إياك أخي المسلم أن تغش أخاك المسلم فقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه و سلم : (( من غَشَّ فليس مِنِّي )) . وللغش مظاهر ، ومن أعظم الغش غش الراعي لرعيته وقد قال النبيُّ صلى الله عليه و سلم : (( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته )). وكذا غش القائد لجنده ، والرئيس لمرؤوسيه وصاحب العمل لعماله ، ورب الأسرة لأسرته وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه و سلم : (( ما من عبدٍ يسترعيه اللهُ رعيةً يموتُ يومَ يموتُ وهو غاشٌ لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة )) .
ومن الغش : الغش التجاري الذي يتعدى فيه الغاش على مال الغير ، ولو كان شيئاً يسيراً ؛ ليحصل عليه بالحرام عن طريق الكذب ، والكتمان أو إخفاء عيوب السلعة أو البخس في الميزان . وكذلك من أخطر أنواع الغش الغش في العلم ؛ لأنَّ الغاش حينما يحصل على شهادة بالغش ، ربما يحصل على مال حرام بذلك ؛ لذا فإنَّ الغش في الامتحانات من أخطر الكوارث .
ومن أخطر أنواع الغش الغش بالقول كالإدلاء بالشهادات والأقوال والمعلومات أو القضاء وغيره بشكل مخالف للحقيقة ليوقع الضرر بالناس ظلماً وزوراً ، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه و سلم : (( ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين ، ثم قال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور )) .
ومن أعظم أنواع الغش لأخيك المسلم أنْ لا تأمره بالمعروف ، ولا تنهاه عن المنكر ، ولا تحثه على فعل الخير قال تعالى :[ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً ].[ الفرقان :27- 29 ] .
وقال تعالى : [ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ] [ الزخرف : 67 ] وديننا الحنيف جاء لسعادة البشر في الدنيا والآخرة ؛ لذا حرّم الغش بجميع أنواعه لما فيه من الفساد والضرر بالعباد بظلم بعضهم لبعض ، وبإيجاد الشحناء بينهم أو بأكل أموالهم بالباطل ؛ لذلك أوجب الإسلام على جميع المسلمين تقوى الله في المعاملة ، وحذّر الإسلامُ من أسباب غضب الله ، وأليم عقابه الذي توعد به أصحاب الغش .