أصل شجرة الميلاد
أول من استخدم الشجرة هم الفراعنة والصينيون والعبرانيون كرمز للحياة السرمدية
ثم إن عبادتها قد شاعت بين الوثنيين الأوربيين وظلوا على احترامها وتقديسها حتى بعد دخولهم
في المسيحية فأصبحوا يضعونها في البيوت ويزينونها كي تطرد الشيطان أثناء عيد الميلاد
(دائرة المعارف البريطانية ، ج3 ، ص284) .
ولم يطلق عليها شجرة الميلاد إلا في القرن السادس عشر الميلادي - في ألمانيا الغربية -
حيث تحولت مما يسمى "بشجرة الجنة" في الاحتفال الدينى بذكرى آدم وحواء في 24 من ديسمبر
إلى شجرة الميلاد ، حيث أصبح الناس يعلقون عليها الشموع التي ترمز إلى المسيح - بزعمهم -
ولم تدخل فكرة الشجرة إلى إنجلترا إلا في القرن التاسع عشر (المرجع السابق) .
هذه هي الجذور الوثنية لهذه الأعياد التي يحتفل بها النصارى اليوم ويعتبرونها أكبر مظاهر دينهم
وينفقون فيها ملايين الدولارات ... على أنك لو سألت كثيراً ممن يحتفلون بهذه المناسبة عن سبب احتفاله
بها فإنه لن يعرف أكثر من كونه لا يذهب يومها إلى العمل ، ويشرب فيها الخمر بشراهة
ويتناول ليلتها الديك الرومى
عيد ميلاد المسيح
عيد ميلاد المسيح - عليه السلام - وعند الأوروبيين يـسـمى عيد الكريسمس وهو يوم (25 ديسمبر)
عند عامة النصارى، وعند الأقباط يوافق يوم (29 كيهك) والاحتفال به قديم ومذكور في كتب التاريخ
فالاحتفالات بهذا العيد تقـام فـي يـوم ولـيـلـة الخامس والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول)
في المجتمعات النصرانية الغربية، وبـعـد ذلـك بحـوالـي أسـبـوعـيـن عند النصارى الشرقيين ..
حيث تغلق جميع الدوائر الرسمية وغير الرسمية أبوابها ، وكذلك المستشفيات والمحلات التجارية
وتتوقف كثير من وسائل المواصلات كالحافلات والقطارات عـن العمل.
وفي العموم فإن حركة الحياة تتوقف في ذلك اليوم كما لو كان الناس قد نزلوا
إلى ملاجئهم إثر غارة جوية معادية !
لكن لعل المقيم في تلك البلاد أو الزائر في ذلك اليوم والليلة يرى أن نوعين من المحلات لا تغلق أبوابها
بل يزدهر سوقها ويكثر روادها،وهما:حانات الخمور والبارات التي يشرب فيها الخمر والمسكرات ؛
حـيـث يفـرط الناس بشربها إلى حد فقدان العقل وفقدان السيطرة على السلوك
ومـنـاسـبــة هذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح - عليه السلام - كل عام
ولهم فيه شــعـائر وعبادات؛ حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة.
وقصة عيد الميلاد مذكـورة في أناجيلهم (لوقا) و (متَّى) وأول احتفال به كان عام 336م
وقد تأثر بالشعائر الوثـنـيــــة؛ حيث كان الرومان يحتفلون بإله الضوء وإله الحصاد،
ولما أصبحت الديانة الرسمية للرومــــــــان النصرانية صار الميلاد من أهم احتفالاتهم في أوروبا
وأصبح القديس (نيكولاس) رمزاً لتقـديـــــم الهدايا في العيد من دول أوروبا، ثم حل البابا (نويل)
محل القديس (نيكولاس) رمزاً لـتـقـديــم الهــدايا خاصة للأطفال(*).
