لا يغرنك شكله الذي يظهر عليه علامات الصلاح ، ولا ترتيله الرائع للقرآن الذي في الغالب لا يفقه معظمه ، ولا شكل عبادته الذي جعلك تظن أنه أعبد العابدين ، ولكن انظر إلى حاله ونجاحه في هذه الدنيا ، هذا للواعين فقط . وتأمل كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث التالي : "سيخرجُ في أخرِ الزمانِ قومٌ أحداثُ الأسنانِ ، سُفهاءُ الأحلامِ ، يقولون من خيرِ قولِ البريَّةِ . يقرأون القرآنَ لا يجاوزُ حناجرَهم . يمرُقون من الدِّينِ كما يمرقُ السَّهمُ من الرَّميَّةِ"تجدونهم دائما يحثون على "حفظ القرآن" وليس "وعي القرآن وتطبيقه" . مع أنه لم يرد نص واحد في نصوص الدين يحث على الحفظ أبدا الذي يتسارع عليه من يعبد الموروث !!!ستجدهم يتسارعون إلى "ختم القرآن" والختم هنا معناه السرعة في الانتهاء كالببغاء بلا فقه ولا وعي لما يقرأ !!! لم يعلموا أن الله نهى عن ذلك في القرآن وسمى ذلك "تحريك اللسان" قال تعالى : "لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه" نهاهم عن تحريك اللسان وختمه وقراءته بلا فقه ،، وأمرهم باتباعه وتطبيق ما فيه ! فأوهمهم الموروث أن الختم هو الأفضل ، وجعلهم يقفزون فرحا إن حفظ أولادهم القرآن بلا فقه ولا فهم لا يبغبغون .. ضخم الموروث الحفظ على حساب الفهم والوعي والاتباع ، بل ونهاههم عن الاتباع وحولهم إلى اتباع التفسيرات وآراء الموروث !!! بدلا من وعي مراد الله مباشرة من كتابه !ثم أوهمهم أنهم لن يستطيعوا فهم كتاب الله إلا من خلال علماء الموروث !! وهذه من أبشع قناعات الموروث على الأمة .. فأصبح أتباع الموروث يرددون ما برمجهم عليه الموروث : كيف نفهم كتاب الله ونحن لسنا متخصصين !! فأنساهم قول الله "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" وأنساهم أن كتاب الله لك أنت بلا شريك في الوسط ، وأن المتخصصين معناها شريك في الوسط سميت بإسم شيك كي تنطلي عليك بلا انتباه !!!إن أردت أن تعلم أحد وسائل المتاجرة بالدين ، فانتبه لكل من يأخذ الدين ك(نموذج إجابة) يصحح به أوراق إجابة الآخرين !تجد صفحته دائما نشر لفضائح الناس ونشر لأخطاء الناس وزلات الناس وياسلام لو كانت بالصوت والصورة !!! يا أخي ماتسيب الناس لرب الناس وركز في ورقتك إن كنت فعلا تطبق الدين !! او انصح صاحب الخطأ بهدوء في السر إن كنت تطبق الدين !!كل من شارك أو نشر صورة يسمونها "تحرش جماعي أثناء احتفالات السيسي" أو كل من نشر فيديو أو صورة تهكم على من "ترقص" هو عابد للموروث لا يفقه عمق دينه ، فاحذره منذ هذه اللحظة وانتبه لمنشوراته ولا تثق به أبداالتحرش (سوء) ،، الجهر به بين الناس عمق ما لا يحبه الله !!!لم يسمعوا ولم يعوا قول رب العباد (لا يحب الله الجهر بالسوء) . بل لا يفقهونها ، وإن أرادوا معرفة معناها ذهبوا إلى كتب الموروث التي يعبدونها لينظروا ما هو تفسير الموروث لهذه الآية فيتبعون موروثهم دون وعي مراد الله الحقيقي . كل من ينشر سوءا ، كل من يجهر به بالنشر هو يفعل ما لا يحبه الله فلا يستغرب إن استحالت حياته إلى أمراض وتضييق وجحيم ومشاكل !! سيتحقق فيه "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" .. ومن يقرأ في ذكر الله يجد فيه تحذير بقوة عن الغيبة والنميمة والجهر بالسوء والهمز واللمز . الهمز الذي أفرد الله له سورة كاملة لا يفقهها عباد الموروث ..
