الحمد لله الذي أتم إصلاح هذه الأرض برحمته ونعمته ،وفضله
على خلقه حين أراد بهم رشداً ، فأرسل إليهم رسله ، وأنزل عليهم كتبه متضمنة من البينات والهدى
ما تكفل لهم به سبحانه من أسباب السعادة في العاجلة والآجلة ،وعداً منه حقاً.
وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله بيته الطاهرين ،وأصحابه الميامين ، ومن تبعهم إلى يوم الدين.
أما بعـــــــــــد
لا شك أنَّ الإفساد في الأرض بعد إصلاحها من أعظم الذنوب وأقبحها ، وأشدها إيغالاً في الشر وإمعاناً في المنكر. وإن للإفساد في الأرض صوراً كثيرة وألواناً عديدة لا تكاد تعد ولا تحصى، فأكبر الإفساد بعد الشرك بالله ، هو قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، ثم هتك الأعراض وهدم الممتلكات وترويع الآمنين، وما يحدث من مجريات الأحداث في بلاد الإسلام وغير بلاد الإسلام ، يجعلنا نتوقف وننظر نظرة واقعية ، نظرة تأمل في مجريات الأحداث الدامية في الأيام الجارية والمقبلة .
إن الإسلام والمسلمين يتبرؤون مما يفعله وتقوم به أي
جماعةمن الجماعات (الراديكالية الجهادية المسلحة) ، ومهما
كانت اسمها أو وصفها أو ادعاءها ، والتذرع بآيات الجهاد في
القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، وتنزيلها في غير محلها ،
بدون الضوابط الشرعية والأحكام الفقهية ، وأقوال أهل العلم
المعتبرين ، وبفهم سلف الأمة المجتهدين . فقتل الناس والذبح
والتفجير والحرق والتنكيل وقطع الرؤوس وهدم الممتلكات
والتراث ، ليس من الإسلام في شئ ، فالإسلام لا يعرف
التطرف وإرهاب الآخرين مهما كانت عقيدتهم ولا يعرف
العنف والإفساد والهدم ، بل هو دين رحمة ومحبة وسكينة
قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) المائدة: 32
فتلك الجماعات التي ظهرت على الساحة،هم أعداء الإسلام
لأنهم يخدمون أعداء هذه الأمة، ويضعفونها أكثر من ضعفها
وهوانها ، باستعداء أهل الأرض عليها ، بفعلهم المشين
وفكرهم البغيض ومنهجهم الضال ومعتقدهم التكفيري.
نعم قسمة ضيزى حين يوضع الإسلام والمسلمين في سلة
الإرهاب والتطرق والعنف بسبب فعل جماعات تكفرية جهادية
ضالة. محسوبة على الإسلام ظلماً وجوراً .
قسمة ضيزى حين يكال بمائة مكيال من المجتمع الدولي
والدول الغربية والأوربية ، حينما تكون القضية قضية تخص
المسلمين ، ومكيال واحد حين تخص تلك المجتمعات.
قسمة ضيزى ، حين تجد التصريحات والبيانات الصادرة من
كافة الجهات والبلدان بالنعي والأحزان والمواساة والأسف على
ما وقع من احداث ، وفي المقابل يقتل كل يوم الآلاف من
المسلمين وتهتك أعراضهم وتهدم ممتلكاتهم وتغتصب حرياتهم
وأرضيهم ، ولا نسمع شجب ولا إنكار ولا تبرءا ولا مساندة من تلك المجتمعات التي على غير عقيدة المسلمين ، لأن ا
لمسلم صار ثمنه بخس زهيد ، لا وزن له ولا قيمة عند تلك
إن المسلمين أناس أصحاب دين وضمائر ولديهم حس إنساني ،
ويشعرون بالآخرين ، ويتعاطفون مع آلامهم ، لكن الآخرين
هم الذين يستهدفون المسلمين كل يوم بالقتل والحصار
والتواطؤ ضدهم وضد مصالحهم ، ولا يشعرون بآلام
المسلمين ولا يتعاطفون معها.
نعم اسألوا التاريخ عبر القرون والأزمان الغابرة وحتى الآن ،
عن من هو ضحية المجازر والإبادة والتنكيل والطرد
والتغريب ، وأنتم تعلمون بأنهم المسلمون هم الضحية .إن
مذابح الأمة ومآسيها في العصر القديم و الحديث تحتاج إلى
مجلـــدات لإحصائها والحديث عنها.
