11ـ قتال الترك (التتار المغول)
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر، وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة، وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الأمر حتى يقع فيه، والناس معادن: خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله) صحيح البخاري.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ التُّرْكَ قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، يَلْبَسُونَ الشَّعْرَ، وَيَمْشُونَ فِي الشَّعْر) صحيح مسلم.
وقد قاتل المسلمون الترك من عصر الصحابة رضي الله عنهم، وذلك في أول خلافة بني أمية، في عهد معاوية رضي الله عنه. روى أبو يعلى عن معاوية بن خُديج، قال: كنت عند معاوية بن أبي سفيان حين جاءه كتابٌ من عامله يخبره أنه وقع بالترك وهزمهم، وكثرة من قتل منهم، وكثرة من غنم، فغضب معاوية من ذلك، ثم أمر أن يكتب إليه: قد فهمت مما قلت ما قتلت وغنمت، فلا أعلمنً ما عدت لشيء من ذلك ولا قاتلتهم حتى يأتيك أمري. قلتُ: لم يا أمير المؤمنين؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لتظهرن الترك على العرب حتى تلحقها بمنابت الشيح والقيصوم" فأنا أكره قتالهم لذلك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين، عراض الوجوه، كأن أعينهم حدق الجراد، كأن وجوههم المجان المطرقة، ينتعلون الشعر، ويتخذون الدرق، حتى يربطوا خيولهم بالنخل) زيادة الجامع الصغير للسيوطي.
وأخرج أحمد بن حنبل في المسند عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول:(إن أمتي يسوقها قوم عراض الوجوه صغار الأعين، كأن وجوههم الجحف ثلاث مرات حتى يلحقوهم بجزيرة العرب أما السائقة الأولى فينجو من هرب منهم وأما الثانية فيهلك بعض وينجو بعض أما الثالثة فيصطلمون من بقي منهم ) قالو يا نبي الله من هم؟ قال:(هم الترك، أما والذي نفسي بيده ليربطن خيولهم بسواري مساجد المسلمين). ومعنى فيصطلمون من بقي منهم أي يحصدون من بقي في المرة الثانية.
وكان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتع السفر والأسقية بعد ذلك للهرب، مما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم من البلاء من أمراء الترك. وكان مشهوراً في زمن الصحابة رضي الله عنهم حديث: "اتركوا الترك ما تركوكم".
وحدث مسلم بن أبي بكرة قال سمعت أبي يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة فند نهر يقال له دجلة يكون عليه جسر يكثر أهلها وتكون من أمصار المهاجرين - وفي رواية تكون من أمصار المسلمين- فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء عراض الوجوه صغار الأعين حتى ينزلوا على شط النهر فيتفرق أهلها ثلاث فرق فرقة يأخذون أذناب البقر والبرية وهلكوا وفرقة يأخذون لأنفسهم وكفرو وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلون وهم الشهداء)سنن أبو داود.
المجموعات التركية هي واحدة من المجموعات والشعوب الأوروآسيوية، وهذه الجماعات تقيم متفرقة على متداد القارة الأورو آسيوية (أوربا وأسيا) في الوسط والشمال والغرب من هذه القارة الكبرى. الترك أو الشعوب التركية هم من يتكلمون اللغات التي تنتمي إلى مجموعة اللغات التركية، فمصطلح الترك يطلق على تلك الجماعات الإثنية اللغوية من أمثال الكازاخ والأذر والتتار ووالقرقيز والأتراك في تركيا والأويغور والأوزبك وغيرهم، أيضا فإن ممن ينتمون إلى الجماعات التركية الشعوب التركية القديمة كالسلاجقة والعثمانيون والخرز والبلغار والآفار والمماليك والتيموريون، وقد ذهب المؤرخون والمختصون إلى أن الترك جاءوا من أواسط القارة الآسيوية، وبذلك يكون وسط أسيا هو الموطن الأصلي لهذه الجماعات، إلا أن هذا لا يمنع أن لكل شعب من الشعوب المذكورة منطقة خاصة به ينفرد بها وحده، ومع الترحال والتنقل أخذت اللغات التركية بالانتشار بشكل كبير في كافة المناطق، ينوه إلى أن مصطلح الترك يطلق على كافة الشعوب التي تنتمي إلى المناطق المتعددة من القارة القارة الأورو آسيوية وهم أيضا الذين يتحدثون اللغات التركية كافة أما الأتراك فهم من يسكنون حاليا في تركيا ويتحدثون اللغة التركية، وهم شعب من عائلة شعوب الترك.