الهمز الذي يعاقب فاعله فورا في الدنيا بنار تحرق قلبه من الداخل ألما وحزنا "نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة" .. نار الله في الدنيا (عذاب القلب وضيق العيش) ، وناره في الآخرة أسأل الله أن يفيقه قبل بلوغها !!العقوبة التي لم يذكر الله أنها للزاني ولا لشارب الخمر ، وإنما أفرد لها سورة كاملة لمن يهمز ويلمز ويتكلم على الناس !!سمح الله فقط (للمظلوم) بالجهر بالسوء للجهة التي ستعيد له حقه ، وليس بالجهر بالسوء للملأ لأن هذا غيبة ونميمة وإحداث فتنة في المجتمع ! تلاشى المعنى الراقي الخلوق للآية الكريمة في الموروث وتم إلغاء آيات أخرى صارمة واضحة ، وأقنعهم الموروث أن المظلوم من حقه أن (يغتاب - يهمز - يلمز - يمشي بالنميمة - يطفف - لا يعدل) مع أنها كلها نواهي قرآنية !!!هذا عمق ما قاله الله في كتابه "وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله" تستطيع بسهولة معرفة إذا كان في قلبك زيغ أم لا إن فهمت آية بعكس آية أخرى ، وتعرف مقدار الزيغ إن فهمتها بما ينسف آيات وسور كاملة !!! هذا هو لب زيغ القلوب الذي يحدثه من ينكب على اتباع كتب الموروث بلا تبين لمعرفة الصالح المفيد من الطالح المفسد !لا يفقه من يفعلون ذلك أن هذا من الفتنة والفتنة بين الناس أشد من القتل !! لذا عقوبتهم تكون في الدنيا وبالا وجحيما يعيشون فيه ليل نهار وألما وبكاءا وحزنا واكتئابا وتضييقا في العيش ، فيهب الشيطان موسوسا لهم عندها قائلا (أنت الآن عابد مجاهد في سبيل الله فاصبر واحتسب وما أصابك هذا البلاء إلا لأن الله يحبك ،، استمر !!" فيستمر في ضلاله غير منتبه أن ربه قال في الكتاب "زين لهم الشيطان ماكانوا يعملون" ولم يفقه أن الدين أنزله الله للعباد ليجعل حياتهم جنة "فآمنوا فمتعناهم إلى حين" "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ، يعبدونني لا يشركون بي شيئا" يعبدونني ... لا يشركون بي شيئا !! لا يشركون به عالم ولا فقيه ولا موروث ولا أحدا من الآباء والأجداد !!!طبعا الموروث يتجنب الخوض في هذه الآيات ، ووضع لهم آيات أخرى متشابهة نسف بها هذه الآيات بالأعلى نسفا تاما !!! فغرقوا في المعاني التي دست في الموروث ونسوا معاني آيات الله الحقيقية .انسف الموروث الذي أعماك وضيع شباب الأمة لمدة 1100 سنة ، وجعلها في انهيار تام قرنا بعد قرن ،، عد إلى كتاب ربك الواضح الذي فيه تفصيل كل شيء واعلم إن حياتك إن كانت في ضنك وجحيم فأنت لا تطبق أوامر ربك في كتابه وإنما تطبق ما أقنعك به الموروث ، وإن كانت حياتك جنة فاعلم أنك تطبق ماجاء في كتابه .. واعلم أنه قال لك في كتابه بوضوح "وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم" !! تلاقيك طول عمرك دا لم تفكر يوما بسبب الانغماس في عبادة الموروث أن تفكر لكي تعرف ما هو عهد الله الذي أمرك أن توفيه كي يوف عهده معك !!! فإن لم يوف عهده معك فاعلم أنك لم توف أنت العهد !! وما كان الله ليخلف وعده وعهده ولا يؤخره ثانية واحدة ! آه صحيح ... نسيت أن الموروث أوهمك أن الله يؤخر الوفاء بالعهد لحكمة لا يعلمها إلا هو !!!!!!! منتهى العبث بعقلك لنسف يقينك بالله وتحجير الفكر المنطقي المتنور !من يعبد الموروث سيعيش معظم حياته في جحيم وسيوهمه الموروث أن هذا من سنن الله في الكون ، وأن تمكين الله في الأرض يكون لفترة معدودة بسيطة .. هذا لأن الموروث ينظر للكون على أن أتباعه فقط هم على الحق وغيرهم على الباطل ،، ينسى أن الطرف الآخر في تمكين طوال الوقت لأنه يسير بقوانين الله التي تجعل كل من يفعلها ممكنا مستمتعا بخيرات الله في الأرض قال تعالى " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" فلا تنظر إلى نفسك ويغرنك كبرك أنك الأصح وغيرك الخطأ .. بل انظر إلى الأرض واعلم أن كل من يرثها ويمكن فيها هو الصالح من منظور الله ، الصالح لإعمار الأرض بالعلوم والتكنولوجيا والتطور والإبداع ونشر العلم بين الناس ، انظر إلى أجهزتك وبيتك وملبسك وسيارتك وموبايلك لتعلم من الصالح من منظور الله ، هذا من يمكنه الله في الأرض !! وليس التمكين بالغيبة والنميمة والغل والقتال والسيف كما أوهمك الموروث المزور !!! أنت السبب .. اختر.
بقلم د/ أحمد عمارة
|