انتشر مقطع فيديو للدكتور / عمر عبد الكافي يقسم فيه بالله بأن من أصابه هم أو حزن أو ضيق فقام فتوضأ وقراء سورة يوسف إلا زال همه ، وقرأت ذلك القول أيضاً منقول عن جاسم المطوع ، فهل هذا صحيح .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سُورَة يُوسُف مَكِّيَّة كُلّهَا، وقيل نزلت ما بين مكة والمدينة وقت الهجرة. وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة : إِلَّا أَرْبَع آيَات مِنْهَا . وَرُوِيَ أَنَّ الْيَهُود سَأَلُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قِصَّة يُوسُف فَنَزَلَتْ السُّورَة.
ولم يرد عن علماء المفسرين منقولاً ، أنَ من فضائلها إزالة الهم والغم والحزن ، بخلاف حديث منكر عن أبيٍ بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( علموا أقاربكم سورة يوسف ، فإنه أيما مسلم تلاها أو علمها أهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت ، وأعطاه القوة أن لا يحسد مسلماً ).
وهذا الحديث منكر: في إسناده سلام بن سالم ، ويقال ابن سليم المدائني ، وهو متروك عن هارون بن كثير . قال أبو حاتم : مجهول ، وقد ذكر له الحافظ ابن عساكر متابعاً من طريق القاسم بن الحكم عن هارون بن كثير ، ومن طريق شبابة عن مجلز بن عبد الواحد البصري عن علي بن زيد بن جدعان ، وعن عطاء بن ميمون عن ذر بن حبيش عن أبي بن كعب مرفوعاً فذكر نحوه ، وهو منكر من جميع طرقه.
المعروف عند أهل العلم الثقات أن باب فضائل القرآن الكريم من أكثر الأبواب التي وضع فيها الوضاعون أحاديثهم ، ونسبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، إلا النادر الذي ورد فيه أحاديث صحيحة .
قيل لأبي عصمة نوح بن أبي مريم : " من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة ، وليس عند أصحاب عكرمة هذا ؟ فقال : إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن ، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ، ومغازي ابن إسحاق ، فوضعت هذه الحديث حِسبة . قيل له أليس هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لا بل هو كذب له" رواه الحاكم بسنده إلى أبي عمار المروزي.
الواجب على الداعي إلى الله تعالى أن يدعو على بصيرة وعلم ،ولا ينقل قول إلا بسند ويحيل على المصدر ومن قائله. وهذا من باب الأمانة العلمية
قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) يوسف: 108
وكذلك إلا يتحدث في دين الله إلا بالنقل الصحيح والقول الصريح ، ويتثب في العلم ولا ينقل الموضوع والضعيف والقصص الواهية .
قال أهل العلم : إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ، والإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ، ويقررون : أنه لا يؤخذ بالخبر ، ولا يضاف إلى النبي عليه الصلاة والسلام إلا إذا عرف من حدث به عنه ، ومن نقله إلينا ، وعرف حاله من الصدق والضبط وقوة الحفظ .وحتى لا يدخل في وعيد الحديث.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) رواه مسلم ، البخاري ، الترمذي، أبي داوود، ابن ماجة، أحمد
وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( مَن حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ ، فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبَيْن ) رواه مسلم في مقدمة صحيحه
قال النووي شرح مسلم : " يحرم رواية الحديث الموضوع على من عرف كونه موضوعا ، أو غلب على ظنه وضعه ، فمن روى حديثا علم أو ظن وضعه ، ولم يبين حال روايته وضعه ، فهو داخل في هذا الوعيد ، مندرج في جملة الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى