الصحابي في اللغة من الفعل صحب صحبة، وهو الصحبة هي المعاشرة، والجمع أصاحيب
وصحب وصحابة، أمَّا في الاصطلاح فالصحابي هو مصطلح يُطلق على كلِّ من لقي رسول الله
وآمن به وماتَ وهو مؤمن به ولو ارتدَّ عن الإسلام بعد لقائه
النبيَّ ورجع عن ردَّته، أي حتَّى لو تخلل حياته ردَّة، ويقول ابن حجر العسقلاني
في تعريف الصحابي : " وأصحُّ ما وقفتُ عليه من ذلك
أنَّ الصَّحابي من لقي النَّبيَّ
مؤمنًا به، وماتَ على الإسلام "
وفيما يأتي من هذا المقال سيتمُّ الحديث عن الصحابي زيد بن خطاب
أخو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الصحابي زيد بن خطاب
هو زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى العدوي القرشي، أبوه الخطاب
بن نفيل سيِّدُ بني عدي، وأمُّه هي أسماء بنت وهب بن حبيب من بني أسد بن خزيمة،
وأخوه من أبيه
هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب الخليفة الراشدي الثاني، وزيد بن خطاب صحابي
جليل من الصحابة السابقين إلى الإسلام، هاجر إلى يثرب يوم الهجرة وكان من الصحابة
الذين شهدوا مع رسول الله كلَّ المشاهد،
وكان قد شارك في حروب الردَّة التي حدثتْ في فترة خلافة أبي بكر الصديق
وتوفِّي في معركة اليمامة التي خاضها المسلمون ضدَّ جيش مسيلمة الكذاب
وجاء في وصفه أنَّه كان أسمرَ البشرة طويلًا، وقد روى عن رسول الله
حديثًا واحدًا، روى عنه هذا الحديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، ويُذكر أنَّ زيدًا كان أكبر
من عمر بن الخطاب سنًّا، وأنَّه لمَّا هاجر إلى المدينة المنورة آخى رسول الله
بينه وبين معن بن عدي، والله تعالى أعلم
معارك الصحابي زيد بن خطاب
جاء عن الصحابي زيد بن خطاب -رضي الله عنه- أنَّه شهد كلَّ المعارك
والمشاهد مع رسول الله وكان ممن حضروا بيعة الرضوان
يوم صلح الحديبية
وبعد وفاة رسول الله واستلام أبي بكر الصديق خلافة المسلمين كان زيد بن الخطاب
-رضي الله عنه-رفي جيش خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في حروب الردة،
وقد أوكل إليه خالد لواء الجيش الإسلامي يوم معركة اليمامة،
وتذكر الروايات إنَّ زيد بن الخطاب قتل في معركة اليمامة
أحد أهم أعوان مسيلمة الكذاب وهو الرجال بن عنفوة، قبل أن يستشهد في هذه المعركة،
ويُذكر من مواقفه في الصبرعلى القتال أنَّه لمَا اشتدَّ القتل في المسلمين يوم اليمامة
صاح زيد بالناس : " والله لا اتفوه بكلمة إلا أنْ ينصرنَا الله أو أهلك "
وقام يقاتل حتَّى طعنته رماح المشركين ومزَّقته فلم ينطق بأي كلمة حتَّى استشهد
في ربيع الأول في السنة الثانية عشرة للهجرة، وبعد وفاته قال عنه أخوه عمر بن الخطاب
رضي الله عنه: "رحم الله زيدًا سبقني إلى الحسنيين أسلمَ قبلي واستشهدَ قبلي" والله تعالى أعلم