[محمد فرج الأصفر]

يبدو أنّ نَهَم التشيع لا يتوقف أبدًا، حيث نرى جنودًا من عدة دول يدربون، وطلابًا يُستقطبون للدراسة في "قُم" بإيران، وزحفًا جغرافيًّا واستيلاء على مناطق كاملة برمتها، فالحوثيون يدمرون اليمن، وسوريا تُباد بالكيماوي، والعراق وليبيا وغيرها أمثلة واضحة كالشمس في وضح النهار، وامتدت الآن لتظهر في قلب دول إفريقيا.

ورغم حالة الفقر الشديدة التي تعصف بالشعب الإيراني فإن نظام الملالي يصمم على السير في اتجاه الغزو بشقيه العسكري والفكري لبلاد المسلمين لاسيما القارة السمراء.

صرّح زعيم شيعة كوت ديفوار في تصريحات إعلامية له، بأن التشيع في بلاده يجري بخطط منتظمة وفق دراسة زمنية تجري متابعتها من قبل إيران، والخطط الموضوعة تقتضي بأن يكون المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي في بلاده بعد 10 سنوات، والمعروف عن كوت ديفوار أن 60% من شعبها مسلمون من أهل السنة، ينتمي معظمهم إلى المذهب المالكي.

وقال محمد علي حيدري، زعيم الشيعة في السنغال، إن أتباع الشيعة في ازدياد بإفريقيا خاصة السنغال، ومؤسسة "المزدهر" التي أنشأت عام 2000 تتحرّك في مجالات التربية والتعليم وبناء المدارس وإقامة المناسبات وطبع الكتب وإنتاج وبث البرامج في الإذاعة والتلفزيون.

وكشف شيعة السودان عن وجوههم منذ صيف 2009 عندما أقاموا لأول مرة وبصفة علنية عيد ميلاد المهدي –بحد زعمهم- في ضاحية جبل أولياء جنوب العاصمة الخرطوم، وقالت بعض المصادر إن عددهم يتجاوز 700 ألف من أتباع الإمامية الاثنى عشرية.

وبدأ المد الشيعي في الزحف على دول إفريقية أخرى مثل "غينيا بيساو وزامبيا ولوزوتو وسيشال وسوازيلاند والرأس الأخضر وغينيا" التي شهدت تأسيس مجمع شباب أهل البيت، وقال محمد دار الحكمة: إن التوجه نحو الانسلاخ من مذهب أهل السنة والجماعة واعتماد المذهب الشيعي في تناغم مطّرد بدول غرب إفريقيا.

وفي مالي بدأت ظاهرة التشيع في الاتساع منذ انطلاق شرارتها الأولى في العام 1992 بدعم وإسناد من بعض الشيعة الكويتيين وغيرهم الذين بادروا بشراء أرض في العاصمة باماكو لتأسيس مركز جمعية "أهل البيت".

ويبلغ عدد الشيعة في نيجيريا أكثر من 5 ملايين متشيع تقريبًا، أما في إثيوبيا فإن حركة تشييع السنة في أوجها سيما في إقليم "نغلي بورنا" والعاصمة أديس أبابا، وفي تنزانيا بدأ الحضور الشيعي في الازدياد خصوصا داخل إقليم زنجبار والعاصمة دار السلام.
قال ناصر رضوان، مؤسس ائتلاف خير أمة والباحث المتخصص في الشأن الشيعي، إن إيران تغزو إفريقيا بحملات تشيع تشبه حملات التنصير، فهم يستقطبون الأتباع بالمال والدعوة للدراسة في الحوزة العلمية بقم.

وأضاف رضوان لـ "الفتح" أن شيعة إيران يقومون بإغراء الشباب بزواج المتعة، وأن الطلاب الفاشلين الذين فشلوا في دراساتهم بالجامعات الإسلامية والعربية كأحمد سامبي الذي لم يقبله الأزهر في مصر لضعف مستواه فذهب إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بالمملكة العربية السعودية فرفضته أيضًا لنفس السبب، فتلقفته أيدي المخابرات الإيرانية لتجعل منه معممًا ورئيسًا لجمهورية جزر القمر، بالإضافة إلى تمويل عدة قنوات فضائية ناطقة باللغات الإفريقية كالهوسا وغيرها.

