أشار الكاتب "يوسي ميلمان" في مقال بصحيفة معاريف العبرية إلى أن إطالة مدة الحرب في سوريا ودخول روسيا على خط المعركة في صالح اسرائيل ويخدمها بشكل كبير، مشيرا الى أن المستفيد الأكبر من تلك المعركة هو الأسد وأن روسيا أبلغت الولايات المتحدة وإسرائيل بتفاصيل المعركة ونسقت معها، و اسرائيل يمكنها أن تستفيد بشكل كبير، مؤكدا أن طول مدى الحرب زمنيا يعزز أكثر فأكثر مكانة إسرائيل كقوة عظمى إقليمية ويضعف إيران وحزب الله.
وإلى نص المقال..
من الواضح أن حشد كل تلك القوات التابعة للجيش الروسي في سوريا سيؤدي بالطبع إلى تدخل نشط في الحرب الدائرة هناك. وبالرغم من ذلك فان الغارة الروسية كانت مفاجئة، حيث صادق البرلمان الروسي على الهجوم في الصباح وفي الظهيرة سارعت الطائرات إلى مهاجمة مواقع معارضين لنظام الاسد في منطقة حمص، وجماعات اخرى تدعمها الولايات المتحدة تعمل مع الجيش السوري الحر ـ او ما تبقى منه.
ووفقا لتقارير في الولايات المتحدة، فإن الجيش الروسي صرح قبل الهجوم بساعة للجيش الأمريكي عن نيته في الهجوم، وابلغ أيضا إسرائيل مسبقا.
ووفقا للأهداف التي تم تحديدها يمكن القول بأن روسيا تحاول تثبيت تقسيم عمل لا يعجب الولايات المتحدة والتحالف الذي اقامته للحرب ضد الاسد وداعش سويا.
وفي تقسيم العمل هذا ستهاجم طائرات الولايات المتحدة والتحالف داعش، فيما تهاجم الطائرات الروسية باقي المنظمات، والمدعومة معظمها من واشنطن، أو قطر وتركيا.
ومن الواضح أن المنتصر الاكبر هنا هو الأسد، فثقته بنفسه سوف تتعاظم في اعقاب التدخل الروسي والتحالف الذي عقدته روسيا مع إيران وحزب الله.
أيضا فشلت الولايات المتحدة في تحقيق هدفين:أولاهما اسقاط الاسد وثانيهما تدمير داعش، في المقابل فإن حرية عمل اسرائيل في سماء سوريا تضيق، و لا يعني ذلك أن الجيش الاسرائيلي لن يرد بعد اليوم على النار من هناك او حتى على اطلاق النار بالخطأ مثلما كان في بداية الاسبوع ـ ولكن يعني ذلك أن الاصبع على الزناد سيكون اكثر حذرا بكثير، وستفكر اسرائيل جيدا قبل أن تقرر اطلاق طائرات سلاح الجو إلى سماء سوريا، أو إلى مسافات قصيرة قرب الحدود او مهام احباط للإرهاب وقصف لقوافل السلاح.
وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه أعلن أنه لا ينظر بعين الرضا للهجمات الجوية الاسرائيلية على سوريا، ولكن لتقليص مجال العمل الاسرائيلي في سوريا يوجد ايضا جانب ايجابي، يحقق مصالح اسرائيل: فإن إطالة مدة وزمن الحرب من شأنه أن يعزز اكثر فأكثر مكانة اسرائيل كقوة اقليمية كبرى.
يوسي ميلمان
صحيفة/معاريف
ترجمة/ إسلام كمال الدين