هل حقاً يحتفل النصارى بعيد ميلاد المسيح ؟
يقول المؤرخون : إن المسيح - عليه السلام - لم يولد في هذا الموعد الذي يحتفل به اليوم
في البلاد النصرانية.. حيث يؤكد آباء الكنيسة في القرنين الثاني والثالث الميلاديين
أن ما يسمى بعيد ميلاد المسيح ما هو إلا صورة طبق الأصل لما كان يحتفل به الوثنيون في أوربا
قبل ميلاد المسيح بوقت طويل (دائرة المعارف البريطانية ج16 ،
ص364 britannica encyclopedia) .
وتقويم الأعياد المسيحية مأخوذ من (تقويم يوليوس الشمسي) وهو التقويم الذي أدخله يوليوس قيصر
إلى روما عام 46 قبل الميلاد.. والذي جعل أيام السنة 365 يوماً (المرجع السابق) ..
حيث كان الوثنيون يحتفلون (يوم 25 من ديسمبر) بما يسمونه "عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر"
أو ما يسمى "بيوم الانقلاب الشتوي الصيفي الروماني" (المرجع السابق)
ولقد أقيم أول احتفال بعيد ميلاد المسيح - كما يزعمون - سنة 336 ميلادية في روما
وذلك في اليوم السادس من شهر يناير.. ثم ثبَّتت الكنائس الغربية في نهاية القرن الرابع الميلادي
الاحتفال بميلاد المسيح في يوم (25 من ديسمبر) إلا أن الكنيسة في أرمينيا لم تعترف بهذا التغيير
واستمر الاحتفال به في السادس من شهر يناير (دائرة المعارف البريطانية ج4 ص283) ..
كما هو الحال الآن في معظم الدول الشرقية.. إلا أن المؤرخين يؤكدون أن المسيح - عليه السلام -
لم يولد في أي من هذين الموعدين !! .
خرافة حول ما يسمى بابا نوبل
أصبح البابا نوبل أسطورة كبيرة يصدقها كثير من الأطفال (بل في استفتاء أجرته إحدى شبكات
التلفاز الأمريكية في عيد الميلاد سنة1986 - قال 90% من الكبار
أيضاً إنهم يؤمنون بوجود سانتا كلوز) .
وتقول الأسطورة الحالية : " إن سانتا كلوز يعيش في القطب الشمالي مع زوجته وأعوانه
يديرون مصنعاً كبيراً للُعب الأطفال ، وفي ليلة الميلاد يسافران معاً على زحافة ثلجية
يجرها ثمانية غزلان ، وتمر الزحافة على سطح كل منزل لينزل منها سانتا كلوز من خلال
المدخنة إلى غرفة الطعام ليضع الهدايا في جوارب خاصة يتركها للأطفال معلقة بجوار المدفأة..
وعادة ما يضع الأهل تلك الهدايا بدلاً من سانتا كلوز وقت نوم الأطفال ، فإذا ما استيقظوا تيقنوا
أن سانتا كلوز حقيقة لامراء فيها" (الأهرام 3/1/1987م
وللنصارى في هذا العيد شعائر منها :
أن نصارى فلسطين ومـــــا جاورها يجتمعون ليلة عيد الميلاد في (بيت لحم) المدينة
التي ولد فيها المسيح - عليه الصـلاة والسلام - لإقامة قداس منتصف الليل
ومن شعائرهم : احتفالهم بأقرب يوم أحد لـيـوم (30 نوفـمـبـر) وهــــو عيد القديس (أندراوس)
وهو أول أيام القدوم - قدوم عيسى عليه السلام - ويصل العيد ذروتـه بإحياء قداس منتصف الليل؛
حيث تزين الكنائس ويغني الناس أغاني عيد الميلاد وينتهي مـوســـــــم العيد في (6 يناير).
وبعضهم يحرق كتلة من جذع شجرة عيد ميلاد المسيح، ثم يحتفظون بالـجـــزء غير المحروق،
ويعتقدون أن ذلك الحرق يجلب الحظ، وهذا الاعتقاد سائد في بريطانيا وفرنسا والدول الاسكندنافية