كيف تتعامل مع المنافسة الشرسة؟
هل أنشأت مطعماً ذو مفهوم جديد وفوجئت بعد بضعة أشهر بظهور العديد من المطاعم التي تتبع نفس المفهوم والتصميم؟ هل أطلقت شركة إستشارات مميزة وتقدم خدمات متخصصة مع أهم الخبراء ووجدت بعد فترة أن عملائك بدأوا باللجوء إلى شركات أخرى؟ هل صممت موقع إلكتوني ثوري وعثرت أحد الأيام على موقع مشابه تماماً؟ هل كنت أحد أول الأشخاص الذي أسس شركة مقاولات في منطقتك، ولاحظت بعد فترة أن السوق يعج بعدد هائل من الشركات التي تقدم نفس خدماتك؟ إن كان يعتريك خوفاً من أن تخسر موقعك في السوق بسبب المنافسة، فلا داعي لذلك. المنافسة هي أفضل شيء حصل لك، فمن خلالها تثبت لعملائك أنك الأفضل.عدد السكان الإجمالي للكرة الأرضية في وقت كتابة هذا المقال هو 7,257,936,537 وهو آخذٌ في الإزدياد مع كل ثانية تمرّ. ومع ارتفاع الكثافة السكانية، لا بد من أن يعج السوق بأعدادٍ هائلة من المنتجات والشركات وقد أظهرت الإحصائيات أن عدد الشركات المسجلة والغير المسجلة فتتراوح تقديراتها بين 125 مليون و190 مليون شركة منها 99% شركة صغيرة ومتوسطة وهذا عدا عن المؤسسات الحكومية والمنظمات التي لا تبغي الربح. ولا خوف من ذلك حيث يتسع السوق للجميع. ورغم أن المنافسة الشرسة قد تدفع ببعض الشركات إلى الإفلاس، إلا أن ذلك يقع على عاتق أصحاب الشركات الذين لا يعرفون كيفية التعامل معها. فيما يلي عدد من النصائح التي ستساعدك على التعامل مع هذا الموقف الشائك.لا تجزع:قال ريادي الأعمال الأميركي جايمس كاش بني: "التاجر الذي يسعى لخدمة العموم من خلال عمله ليس عليه أن يخشى المنافسة." المنافسة جزءٌ أساسي في الحياة المؤسسية وهي ضرورية لأنها تدفع أصحاب الشركات إلى تحسين خدماتهم بشكلٍ دائم والإستماع إلى السوق والتجاوب مع احتياجات الزبائن. لا تنظر إلى المنافسة كعدو لدود يسعى إلى تدميرك بل كمحفز يساعدك على تطوير شركتك. كن متأكد أن لا شيء يهدد شركتك لطالما أنت تقدم أفضل الخدمة الأفضل. حافظ على أولوياتك واحرص على إرضاء عملائك.لا تخفض الأسعار:أحد أول الأمور التي تلجأ إليها الشركات عند مواجهة منافسين شرسين هي الإسراع بإعادة الحسابات وخفض الأسعار ظناً منها أن هذا الحل سيساعدها على الحفاظ على مركزها في السوق. وخفض الأسعار يعني عادةً إما خسائر في الأرباح أو التضحية بنوعية المنتج أو الخدمة. وهذا هو الأمر الفعلي الذي سيدفع بعملائك لاختيار شركة أخرى. لذا عليك ألا تساوم على نوعية الخدمة أو المنتج الذي تقدمه.لا تفقد التركيز:العديد من الشركات تصاب بحالةٍ من الهلع عند ظهور المنافسة وتبدأ بتغيير استراتجياتها بشكل عشوائي وهيستيري. وقد شهد السوق على الكثير من الشركات التي قامت بإضافة عدد كبير من المنتجات لضمان ربحيتها أو المطاعم التي عدلت لوائح الطعام فجأةً أو المؤسسات التي لجأت إلى إطلاق حملات تسويقية ضخمة وتغيير علامتها التجارية بهدف جذب زبائنها من جديد. كل هذه الحلول، إن كانت غير مدروسة، تؤدي إلى هلاك الشركة. لذلك، النصيحة الأنسب هي "إعقل ثم توكل". لا ضير في مراجعة استراتجيتك وخططك المالية ولكن لا تتسرع في القرارات وقم بخطوات مدروسة وحذرة. وقبل أن تقوم بأي تغيير، تأكد من أنه ضرورة مطلقة.ادرس المنافسة:لمعرفة كيفية التعامل مع منافسيك، عليك أن تدرسهم عن قرب. حدد نقاط القوة والضعف لديهم. إعرف ما الذي يميز علامتهم التجارية، ما هي ميزتهم التنافسية، لما يفضلهم العملاء على غيرهم من الشركات، ما هو نوع خدمة العملاء التي يقدمونها، ما هي استراتجية التسويق والمبيعات، إلخ... عند قيامك بذلك، ستتكون لديك صورةً أوضح عن التغييرات اللازمة والتعديلات التي يجب أن تطقبها في شركتك. كل شيء يتعلق بالعميل:لا شيء يضاهي العميل من حيث الأهمية فهو سبب وجود شركتك واستمراريتها. تحدث إلى عملائك، اسألهم عن رغباتهم وتحفظاتهم. إطلب منهم أن يقدموا لك إقتراحات وأفكار لتحسين خدماتك. كما عليك تعطي أهمية كبيرة لـ "خدمة العملاء" وأن تحسّن من نوعيتها. مرّن موظفيك ودرّبهم وساعدهم على فهم إحتياجات العميل.لا تتكلم عن منافسيك بالسوء:في يومنا هذا، نشهد على الكثير من الشركات التي تقوم بمحاولات يائسة لتشويه صورة منافسيهم فيشنون حملات تشهير شرسة أو يقومون بنشر الإشاعات في السوق وإنتقادهم أمام عملائهم ظناً منهم أن هذا هو الحل الأمثل لتقويض قدرات الشركة المنافسة والإستيلاء على حصتها في السوق. وهذا أمرٌ خاطئ حيث تنبع هذه الأساليب الملتوية من قلة الثقة بالمنتج أو نقص بالقدرة الإبداعية. المنافسة الراقية والعادلة هي التي تعود بالربح على الجميع وتخلق توازناً في السوق وتقدم للعملاء الأفضل.تأكد من أن موظفيك سعداء:إن موظفيك هم المفتاح الحقيقي للنجاح. فإن كانوا غير سعداء وغير راضيين بوضعهم في شركتك فذلك سيدفعهم لعدم تأدية وظائفهم على أكمل وجه أو ترك شركتك للإنضمام إلى الشركة المنافسة. إحرص على الإستماع إلى موظفيك واجعلهم يشعرون أنهم جزء أساسي من الشركة. قدم لهم بيئة مناسبة للعمل وحفزهم من خلال التشجيع الدائم.