الفنانة المبدعة هدي عبد العزيز و لوحات الطبيعة الرائعة
هنا مايسمي باللانسكيب ” المناظر الطبيعية ”
فتري أروع اللوحات وقد اكتست بنبض خاص وضوء خفي
نابض وحي يجعلك تصرخ من روعة العمل وجماله . إنها فنانة أوتيت جوامع القدرة علي الإبداع
في عالم الفن التشكيلى ، فجاءت لوحاتها كنزا ثريا من اللقطات والمعانى الحية والنابضة
تلحظ هذا في كلمة لها ألقتها في إحدى الفاعليات التي نظمتها اليونسكو وهي تتكلم
عن أن الفنان ابن بيئته بها يتأثر ....
ومنها يأخذ وعنها يعبر و يرسم أو يبدع كبيئة مصر المشمسة النضرة
لقد أوجزت في كلمتها هذه مذهبها في الحياة ولخصت ماتريد أن تقوله .
نتوقف أمام بعض لوحاتها لترى جمال النيل بلونه الأزرق الجميل والمراكب تتبختر
علي صفحته في لقطة تلتقي بها الأرض بالسماء وكأننا أمام أنشودة خاصة لها شقان الأرض والسماء
تلقى هذه القطبية الخالدة في لوحاتها الأرض ببهائها وجمالها وتنوع درجات ألوانها من أنهار و سهول
وهضاب وجبال ووديان وترى السماء في تبدل حالاتها من إشراق وضباب وضياء وظلمة وسحاب .
إنها معزوفة أرادت الفنانة لنا أن نعيشها ونظل مأسورين بها مرددين كلمة واحدة ألا و هي “ الله ”
إعجابا من هذا الجمال الخالص والإبداع الصرف.
إننا أمام فنانة تعشق الطبيعة الطلقة حيث الحرية في كل معانيها وكأني في لوحاتها تركزعلي معانى
الإنطلاق والحرية كأننا أمام طائر يحلق في أعالي الجبال يملأ صدره بالحرية وبالهواء الطلق
معا ويعود إلينا ليدهشنا بتغريده الجميل العذب.
تتأمل باليتة الألوان الخاصة بلوحات الفنانة المبدعة ، فتجدها تستخدم العديد من الألوان التي تعكس الجبال
والنباتات التي تنمو عليها أو تحت سفحها فترى الأبيض وترى اللون الرمادى وترى الأزرق
وترى اللون البرتقالى الذي تحبه وتتحدث عن كونه لونه الذهب وقد استخدمته في إحدى لوحاتها الأخيرة
عن “جبل الجودى” .
تتعدد الألوان بدرجاتها و لكن يظل هناك لون واحد طاغ علي الجميع ، الأ وهو لون طلاوة الفجر يغلف
كل لوحاتها و يجعلنا نحس أننا في عالم أخر ، عالم غير أرضى، عالم إثيرى .
تحس مع هذا اللون ببكارة الحياة وبأننا سنبدأ يوما جديدا يوما يأخذنا إلي مستقبل جديد
وكـأني بالفنانة المبدعة تضعنا في نداوة الصبح لتتغذى أرواحنا و نستمد العون والمدد
والغذاء النفسى ،إن جاز لنا التعبير.
و من المعانى الأخرى التي ربما تعكسها هذه اللوحات في النفس ، معنى العظمة والكبر
وهذا هو الذى تحسه إذا ماسافرت إلي سانت كاترين و رأيت الجبال الشماء
وهي تخترق عنان السماء تصغر بالقرب منها كل الأشياء
هنا تحس بعظمة الله في ملكوته وأن القدرة لله وحده .
نحس هذا من طرف خفى في لوحات الفنانة المتميزة وتزداد المعانى في النفس
لتزيد من تأثير اللوحات علي أنفسنا وأرواحنا.
حينما ترسم الفنانة المبدعة لوحات تعكس جوانب من حياة البحر ونرى المنازل والمراكب
نحس بنبض الطبيعة البكر ونرى في اللوحة اللون الأزرق لون النماء والبهاء، إنه لون الكمال
كما قيل عن هذا اللون من قبل. و حينما تتأمل لوحات الفنانة الأخرى ترى الطيور تحلق في سمائها
و هى طيور بيضاء اللون لها مطلق الحريه في التحليق أينما تشاء يتفاعل لونها مع باقي
ألوان اللوحة و يأتي لنا بالمعنى الذي نريده و سبقت الإبانة عنه كمعانى الإنطلاق والتحليق
والراحة والنشاط وهى تنويعات علي معاني الحرية في أسمي معانيها.
هناك معني يتجلى في جميع لوحات الفنانة المبدعة ، إنه معنى التغير والتحول ، حيث ترى التجدد
في لوحاتها فهناك الطيور التي تحلق وهناك النباتات التي تنمو و تنتشر فيها وهناك الجبال
التي تتبدل وهناك السحب التي تمضى وهناك الألوان التي تتغير لكل مايحيط بنا .
إنها معاني تحسها وراء هذه اللوحات وتجد نفسط في عجب من أين يأتي جمال هذه اللوحات
وسر روعتها، هل هى الموضوعات التي تدور حولها أم تركيبة اللوحات الداخلية من أرض وسماء
و أطيار و ماء أو هي الألوان و الزوايا و كيفية المعالجة
تنتهى جولتى في لوحات الفنانة المبدعة ” هدى عبد العزيز ” والتي عكست في لوحاتها لقطات حية
نابضة من الطبيعة التي تحوطنا و ضعت فيها من روحها قبل ريشتها الكثير .
إنها لوحات خالدات لاتنسي أبدا حينما تراها لأنها ببساطة هى الحياة في أروع وأجل وأبهي
صورها أمامنا تهديها إلينا فنانة مجيدة ومتميزة ومبدعة .
فألف تحية للفنانة المبدعة علي هذه الأعمال الضافية.