11-10-2014
|
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
قسم الحوار والنقاش العــام
نحن في حاجة إلى ثورة أخلاقية
إنَّ الأخلاق الفاضلة هي من صفات المؤمن وقد أكد على أهميتها معلم البشرية صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الشريفة : ”وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً " وفي الحديث
"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" والحديث "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً " وخاطب الله عز وجل رسوله الكريم بالآية الكريمة " وإنك لعلي خلق عظيم " سورة القلم. وقال احد الحكماء: الأدب صورة العقل فصور عقلك للناس كيف شئت.
لن يستقيم امر مجتمع اﻻ بأخلاقه ولن يستطيع أن يتخلص من مشاكله إلاّ بتحليه باﻻخلاق الحسنة. إن من اهم القيم التي في حاجة اليها مجتمعاتنا العربية هي الصدق والعدل في كل شيءٍ ، وأولا الصدق مع النفس .
إننا في حاجة الي الترابط المجتمعي وتماسكه ، إلى ثورة تعيد الي المجتمع دفئه وترابطه اﻻنساني ثورة تدعو الي الحب والتآخي ثورة للقضاء علي بزاءات الشعب وانفلاته في كل جوانبه الأخلاقية...مجتمعاتنا في حاجة الي ميثاق أخلاقي يلتزم به المجتمع ... مجتمعاتنا في حاجة إلي تنمية قيمة العفو والصفح والوفاء بالعهد والعدل في كل أمور حياتنا ... الحرص علي قيم المواطنة وتعزيزها وتكافؤ الفرص للجميع بدون تمييز عملاً بمبدأ " إن خير من استأجرت القوي اﻵمين "...العدل وتكافؤ الفرص تجعل المجتمع اكثر توازناً ... وتجعل الشعب يشعر باﻻنتماء لمجتمعه .... ثورات عربية أطاحت بحكام ولكن كشفت عن اﻻخلاق الحقيقية للشعوب إنها في حاجة الي إصلاحٍ وتهذيبٍ أوضحت كم اﻻنهيار واﻻنفلات اﻻخلاقى الذي حدث علي مر العصور الماضية وكأنه ﻻيوجد تعليم وﻻ مساجد وﻻ كنائس وﻻ إعلام يربي وينشئ جيلاً قادراً علي تحمل المسؤلية اﻻخلاقية تجاة مجتمعه وبلده ....الجميع انا ومن بعدي الطوفان .... مصلحتي أين؟؟ .... مع من ... ؟؟حتي لو مع الشيطان سأتحالف لأجل مصلحتي الشخصية ... وليذهب مجتمعي أو بلدي الي الجحيم ....كم نحن في حاجة الي ثقافة اﻻنتماء ..كم نحن في حاجة الي ثقافة الإيثار.. كلها موجودة في جميع الأديان وتدعو إلى الاخلاق ولكن أين هي الأخلاق في مجتمعاتنا.... ماذا تفيد الثورات ....وﻻ أمانة لدي الشعوب .... الأمانة في العمل ... اﻻمانة في حب الوطن ....اﻻمانة في تعاملنا في الحياة اليومية ..... كل هذه أخلاقيات نفتفدها أو تفتقدها معظم الشعوب العربية لماذا ...؟
الدور الإعلامي والتربوي والديني والذي يتمثل في رجل اﻻعلام ... والمعلم ورجل الدين كل هؤﻻء هم من يشكلون المجتمع وأخلاقه سواء بالقدوة الحسنة... أوالدعوة المباشرة باختيار المواضيع والدروس التي تهدف الي ذلك ....؟
كيف وفاقد الشيء ﻻيعطيه؟
ﻻسف بعض المعلمين ﻻيصلح ان يكون قدوة وﻻ ان يكون في قاعة العلم ﻻنه سيئ الخلق ....ولكم ان تتخيلوا ان يكون من يبني العقول سيئ الخلق ماذا سيقدم وماذا سيصنع في اﻻجيال ...وماهي مخرجاته التربوية ...؟
دور العبادة ...لماذا ضعف دورهم في التأثير والحث علي اﻻخذ بيد المجتمعات الي الأخلاق الحميدة ....؟ هل من يرشدون والدعاة مقتنعون...مقتنعون بدورهم ويدركون خطورة دوره واهمية رسالتهم الدينية واﻻصﻻحية في المجتمع ...؟
اما رجال اﻻعﻻم فهم اﻻن من يشكل الجانب اﻻكبر من التأثير في المجتمع ...حيث انهم يستطيعون ان يكملوا دور المعلم ودور رجل الدين او يهدموا كل مايقدمه هؤﻻء ....وللاسف دور اخذ الدور السلبي الذي يهدم وﻻ يبني ....كيف ﻻعلامي يخاطب الجماهير وهو يلعنهم بابشع واقذر اﻻلفاظ ويطلق عليه اعﻻمي ....كيف له اختار لنفسه ان يكون قدوة سيئة بدﻻ من أن يصبح قدوة حسنه ....دور السينما والفن ...فحدث وﻻ حرج اصبحت اوكار للدعارة سواء اللفظية او السلوكية...وكله باسم الفن مع ان دور الفن راقي وهادف يهدف الي التركيز علي مشاكل المجتمعات ويحاول ان يقدم لها الحلول والعﻻج ...اﻻ انه ارتضي من يقومون علي دور الفن ﻻنفسهم بان يكونوا عوامل هدم وتدمير للشباب وﻻخﻻق المجتمع....ليصبح المجتمع منحل اخﻻقيا ....هذه علة مجتمعنا انحلال أخلاقي ....ولذلك يستوجب علي الجميع ابتداء من اﻻسرة والمعلم والدعاة ورجال اﻻعلام من وقفة من النفس ومحاولة اعادة أخلاق المجتمع الحميدة .....والدعوة لثورة ضد كل ماهو خطأ في مجتمعاتنا....ولتبدأ ثورتنا بأنفسنا. عبدالرحيم ثابت المازني
|
|
|
|
|