يا ماكرون (( لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا )) (1)
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب أظهر الحق بالحق وأخزى الأحزاب، وأتمَّ نوره، وجعل كيد الكافرين في تباب وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الوهاب، الملك فوق كل الملوك ورب الأرباب، الحكم العدل يوم يُكشف عن ساق وتوضع الأنساب، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المستغفِر التواب، المعصوم صلى الله عليه وسلم في الشيبة والشباب، خُلُقه الكتاب، ورأيه الصواب، وقوله فصل الخطاب، قدوة الأمم، وقمة الهِمَم، ودرة المقربين والأحباب، عُرضت عليه الدنيا بكنوزها، فكان بلاغه منها كزاد الركاب، ركب البعير، ونام على الحصير، وخصف نعله ورتق الثياب، أضاء الدنيا بسنته، وأنقذ الأمة بشفاعته، وملأ للمؤمنين براحته من حوضه الأكواب. اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى الآل والأصحاب، ما هبت الرياح بالبشرى وجرى بالخير السحاب،وكلما نبت من الأرض زرع، أو أينع ثمر وطاب.
أما بعــــــد
هذا المقال رداً على تصريح الرئيس الفرنسي الصليبي الحاقد على الإسلام والمسلمين. أعلن هذا المخنث ، عن خطط لسن قوانين أكثر صرامة للتصدي لما سمّاه "الانعزال الإسلامي" والدفاع عن القيم العلمانية. وقال: "إن الإسلام ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم"، مشيرا إلى أن الإسلام يحاول خلق منظومة موازية لإحكام سيطرته في البلاد. ومن قبله بعدة أيام تصريح لوزير داخليته جيرالد دارمانان بشأن الهجوم الذي استهدف المقر القديم لصحيفة شارلي إيبدو الساخرة، وأسفر الهجوم عن إصابة شخصين بجروح خطيرة. وقال الوزير الفرنسي خلال زيارة لمعبد يهودي قرب باريس، الأحد الماضي، إن بلاده "في حرب ضد الإرهاب الإسلامي".
من يعيش الأزمة
لو نظرنا بعين الانصاف، لتصريح هذا الصليبي، والواقع الذي يعيشه معظم العالم الأن، نجد إن الذي يعيش الأزمة حقيقاً هو الغرب الكافر والعلمانية المفلسة التى يدافع عنها هذا المخنث الفاشل سياسياً، الذي يريد أن يجد انتصاراَ سياسياً له بوضع أنفه النجس في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية تارة، وتصريحاته ضد الإسلام تارة. إن الذي يعيش الأزمة ليس الإسلام بل الخونة والمنافقون في أمة الإسلام، الذين يتزلفون للكافرين على حساب المسلمين. فنسمع من يحذر أهل الكفر من الإسلام السياسي وتطرف المتشددين، وأنه يجب عليهم مراقبة دور العبادة (المساجد). ولهذا نبَّه الله تعالى بقوله: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ التوبة: 67؛ أي: الخارِجون من الشَّرع، وجعَل الله المنافقين شرًّا من الكافرين فقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾ النساء: 145،
ومن العجب في هذا الزمان أن أصبح " العلوج " يهاجمون الإسلام، ولا نجد أحد من أولياء أمور المسلمين يرد عليهم أو يستنكر من باب حفظ ماء الوجه، أو حتى من باب أثبات الانتماء لهذا الدين تجملاً، ولولاً وهن هؤلاء ما تجرؤ " العلوج" بالهجوم على الإسلام.
ورحم الله المعتصم:
حينما نقل له رجلا حادثة شاهدها قائلا: يا أمير المؤمنين، كنت بعمورية فرأيت امرأة عربية في السوق مهيبة جليلة تسحل إلى السجن فصاحت في لهفة: وامعتصماه وامعتصماه، فأرسل المعتصم رسالة إلى أمير عمورية قائلا له: من (أمير المؤمنين) إلى (كلب الروم) أخرج المرأة من السجن وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندي. فلم يستجب الأمير الرومي وانطلق المعتصم بجيشه ليستعد لمحاصرة عمورية فمضى إليها، فلما استعصت عليه قال: اجعلو النار في المجانيق وارموا الحصون رميا متتابعا ففعلوا، فاستسلمت ودخل المعتصم عمورية فبحث عن المرأة فلما حضرت قال لها: هل أجابك المعتصم قالت نعم. فلما استقدم الرجل قالت له: هذا هو المعتصم قد جاء وأخزاك قال: قولي فيه قولك. قالت: أعز الله ملك أمير المؤمنين بحسبي من المجد أنك ثأرت لي. بحسبي من الفخر أنك انتصرت فهل يأذن لي أمير المؤمنين في أن أعفو عنه وأدع مالي له. فأعجب المعتصم بمقالها وقال لها: لأنت جديرة حقاً بأن حاربت الروم ثأرًا لك. ولتعلم الروم أننا نعفو حينما نقدر.
قلت: هذا ما فعله أمير المؤمنين رحمه الله من أجل مسلمة واحدة، أين أنت يا معتصم لترى ماذا فًعل بالمسلمات الطاهرات في البوسنة وفلسطين المحتلة وغيرها، وكيف دنسوا المقدسات ونهبوا الممتلكات وهتكوا عرض المسلمين والمسلمات في السجون والمعتقالات؟. ولا حول ولا قوة إلا بالله.