11-02-2017
|
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
قسم الإســلامي العام
وعـد بلفور المشئوم وسرقة وطـن ( 1 )
الحمد لله مكور الليل على النهاررافع ومشرف السادة الأخيار مذل الكفار الأشرار الفجار وأصلِ وأسلم على سيد الأطهارالنبي المختار محمد بن عبد اللهصل الله عليه وسلم، وعلى آل بيته وصحبه ومن ولاه .
وبعــــــــــد يصادف الثاني من تشرين الثاني من كل عام ، الذكرى السنوية لصدور وعد بلفور المشئوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على المقولة المزيفة 'أرض بلا شعب لشعب بلا أرض'.وعد بلفور - هو الإسم الشائع المطلق على الرسالةالتي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللوردليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانيةلإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. حين صدر الوعد كان تعداداليهود في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان. وقد أرسلتالرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطانى فلسطين. يطلق المناصرونللقضية الفلسطينية عبارة "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" لوصفهمالوعد .
وثيقة وعد بلفور النسخة الأصلية الموجهة للحركة الصهيونية وزارة الخارجية البريطانية2 نوفمبر 1917م
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذيينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهوديفي فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهومابشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينيةالتي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوقأو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى'.وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح.
المخلص
آرثر بلفور
يعدُّ وعد بلفور الدعامةالأولىللكيان الصهيوني الغاصب ما يسمىإسرائيل؛ فما هو ذلك الوعد، وما أسبابه، وماذا يتضمن ؟ وعد بلفور: هو ذلك الوعد الذي أصدرته الحكومة البريطانية بإنشاءالوطن القومي اليهودي في فلسطين، وذلك في الثاني من نوفمبر عام (1917) م. وقد تواتر أن الباعث الأعظم الذي حقق حلم الصهيونية هو ما رواه (لويدجورج) رئيس الوزارة البريطانية الأسبق في مذكراته عن الدور الذيقام به وايزمان في خدمة بريطانيا إبان الحرب العظمى، وذلك عندماساعد بريطانيا في استخراج مادة الأسيتون التي تستخدم في صنعالذخائر الحربية التي كانت تستخرج من خشب الأشجار، وكان استخراجهابكميات كافية يحتاج إلى مقادير هائلة من الخشب، وليس في إنجلتراغابات كثيرة تفي بهذه الحاجة، فكانت تستورد من أمريكا، والأسعارارتفعت. وأخيراً اهتدى لويد- وكان يومئذ رئيس لجنة الذخائر- إلى أستاذ بارعفي الكيمياء وضع مواهبه تحت تصرف بريطانيا، وهو الدكتور (وايزمان) الذي أصبح بعد ذلك مشهوراً، وكان وايزمان مقتنعاً بأن أملالصهيونية رهين بانتصار الحلفاء؛ فاستطاع بعد بضعة أسابيع أنيستخرج المادة المطلوبة الأسيتون من عناصر أخرى غير الخشب، مثلالحبوب والذرة على وجه الخصوص، وبذلك حلَّ لبريطانيا أعوص مشكلةعانتها أثناء الحرب.ورفض الدكتور (وايزمان) كل جزاء مقابل عمله، بشرط أن تصنع بريطانياشيئاً في سبيل الوطن القومي اليهودي. ولما تولى (لويد جورج) رئاسة الوزارة خاطب بلفور بأن بريطانيا تريدأن تجتذب إلى صفها اليهود في الدول المجاورة، وكانوا ميالين إلىألمانيا لسخطهم على روسيا، وكان لذلك أثره على وعد بلفور. وبعبارة أخرى فإن بريطانيا رغبت في مكافأة إسرائيل على عملها،ومساعدتها لها في الحرب، ورغبت أيضاً في كسب اليهود، فكان ذلكالوعد ... عام (1917) م. وكان الثمن إعطاء ما لا يملك شيئاً لمن لا يستحق شيئاً. وبعد ذلك تتابعت الهجرة اليهودية من شتى أقطار العالم، وانصهرت فيبوتقة اليهودية أكثر من سبعين جنسية من مصر، واليمن، والحبشة،والعراق، والهند، وأوربا، وروسيا، وأمريكا، وغيرها. وفي عام (1948) م, ارتفع عدد اليهود من خمسين ألف مهاجر إلى ستمائةوخمسين ألفاً، ثم تتابعت الهجرات من كل أنحاء العالم.
وعد بلفور كان بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود علىأرض فلسطين؛ استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب متجذر فيهذه الأرض منذ آلاف السنين.
وجاء الوعد على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك، آرثرجيمس بلفور في حكومة ديفيد لويد جورج في الثاني من تشرين الثاني عام 1917،إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، وذلك بعدمفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهودالبريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، واستطاع من خلالهاالصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ علىمصالحها في المنطقة.
وكانت الحكومة البريطانية قد عرضت نص تصريح بلفور على الرئيس الأميركيولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918، ثم تبعها الرئيس الأميركي ولسون رسميا وعلنيا سنة 1919، وكذلكاليابان، وفي 25 نيسان سنة 1920، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء فيمؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضعوعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي 24 تموز عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذيدخل حيز التنفيذ في 29 أيلول 1923، وبذلك يمكننا القول إن وعد بلفور كانوعدا غربيا وليس بريطانيا فحسب،في المقابل اختلفت ردود أفعال العرب تجاه التصريح بين الدهشة، والاستنكار،والغضب، وبهدف امتصاص حالة السخط والغضب التي قابل العرب بها وعد بلفور،حيث أرسلت بريطانيا رسالة إلى الشريف حسين، بواسطة الكولونيل باست، تؤكدفيها الحكومة البريطانية أنها لن تسمح بالاستيطان اليهودي في فلسطين إلابقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية،ولكنها في الوقت نفسه أصدرت أوامرها إلى الإدارة العسكرية البريطانيةالحاكمة في فلسطين، أن تطيع أوامر اللجنة اليهودية التي وصلت إلى فلسطين فيذلك الوقت برئاسة حاييم وايزمن خليفة هرتزل، وكذلك عملت على تحويل قوافلالمهاجرين اليهود القادمين من روسيا وأوروبا الشرقية إلى فلسطين، ووفرتالحماية والمساعدة اللازمتين لهم.أما الشعب الفلسطيني فلم يستسلم للوعود والقرارات البريطانية والوقائعالعملية التي بدأت تفرض على الأرض من قبل الحركة الصهيونية وعصاباتهاالمسلحة، بل خاض ثورات متلاحقة، كان أولها ثورة البراق عام 1929، ثم تلتهاثورة 1936.
من جهتها اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها من هذا الوعد مستنداقانونيا لتدعم به مطالبها المتمثلة، في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين،وتحقيق حلم اليهود بالحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قوميلهم، يجمع شتاتهم بما ينسجم وتوجهات الحركة الصهيونية، بعد انتقالها من
|
|
|
|
|