وتابع: في نيجيريا كانت إيران تعتمد خلال العقدين الماضيين على المتشيع إبراهيم زكزكي الذي تمول حملاته الإرهابية على الجيش والشرطة في نيجيريا، حتى اعتُقل بعد مواجهات دامية بينه وبين الجيش النيجيري تسببت في مقتل العشرات من أفراد الجيش؛ مؤكدًا: وظف زكزكي استخدام وسائل الإعلام في الوصول إلى أتباعهم، فمن ناحية تُترجم الأفلام الوثائقية للتعريف بمعممي الشيعة كالخميني وخامنئي إلى اللغة المحلية في نيجيريا (هوسا)، كما يتم بيع مئات من أقراص الفيديو الرقمية للسكان المحليين كل شهر، بالإضافة إلى نشر عدد من المجلات من بينها مجلة Pointer Express التي تنشر باللغة الإنجليزية، ومجلة Mizan التي تنشر باللغة المحلية النيجيرية لسنوات، كما تدير الحركة الشيعية التي يتزعمها زكزكي موقعًا رسميًا يتم إصداره باللغة الإنجليزية، بجانب إصدارات مماثلة بلغة الهوسا واللغة العربية.


وأشار رامي عيسى، الباحث المتخصص في الشأن الشيعي، إلى أن التشيع بدأ ينتشر بقوة في إفريقيا بسبب تخاذل الكثير من دعاة أهل السنة والجماعة، فاستطاعت إيران أن تشغل أهل السنة بشيعة قلائل في مصر أو الجزائر أو غيرهما، وركزوا على نشر التشيع في بلاد إفريقيا، وهذه آفة خطيرة للغاية.

ولفت عيسى انتباه "الفتح" إلى أن من صور التشيع أيضا بناء المعاهد والمدارس، متابعًا: أنهم للأسف ينشئون جامعات وهذه مصيبة، كما يبنون بعض المساجد والمراكز لجذب الناس إليها لتشييع أهل القرى الفقراء الجهلاء بدينهم؛ مشددًا على أن الداعم الأول للتشيع في إفريقيا هو إيران، وهي تهدف إلى تكوين جيش إفريقي كبير لغزو العرب في المستقبل، وقد عرضت قناة "صفا" أشخاصًا أفارقة من تنزانيا يحاربون أهل السنة في سوريا، وأخبرني أحد قادة الجيش في ملاوي أن طهران ترسل إليهم للسفر والتدريب في إيران.

وتابع: المصيبة أن الشيعة ما دخلوا بلدًا إلا عن طريق حكومته، حيث تسهل هذه الحكومات الدخول والخروج للإيرانيين، ومع الأسف رأيت في زيمبابوي جامعة تعلن عن التعريف بالإسلام ووضعوا كتب الشيعة لمن أراد أن يتعرف على الإسلام؛ ولابد أن نحاول جميعًا مكافحة التشيع، وعلى الدعاة أن ينتشروا في إفريقيا وغيرها، ففي القارة السمراء يقول الشيعة: "نحن مذهب خامس من مذاهب المسلمين"، ويجب على الجمعيات وأصحاب الأموال أن يتحركوا لبناء المدارس والمساجد هناك قبل إيران؛ فكثير من الأفارقة من أهل السنة يقولون إن إيران تبني المستشفيات والمدارس والمساجد، فأين أهل السنة من ذلك؟



ونوّه علي فضل فلولو، الباحث النيجيري، بأن غزو إيران لنيجيريا وغيرها من بلاد إفريقيا يزداد بشكل لافت للنظر.

وبيَّن فلولو لـ "الفتح" أن إيران أنشأت صحيفة ضخمة مقرها شمال نيجيريا اسمها "الميزان" تصدر باللغة العربية، وتنتشر في نيجيريا بلغة "هوسا"، ويتم نشرها الآن في "توجو" و"بنين" و"السنغال" والعديد من الدول الإفريقية، ويأتي التمويل لها من إيران، ويعمل بها العديد من الشباب النيجيري، وفي بعض الأحيان تطبع من طهران، وتورَّد إلى نيجيريا والدول الإفريقية.

واختتم: وجود أفراد شيعة في نيجيريا يعكر صفو حياة الشعب؛ لأنهم يقومون بأعمال شغب وعنف، ومظاهرات دائمة، وقطع الطرق، وآخرها ما حدث في قرية "زاريا" حيث قطع إبراهيم الزكزكي الطريق واعتدى على وزير الدفاع النيجيري أثناء مروره مما أدى إلى اعتقاله.

[عابرة سبيل]