التتار وعلاقتهم مع المغول
التتار هم قبائل تركية، وهم جزء لا يتجزأ من الأمة التركية يتكلمون اللغة التركية، قسم منهم شكلوا دولة مستقلة تسمى تترستان في جبال الآورال، ورد ذكرهم في نقوش الأرخون التركية التي ترجع إلى القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)، كما أطلق هذا الاسم على المغول عامة، أو على فريق منهم خاصة.
وفي جميع الفتوحات المغولية التي وقعت في القرن السابع الهجري كان الفاتحون يسمون التتار في كل مكان نزلوا فيه، سواء أكان في الصين أم في البلاد الإسلامية أم في بلاد روسيا وغرب أوروبا.
أما الأتراك الذين يعيشون في الأناضول أو آسيا الصغرى (الجمهورية التركية حاليا) فهم بقايا هجرات بعض القبائل التركية في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي، والذين هاجروا من بلاد الترك الممتدة من هضبة منغوليا، وشمال الصين شرقاً إلى بحر الخزر (بحر قزوين) غرباً، والتي تسمى حاليا (تركستان)؛ لأسباب اقتصادية، كالحاجة إلى الكلأ والمراعي، أو بسبب خلافاتهم مع قبائل تركية أخرى، حدث بينهم خلافات معها.
وقد دخل كثيرٌ من الترك في الإسلام، ووقع على أيديهم خيرٌ كثير للإسلام والمسلمين، وكونوا دولة إسلامية قوية، عز بها الإسلام، وحصل في عهدهم كثيرٌ من الفتوحات العظيمة، ومنها: فتح القسطنطينية عاصمة الروم، وهو تهيئة للفتح العظيم آخر الزمان قبل ظهور الدجال كما سيأتي.
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف، صغار الأعين وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر) صحيح البخاري. فخوز وكرمان إقليمان من أقاليم العجم، أما كرامان فهي بلدة مشهورة بين خراسان وبحر الهند، أما خوز فهم من عراق العجم ويمكن أن يراد بها مناطق قريبة من بحر قزوين، وفي هذا الحديث إشارة إلى أن المراد بأحاديث قتال الترك هو ما سيقع بين المسلمين وبين الأقوام التي خلف جبال القوقاز، ومن شابههم في الأوصاف بالمشرق والأحاديث بمجموع طرقها تشير إلى عدة معارك وليس معركة واحدة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لينزلن الدجال خوز وكرمان في سبعين ألفا وجوههم المجان المطرقة) ويحتمل الأمر أن خوز وكرامان من أول المعاقل التي تقع في يد الدجال ومنها يتوجه لقتال المسلمين بمن معه ممن يحملون أوصاف الترك ممن هاجم بهم خوز وكرمان.
ومضى في الكلام على قتال الترك ذكر صفاتهم التي جاء ذكرها في أحاديث قتالهم، وذكر هنا في هذا الحديث قتال خوز وكرمان، وهما ليسا من بلاد الترك، بل من بلاد العجم، ومه هذا جاء وصفهم كوصف الترك.
قال ابن حجر: "يمكن أن يجاب بان هذا الحديث غير حديث قتال الترك، ويجتمع منها الإنذار بخروج الطائفتين" فتح الباري.
وعن أبي هريرة رضى الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوشك أن يكثر فيكم من العجم أسد لا يفرُون، فيقتلون مقاتلتكم، ويأكلون فيئكم" رواه الطبرني. وعلى هذا فقتالُ العجم من أشراط الساعة.
وللحديث بقية