشرع وهذه هي البدعة المحدثة في الدين‘ ومخالفة لسنة الهادي البشير صلى الله عليه وسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم:" فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها, وعضوا عليها بالنواجذ. ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة ".
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري . وفي رواية: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه مسلم.
2ـ الأصل في العبادة أنها توقفية ولا تكون مشروعة إلا بدليل من الكتاب والسنة والإجماع حتى يقع الفعل.
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم:" خذوا عني مناسككم " رواه أحمد ومسلم والنسائي.
وعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلُّوا كما رأيتموني أصلّي " رواه البخاري.
3ـ الإحتفال بهذه الليلة فيه تشبه باليهود والنصارى في تعظيم أيام لم يعظمها الشرع وسن عبادات ليس لها أصل فهو تبديل للدين وانحراف عن شرع رب العالمين.
فعن أبي سعيد أن النبي قال: " لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه فقلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال النبي : فمن؟ " رواه الشيخان.
وعليه :
فلا يجوز الاحتفال بها لعدم ورود دليل في الاحتفال ، كما لا يجوز المشاركة فيها
أو شهودها لإنها بدعة باطلة والمشارك مُقر والمقر كالفاعل .