سورة التوبة واحدة من السور المدنية التي تقع في الجزء الحادي عشر بالكتاب الحكيم، وقد نزلها الله عز وجل من خلال الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سورة المائدة وغزوة تبوك، ومحور تلك السورة هو تأكيد الله على ضرورة قيام الإنسان بالجهاد في سبيل الله عز وجل وإعلاء كلمة الحق، ومقاتلة كل من يقف في وجه المسلمين في نشر الدعوة إلى دين الله عز وجل كما توعد الله عز وجل بالذل لكل من يتقاعس عن الجهاد في نشر دين الله.
سبب تسمي سورة التوبة بذلك الاسم
كل سورة من سور القرآن الكريم لديها قصة خاصة بها كما أنه يوجد سبب واضح لإطلاق ذلك الاسم عليها، ومن أهم الأسباب التي أدت إلى تسمية سورة التوبة بذلك الاسم هو أن الله عز وجل قد نزل توبة منه على الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال غزوة تبوك وهما كعب بن مالك وهلال بن أمية وأخيرا مرار بن ربيعة وقد ندموا ندما شديدا عن تخلفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال تلك الغزوة وقد ظلوا موثقين أنفسهم بأسورة في المسجد حتى عودة الرسول من الغزوة.
أسماء أخرى لسورة التوبة ومعانيها
أطلق على سورة التوبة الكثير من المسميات الأخرى نظرا لتضمنها الكثير من المواضيع التي تخص المسلمين ومن بين أشهر الأسماء التي سميت بها سورة التوبة ما يلي:
1- سورة البراءة حيث افتتحها الله عز وجل بكلمة البراءة.
2- سورة الفاضحة نظرا لأن الله عز وجل قد بين خلالها أعمال المنافقين وفضح أمرهم على الناس.
3- سورة العذاب وهذا يرجع لتكرار كلمة العذاب بها الكثير من المرات.
4- سورة المدممة والتي تعني الهلاك.
5- سورة المشردة والتي تعني المفرقة لهم والطاردة.
6- سورة المقشقشة والتي تعنى التبرؤ من النفاق.
7- سورة المبعثرة وقام الله عز وجل ببعثرة قلوب المنافقين من خلال تلك السورة أيضا.
8- سورة البحوث حيث انها تبحث عن ما يوجد في نفوس المؤمنين.
9- سورة المثيرة فهي أثار جميع عورات المنافقين وقد أخرجتهم من الخفاء وظهورا أمام الجميع.
10- سورة الحافرة لكونها قامت بالحفر في قلوب جميع المنافقين.
11-سورة المنكلة والتي تعنى المعاقبة للمنافقين.
سبب عدم بداية السورة بالبسملة
تعد سورة التوبة هي السورة القرآنية الوحيدة التي لم تبدأ بالبسملة ولكن عدد البسملة في القرآن الكريم 114 كاملة لذكرها مرتين في سورة النمل، وعن وردت أسباب عدة لعدم بدء الله عز وجل بتلك السورة بجملة بسم الله الرحمن الرحيم، ولعل أقرب تلك الأسباب إلى الواقع هي الأسباب التالية
1- يؤكد البعض أن سورة التوبة هي السورة مكملة لسورة الأنفال لذا لم يرد في بداية تلك السورة بسم الله الرحمن الرحيم كباقي السور المستقلة في القرآن الكريم.
2- والسبب الثاني أن تلك السورة قد ذكر بها الله عز وجل الجهاد وقتال الكافرين كما بين بها المنافقين وكافة الفضائح التي أقدموا عليها وجملة بسم الله الرحمن الرحيم من الجمل التي تدل على رحمة الله عز وجل وفي تلك السورة لا يوجد مكان للرحمة فقط القتال في سبيل الله وفضح المنافقين فهي سورة الوعيد والتخويف لذا لم تذكر البسملة في بدايتها.
فضل سورة التوبة
ورد الكثير من الفضل في تلك السورة الكريمة والتي من بينها ما يلي
1- هي آخر ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم وأكد من خلالها الله عز وجل للجميع أن باب التوبة مفتوح وأن الله عز وجل هو من يعلم ما في قلوب المنافقين.
2- كما أن السياق المتبع في تلك السورة متسلسل بشكل أكثر من رائع فقد بدأ الله عز وجل السورة بالتهديد والوعيد للمنافقين ومن ثم الانتقال إلى فتح باب التوبة أمام المسلمين ومن ثم الانتقال إلى الوعيد والتهديد ومن ثم إعادة فتح باب التوبة مرة أخرى.
3- كما أن تلك السورة قد دعا بها الله عز وجل جميع المسلمين إلى نصرة الدين وإعلاء كلمة الله وإجلاء المنافقين.
4- كما أن الله عز وجل قد ذكر جميع الأعمال التي يقوم بها المنافقين خلال تلك السورة وقد حث من خلالها المسلمين على مقاتلتهم حتى يعودوا إلى رشدهم.
5- كما أن الله عز وجل قد أكد للجميع حتى المنافقين أن باب التوبة مفتوح أمامهم وأنه يقبل التوبة من الجميع مهما أشتد بهم الكفر.