السلام عليكم رحمة الله وبركاته
في لقاء للدكتورة / أمنة نصير قالت بأن حديث " من بدل دينه فقتلوا " من أحاديث الآحاد ولا يعمل به في العقائد ، فما صحة هذا القول وما هو حديث الآحاد ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قبل الرد على هذه الهرطقة ، سوف أوضح ما هو حديث الآحاد عند أهل علم الحديث والمحرر في كتب المصطلح؟ وفي هذا الفن الذي يجب أن يدرسه عن ظهر قلب كل من يعمل في مجال الدعوة إلى الله ويحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يخلط في الدين ولا يكذب على النبي الأمين .
قسم أهل الحديث الخبر بالنسبة لوصوله إلينا إلى:
1ـ الخبر المتواتر: وهو ما رواه عدد كثير تحيل العادة تواطؤهم على الكذب . وقد اختلف في أقل الكثرة على أقول والمختار أن عشرة أشخاص في كل طبقة. وبذلك يكون المتواتر في أعلى درجات الصحة.
2ـ خبر الآحاد : وهو ما لم يجمع شروط المتواتر.
وقسم الجمهور خبر الآحاد إلى :
(أ) مستفيض (ب)وغير مستفيض .
وقسم الشافعية الآحاد إلى :
(أ)مشهور:( وهو ما رواه ثلاثة في أكثر في كل طبقة ).
مثل حديث :(إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا) . رواه البخاري من طريق أربعة من الصحابة
(ب) عزيز:(رواه اثنين في كل طبقة).
مثل حديث:(لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ). رواه البخاري ومسلم
(ج)غريب: ( رواه راوي واحد في كل طبقة ).
ومنه مطلق مثل حديث: (إنما الأعمال بالنيات) رواه البخاري
ومنه نسبي مثل حديث:(أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر)رواه البخاري.
بهذا التفصيل والأمثلة من الأحاديث يتضح لنا بأن جل الأحكام والتكاليف في الشريعة الإسلامية وردت لنا بخبر الآحاد وتلقتها الأمة بالقبول.
أما قول هذه المرأة وممن يقولون مثل قولها ، بأن حديث الآحاد لا يعمل به في العقائد، فهذا كلام باطل ومردود عليهم لأنه يخالف أقوال أهل العلم المعتبرين.
قال أهل العلم: إذا صح حديث الآحاد ( لثقة الرواه وعدالتهم ، واتصال الإسناد ، وسلامة الحديث من الشذوذ والعلة) فهو حديث بجب العمل به ، وهو حديث حجة يتدين به ، وتثبت به العقائد ، وتبنى عليه الأحكام ، وحيث يحتف بخبر الآحاد من القرائن الدالة على صدق الخبر يكون مفيداً للعلم كالمتواتر.
وأما حديث " من بدل دينه فاقتلوه " رواه الإمام البخاري في" صحيحه " من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وهل هناك جهل أكثر ممن يطعن في حديث عند البخاري؟!! أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل.
وخبر الآحاد ما قد قصرا عن التواتر ولو قد كثرا
رواته ويوجبن العمل بشرطه لدى جميع النبلا
مشتملاً عقيدة أو حكما وبالقرائن يفيد العلما
كمثل ما أخرجه االبخاري أومسلم من دون إنكار
وعليــه :
أقول لمن يطعنون في أحاديث الآحاد بسبب جهلهم وقلة حظهم من الدين وهدي النبي الأمين وسلف الأمة الربانيين. إن الدين لا يثبت إلا بخبر ، لا يثبت برأي ونظر ، وإنما سبيله الإسناد فهو عليه الاعتماد ،وهو سلاح السلفي المتبع ،وهو الشجا في حلق كل مبتدع ،وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.