في القرن السادس عشر أصبحت إسبانيا أكبر قوه كاثوليكية في العالم آنذاك، وكانت إسبانيا نموذجًا لدولة دينية سلطويه، فتتحكم وتعين الكنيسة فيها الملوك والأباطره الذين يحكمون بحاكميه تسمى ظل الله في الأرض أو قانون الحق الإلهى، وللقضاء على ما سموه وقتها بالفساد واستهدفت من تم اجبارهم على اعتناق المسيحية من المسلمين ، يكفي أن ننقل ما سطره غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" حيث يقول عن محاكم التفتيش: «يستحيل علينا أن نقرأ دون أن ترتعد فرائضنا من قصص التعذيب والاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرين على المسلمين المنهزمين، فلقد عمدوهم عنوة، وسلموهم لدواوين التفتيش التي أحرقت منهم ما استطاعت من الجموع. واقترح القس "بليدا" قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد، بما في ذلك النساء والأطفال، وهكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين عربي». وكان الراهب بيلدا قد قتل في قافلة واحدة للمهاجرين قرابة مئة ألف في كمائن نصبها مع أتباعه. وكان بيلدا قد طالب بقتل جميع العرب في أسبانيا بما فيهم المتنصرين، وحجته أن من المستحيل التفريق بين الصادقين والكاذبين فرأى أن يقتلوا جميعاً بحد السيف، ثم يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى، فيدخل النار من لم يكن صادقاً منهم. يقول د. لوبون: «الراهب بليدي أبدى ارتياحه لقتل مئة ألف مهاجر من قافلة واحدة مؤلفة من 140 ألف مهاجر مسلم، حينما كانت متجهة إلى إفريقية».
اضطهاد مسلمي الدولة العثمانية:
شُنت مذابح ضد الأتراك و الألبان في المنطقة من قبل العساكر اليونانيون و ذللك أثناء حرب الإستقلال اليوناني .و أثناء تلك الحرب فكلا الطرفين قد قتلا بعضهم البعض.وقد قُتل الأتراك في كل حدب وصوب بالمناطق التى قد أعلنتها اليونان وهاجم اليونانيون سفن الأتراك بالبحر و قتلوا ما بداخلها .واعتباراً من أغسطس عام 1821 فقد أعلن وليام اوجدن نيلس أنه قد تم قتل ثلاثة ألاف شخصاً بهذا الشكل ، غير مذبحة نافرين ومذبحة تريبوليتشا ومذبحة تريبوليتشا في عهد الهيمنة اليونانية والمذابح التى شنها البلغاورين والحرب الروسية العثمانية 1877-1878 وحروب البلقان أثناء الحرب العالمية الأولى والمجازر التى ارتكبها الارمن في 1905-1920.
وفي 26 نوفمبر 1830م ارتكبت قوات الاحتلال الفرنسية
في مدينة بليدة (جنوب الجزائر) مذبحةً رهيبةً ضد السكان
العُزَّل، لم يُرحم فيها شيخٌ كبير ولا امرأة، حتى الأطفالُ ا
لرُّضَّع تم حرقُهم. وتلقى الضابط الفرنسي تولير رسالة شكر
لأنه أنهى المذبحة في ساعات بعدما امتلأت الشوارع بالجثث.
ويذكر الضابط الفرنسي موتنياك لأحد أصدقائه: "هل تريد أن
تعرف ماذا كنا نفعل بالنساء، كنا نحتفظ ببعضهن كرهائن،
ونقايض أخريات بأحصنة وبيع ما تبقى منهن في المزاد العلني
كما يعترف الجنرال كافينياك بجريمته في إبادة قبيلة بني
صبيح عام 1844م: "قام الجنود بجمع كميات هائلة من أنواع
الحطب ثم كدَّسُوها عند مدخل المغارة التي أرغمنا قبيلة بني
صبيح على اللجوء إليها بكل ما تملك من متاع وحيوانات، وفي
المساء أضْرمنا النيران وأخذنا احتياطاتنا كي لا يتمكن أحد من
ومن المجازر والجرائم الجماعية التي ارتكبَتْهَا فرنسا في
الجزائر، المجزرةُ الرهيبة التي وقعت في أولاد رياح بغار
الفراشيش في ناحية الظهرة في جوان 1845 م، وكان جلاد
هذه المجزرة هو العقيد بيليسييه، والتي انتهت باختناق ما يزيد
عن ألف شخص في غار الفراشيش، الذي حاصره بيليسييه
وجنوده بالنيران والدخان لمدة يومين، بعدما فرَّت القبيلة من
مساكنها في جنوب تنس، واحتمت بهذا الغار، وكان عدد
أفرادها أكثر من ألف شخص، رجالًا ونساءً وأطفالًا، مع حيواناتهم، وذلك في يوم 17 يونيو 1845م
و يعتقد الكثير بأن الجزائر قدمت من أجل استقلالها مليون
ونصف المليون شهيد ... فقط للتوضيح بأن هذا الرقم هو عدد
الشهداء فقط أثناء فترة الثورة التحريرية أي من 1 نوفمبر
1954 الى 05 جويلية 1962 لكن العدد الحقيقي لشهداء
الجزائر منذ تاريخ احتلال فرنسا للجزائر في 05 جويلية
1830 والى غاية خروجها منها أي في 05 جويلية 1962
يقارب الستة ملايين كما جاء في بعض المصادر
وبأن في يوم واحد وهو يوم 8 ماي 1945 سقط 45 ألف
شهيد من شهداء الجزائر في 3 مدن فقط ( سطيف و قالمة و