أدانت رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة إصدار الفيلم الإيراني “محمد رسول الله ” الذي عُرض يوم الخميس 12 ذي القعدة 1436هـ في مهرجان مونتريال بكندا والذي أظهر لقطات تمثيلا لجسد النبي صلى الله عليه وسلم وهيئته
جاء ذلك في البيان الذي أصدره معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وقال فيه : “إن رابطة العالم الإسلامي تؤكد على حرمة تجسيد النبي محمد صلّى الله عليه وسلم في الأعمال الفنية تحت أية ذريعة كانت ؛ لأن تجسيد الرسول صلّى الله عليه وسلم ، وتمثيله في الأفلام والمسلسلات يتعارض مع ما ينبغي من توقيره عليه الصلاة والسلام ويعد ذريعة للاستخفاف بمقامه الشريف وسبيلاً للاستهزاء به ، وبما جاء به من الدين والشريعة .
وأضاف ” أنه انطلاقا من واجبات الرابطة نحو خاتم النبوة وإخوانه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإنها تؤكد ما سبق وصدر عنها من خلال مجمعها الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة في دورته العشرين المنعقدة بمكة المكرمة، في الفترة من 19-23 محرم 1432هـ التي يوافقها:25-29 ديسمبر 2010م حيث لوحظ استمرار بعض شركات الإنتاج السينمائي في إعداد أفلام ومسلسلات فيها تمثيل الأنبياء والصحابة فأصدر المجمع بياناً يؤكد فيه قرار دورته الثامنة المنعقدة عام 1405هـ الصادر في هذا الشأن، المتضمن تحريم تمثيل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الرسل والأنبياء عليهم السلام والصحابة رضي الله عنهم، ووجوب منع ذلك وتحريم إنتاج هذه الأفلام والمسلسلات، وترويجها والدعاية لها واقتنائها ومشاهدتها والإسهام فيها وعرضها في القنوات ، لأن ذلك قد يكون مدعاة إلى انتقاصهم والحط من قدرهم وكرامتهم، وذريعة إلى السخرية منهم، والاستهزاء بهم ، ولا مبرر لمن يدعي أن في تلك المسلسلات التمثيلية والأفلام السينمائية فائدة في التعرف عليهم وعلى سيرتهم؛ لأن كتاب الله قد كفى وشفى في ذلك قال تعالى:”نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هـذا القرآن” [يوسف:3] وقال تعالى:”لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون”[يوسف :111].
وذكّر المجمع بقرار هيئة كبار العلماء، وفتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، وفتوى مجمع البحوث الإسلامية في القاهرة، وغيرها من الهيئات والمجامع الإسلامية في أقطار العالم التي أجمعت على تحريم تمثيل أشخاص الأنبياء والرسل عليهم السلام مما لا يدع مجالاً للاجتهادات الفردية . قال تعالى ــ في حق نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ــ :”إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا”[ الأحزاب:57].فجعل أذى الرسول صلى الله عليه وسلم من أذى الله تعالى، وحكم على مؤذيه بالطرد والإبعاد عن رحمته، والعذاب المهين له.
وأكد البيان أن أهل العلم قد قرّروا أن أذية الرسول صلى الله عليه وسلم تحصل بكل ما يؤذيه من الأقوال والأفعال وتمثيل أنبياء الله يفتح أبواب التشكيك في أحوالهم والكذب عليهم، إذ لا يمكن أن يطابق حال الممثلين حال الأنبياء في أحوالهم وتصرفاتهم وما كانوا عليه ــ عليهم السلام ــ من سمت وهيئة وهدي، فعلى الأمة أن تقوم بواجبها الشرعي في الذبّ عن الأنبياء والمحافظة على مكانتهم، والوقوف ضد من يتعرض لهم بشيء من الأذى.
وطالب الدكتور التركي المسؤولين في إيران بإيقاف عرض هذا الفيلم ومنعه لأنه انتهاك لما أوجبه الله علينا من التوقير لنبيه محمد صلّى الله عليه وسلم ، والرجوع إلى الحق وإلى أقوال علماء المسلمين في هذا الشأن .
ودعا معاليه الأمة الإسلامية جميعها إلى الحذر من اقتراف مثل هذه الأعمال المحرمة وبخاصة مؤسسات الإنتاج الإعلامي والقنوات الفضائية ، وأن الواجب على المسلمين التواصي بمنع الفيلم المذكور ومقاطعته ، ومقاطعة أي عمل ينطوي على هذه الإساءة لمقام النبوة.