حديث :
لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه.
قالوا : يا رسول الله، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعاً : " لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة،
حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا : يا رسول الله، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ "
[صحيح] - [ عليه. ملحوظة : الحديث مروي بالمعنى،
ولفظة : ( حذو القذة بالقذة ) وردت
في حديث آخر حسن.]
الشرح
يخبرنا أبو سعيد - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبر
بأن هذه الأمة ستقلد الأمم السابقة في عاداتها وسياساتها ودياناتها، وأنها ستحاول مشابهتهم
في كل شيء كما تشبه ريشة السهم للريشة الأخرى، ثم أكد هذه المشابهة والمتابعة
بأن الأمم السابقة لو دخلت جحر ضب مع ضيقه وظلمته لحاولت هذه الأمة دخوله
ولما استفسر الصحابة - رضي الله عنهم - عن المراد بمن كان قبلهم
وهل هم اليهود والنصارى ؟ أجاب بنعم.
الكلمة والمعنى
- سَنَنَ بفتح السين أي : طريق.
- من كان قبلكم : أي الذين قبلكم من الأمم.
- حذو منصوبٌ على المصدر أي : تحذون حذوهم.
- القُذّة بضم القاف : واحدة القُذَذ وهي ريش السهم. وله قذّتان متساويتان.
- حتى لو دخلوا جُحر ضب أي : لو تُصوِّر دخولهم فيه مع ضيقه.
- لدخلتموه : لشدة سلوككم طريق من قبلكم.
- قالوا يا رسول الله، اليهود والنصارى؟
أي : أهم اليهود والنصارى الذين نتبع سننهم أو تعني اليهود والنصارى؟
- قال فمن ؟ : استفهامٌ إنكاريٌّ أي : فمن هم غيرُ أولئك.
الفوائد
1 : وقوع الشرك في هذه الأمة تقليداً لمن سبَقها من الأمم.
2 : علمٌ من أعلام نبوته حيث أخبر بذلك قبل وقوعه فوقع كما أخبر.
3 : التحذير من مشابهة الكفار.
4 : التحذير مما وقع فيه الكفار من الشرك بالله وغيره مما حرَّم الله - تعالى -.
5 : توضيح الأشياء المعنوية بالأمثلة الحسية من أساليب التعليم في الإسلام.
6 : سؤال أهل العلم عما خفي حكمه.
المراجع
كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب ص252 ت : د. دغش العجمي .
مكتبة أهل الأثر , الطبعة الخامسة , 1435ه الجديد في شرح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد العزيز السليمان
القرعاوي, ت : محمد بن أحمد سيد , مكتبة السوادي، الطبعة : الخامسة، 1424ه الملخص
في شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان , دار العاصمة , الطبعة الأولى 1422ه صحيح البخاري
ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار طوق النجاة, الطبعة: الأولى، 1422هـ . صحيح مسلم
ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي, دار إحياء التراث العربي, بيروت.