أخصائي: هكذا نعد أجسامنا لما بعد رمضان دون مشاكل صحية
شارف شهر رمضان الفضيل على الانتهاء، بعد أن تعود الجسم على عادات معينة ارتباطا بالنمط الغذائي وتوقيته وأوقات النوم والعمل، فيما يكون الجهاز الهضمي قد تعود على الراحة نهارا والعمل ليلا، بما فيه ذلك من تفاعلات بيولوجية وفيزيولوجية وبيو كيمائية وهرمونية وأنزيمية على مستوى الجسم ككل.
ويؤكد البروفسور عبد اللطيف بور، أن هناك تحولا جذريا للنمط الغذائي وما ينتج عنه من تغيرات على العمل البيولوجي تحدث على مستوى الجسم عامة، ففجأة يكون الجسم معرضا لقلة النوم ومجبرا على النهوض مبكرا، لنجد مائدة مليئة بالحلويات والعصائر والمشروبات والمملحات التي لا تبتعد في تركيبتها من تلك التي تكون مائدة الإفطار الرمضاني.
وعرج خبير التغذية على اليومين الأخيرين في رمضان وما يصحبهما من استعدادات المغاربة لعيد الفطر الذي يحل مصحوبا بالزيارات وكل ما تعرفه الأيام من أسفار وتحضير الحلويات والتزامات العيد من طرف الأمهات زيادة المجهود النفسي المبذول من طرف أفراد العائلات، مبرزا أن يوم العيد واليومين التي تليه تعرف زيارات وتناول ما لذ وطاب من الأطباق التي تتكرر مع عدد الزيارات وسرعان ما يحس الشخص بأعراض متمثلة في الحموضة والانتفاخ والأوجاع ووجع المريء والتخمة.
تفاديا لما سبق، ينصح رئيس الجمعية المغربية لعلوم التغذية في حديثه مع هسبريس، بالتعامل مع المرحلة الانتقالية لما بعد رمضان على ثلاث مراحل، موضحا أنه من الواجب الاستعداد نفسيا وجسميا وتلقينه الأمر للأطفال والمراهقين قبيل يوم العيد بأيام، مع التقليل من تناول الحلويات والأكلات المعتادة في رمضان وحتى تغيير نمط العيش بتغيير مواعيد النوم عبر النوم مبكرا ونستيقظ مبكرا.
وأضاف أخصائي التغذية، أن المرحلة الثانية تكون يوم العيد عبر الاستيقاظ مبكرا ثم تناول وجبة فطور مبكرا، موضحا أنه كلما تم التبكير بوجبة الفطور كلما تم الاقتراب من سيناريو رمضان، ودعى إلى تناول وجبة الفطور قليلة المنبهات لتفادي حرقة المعدة، وقليلة الحلويات والمملحات والعصائر ذات السكر المضاف.
وأبرز المتحدث أنه كلما كانت الوجبة خفيفة سهُل الهضم، حيث أن جهاز الهضمي تعوَّد على الراحة طيلة النهار فوجب ترويضه لإرجاعه تدريجيا لعمها المعتاد طيلة النهار، وهنا تتجلى حكمة الله ورسوله من صيام ست أيام من شوال، يقول البروفسور بور متابعا " يجب تفادي كل ما هو دسم ومقلي ومخلل ومشبع بالزبدة والعسل بخاصة الزبدة المهدرجة، التي تشكل خطرا كبيرا على جهاز القلب والشرايين وعلى الكلي والنظر والمخ".
وينصح الأستاذ الجامعي بكلية العلوم بالقنيطرة، بالتقليل قدر الإمكان من المدرات للبول والمنبهات المتناولة ليس أثناء زيارات العيد بل وحتى طيلة اليوم مع الأصدقاء في المقاهي لما تشكل من خطر قرحة المعدة، وكذلك الأمر بخصوص المشروبات الغازية والعصائر المصنعة، مع اجتناب شرب القهوة على معدة فارغة لما تسببه من خطر والحرص على شرب الشاي بدون نعناع لأنه يسبب حرقة وحموضة المعدة.
ودعا الخبير في التغذية، إلى اجتناب الخلط بين الأطباق ما يؤدي إلى التخمة وحرقة المعدة والتهاب الاثنا عشري والمريء والغثيان والخبل وحتى الإسهال والقيئ موصيا بزيارة الطبيب في هاته الحالات، والحرص على توفير الراحة للجهاز الهضمي، وعلى أخذ قسط من النوم. وتأخير تناول الغذاء يوم العيد إلى الثالثة أو الرابعة بعد الزوال قصد تقريبها لتوقيت وجبة الإفطار في رمضان.
وبخصوص المرحلة الانتقالية الثالثة المتعلقة لما بعد العيد، أوصى البروفسور بتغيير تدريجي في أوقات وجبات الفطور والغذاء لتقريبها لنصف النهار والزوال والساعة الملائمة لوجبة الإفطار وذلك على امتداد أربعة أيام التي تلي يوم عيد الفطر، أو اليوم السابع للذين يصومون ست شوال، إلى جانب تناول وجبات صغيرة ومتفرقة طيلة اليوم، وتناول وجبات محضرة من الخضر والفواكه لما تحتويه من فيتامينات واقية ومعادن بناءة وألياف غذائية مهمة للعبور المعوي وامتصاص الزائد من الدهون والكوليسترول والسكريات.
وأوصى الدكتور بور بالاستمرار في تناول الشوربات، وتزويد الجسم وإعانته على تجديد البكتيريا المفيدة التي تعيش في أمعائه ذات المنفعة الكبيرة، البكتيريا المفيدة الموجودة طبيعيا داخل الأمعاء والتي تسهل عملية الامتصاص والمرور المعوي وتقوي المناعة.